بعد أن اقترب نادي يوفنتوس من تدعيم صفوفه بصفقة هجومية قوية، من خلال التعاقد مع البلجيكي روميلو لوكاكو، مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي، خلال الميركاتو الصيفي الجاري، حيث بات أقرب من نظيره إنتر ميلان في صراع ضم المهاجم العملاق بعد صراع شرس بينهما.
فهل يحتاج يوفنتوس بالفعل لخدمات لوكاكو بشكل مُلحّ هذا الصيف لتدعيم صفوفه، أم أنه يفعل ذلك بغرض الانتقام من الإنتر وقطع الطريق عليه لتدعيم صفوفه ومنافسته بالموسم الجديد؟ هذا ما نرصده في النقاط الآتية:
صراع شرس
كان إنتر ميلان هو من بدأ المحاولات للتعاقد مع لوكاكو، لتدعيم الفريق بمهاجم من العيار الثقيل، في ظل خروج الأرجنتيني ماورو إيكاردي، مهاجم الإنتر الأساسي، من حسابات النادي بعد أزمته مع إدارة النادي، التي تصاعدت حتى انتهت بتجريده من شارة القيادة، وإبعاده عن الفريق.
وأعرب أنطونيو كونتي، المدير الفني للنيراتزوري، عن رغبته صراحةً في التعاقد مع لوكاكو، مشدداً على أن المهاجم البلجيكي قادر على تحسين جودة الهجوم في الفترة المقبلة.
ومع رغبة اليونايتد في الحصول على أكثر من 80 مليون يورو للسماح برحيل لوكاكو، استمرت إدارة إنتر ميلان في محاولاتها للوصول لاتفاق نهائي مع النادي الإنجليزي، قبل أن يدخل يوفنتوس أخيراً، محاولاً إفساد الصفقة على غريمه التقليدي.
أحلام المنافسة
ومع امتلاك يوفنتوس للعديد من المهاجمين بالفريق في الوقت الحالي، في وجود كريستيانو رونالدو، وماريو ماندزوكيتش، وجونزالو هيغواين، يبدو أن دخول البيانكونيري في صفقة لوكاكو يأتي بدافع الانتقام.
إنتر بحث عن العودة مجدداً لواجهة كرة القدم الإيطالية، بعد سنوات عجاف ظلَّ فيها النيراتزوري بعيداً عن المنافسة، ليبدأ الاستعانة بكوادر يوفنتوس، التي نجحت في قيادة البيانكونيري للمجد منذ عام 2011 الماضي، ومن ثم السيطرة الكلية على الكرة الإيطالية.
ففي البداية، قرر إنتر ميلان اللجوء للتعاقد مع بيبي ماروتا، المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس، لينضم لإدارة النيراتزوري، ثم استعان بأنطونيو كونتي، مدرب اليوفي السابق، الذي نجح في إعادة لقب الاسكوديتو للبيانكونيري، بعد غياب استمر لـ8 سنوات، رغبة من النادي في محاكاة تجربة سبق أن طبقها غريمه الأبيض والأسود.
رؤية فنية أم انتقام
المشهد الأخير بدخول يوفنتوس في المفاوضات على صفقة لوكاكو، في ظل التطلعات الكبيرة من جانب إنتر والآمال المعلقة على اللاعب البلجيكي، أثار تساؤلات عدة عن نية يوفنتوس بشأن هذه الصفقة تحديداً، هل دخلها من أجل الانتقام وإفساد الأمور على غريمه أم هي فقط مجرد رؤية فنية، لتغطية حاجات الفريق.
ووفقاً لتقارير عدة، فإن البيانكونيري يرحب بالتضحية بجوهرته الأرجنتينية باولو ديبالا، مقابل لوكاكو، ومع الضغط في الأيام الأخيرة، أشارت تقارير أخرى إلى أن النجم البلجيكي بات أقرب للسيدة العجوز من إنتر.
بعيداً عن التكهنات، فإن صفقة لوكاكو تعد ضربة مزدوجة من جانب إدارة بيانكونيري لإنتر، وفي كل الأحوال سيكون الفائز هو يوفنتوس، سواء بضم اللاعب إلى صفوفه، أو إبعاده عن إنتر.
على الجانب الآخر، ربما يكون التفريط في لاعب بموهبة ديبالا "25 عاماً"، خطأً كبيراً سترتكبه إدارة يوفنتوس، نظراً لقدراته الهائلة، وعمره المناسب، الذي يجعل منه أحد لاعبي المستقبل للنادي، لكن ربما يكون للإدارة وجهة نظر أخرى، خاصة أنها في السنوات الأخيرة تبحث عن اللاعب الجاهز، والصفقات اللامعة، بحثاً عن الهدف الأكبر للفريق، وهو دوري أبطال أوروبا، ولذلك قد ترى سهولة تعويضه.