يقولون إن المصائب لا تأتي فرادى، وهذا ما يختبره محمد النني لاعب وسط منتخب مصر ونادي أرسنال الإنجليزي هذه الأيام، ففي الوقت الذي يقضي فيه اللاعب أوقاتاً صعبة في إنجلترا لتحديد مستقبله الكروي، في ظلِّ التقارير المتعددة عن نية النادي اللندني عدم الاحتفاظ به، واجه النني مصيبة جديدة لم يكن له ذنب فيها، بعد اكتشاف جثة متحلِّلة في فيلا يملكها في مسقط رأسه بمحافظة الغربية.
وكانت برامج التوك شو وبعض المواقع الإخبارية قد تحدَّثت عن قضية اكتشاف جثة متحلِّلة لرجل في فيلا النني، طارحةً تساؤلات عمَّا يعنيه وجود الجثة وتحلُّلها، خصوصاً أنَّ اللاعب كان في مصر حتى وقت قريب للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية مع منتخب الفراعنة، وهي البطولة التي تسبَّبت في هجوم عنيفٍ في الشارع الرياضي المصري ضد النني، بسبب تراجع مستواه، واعتبره الإعلام الرياضي أحدَ أسباب خروج المنتخب المصري من ثمن النهائي بالهزيمة من جنوب إفريقيا.
لكنَّ مصادر أمنية كشفت أنَّ الجثة التي عُثر عليها داخل فيلا محمد النني تحت الإنشاء، تعود لبائع متجوّل حاول سرقة كابلات كهرباء نحاسية من داخل الفيلا، فصعقه التيار، وقالت المصادر إنه تم التحفظ على الجثة ونقلها إلى مشرحة مستشفى المحلة العام.
وأكدت المصادر الأمنية عدم وجود أي شبهة جنائية للوفاة، وأوضحت أن تقرير الطب الشرعي كشف عن وجود علامات صعق كهربائي في أجزاء متفرقة من الجثة، التي تعرَّضت للتحلل والتعفُّن، حيث ظلَّت بالمنزل خمسة أيام، قبل أن يكتشفها ناصر النني، والد لاعب المنتخب المصري.
وقال ناصر، والد محمد النني، إنَّه أثناء زيارته للفيلا تحت الإنشاء، وجد جثة متعفِّنة ملقاة على الأرض، مضيفاً أنَّه أبلغ الشرطة في الحال.
من جهة أخرى، لا يزال موقف النني معلقاً مع أرسنال، حيث تشير كل الشواهد إلى أنَّ النادي لا يريد اللاعب، وكذلك المدير الفني الإسباني أوناي إيمري، ولا يضعه في حساباته للموسم الجديد مثلما كان الحال في الموسم الماضي، لكن المشكلة أن النني لم يتلقَّ عروضاً مناسبة للرحيل، ويبدو أنَّ وضع اللاعب في سوق الانتقالات تأثَّر بابتعاده الطويل عن المشاركة مع "الغانرز" في المواسم الماضية، وكذلك بأدائه المتراجع مع منتخب مصر.
وكشفت صحيفة Mirror البريطانية، أنَّ النني واحد من 7 لاعبين مرشحين بقوة للرحيل عن نادي العاصمة البريطانية في الميركاتو الصيفي الحالي، مع الأرميني هنريك مخيتاريان، والنيجيري اليكس أيوبي، والفرنسي كوسيليني، بالإضافة إلى 4 لاعبين لا يشاركون نهائياً مع أرسنال.
وفي وقت سابق، ذكرت نفس الصحيفة، أنَّ الغانرز عرض على إدارة نادي كريستال بالاس، الذي يلعب في البريميرليغ، مبادلة محمد النني إضافة إلى مبلغ مالي يقدر بـ40 مليون يورو، للحصول على مهاجم الأخير، العاجي ويلفريد زاها، لكن إدارة كريستال بالاس رفضت المبادلة، حيث تشترط الحصول على 80 مليون يورو دون مبادلة.
وبينما يؤكد ناصر النني، والد اللاعب، في تصريحات تلفزيونية، أنَّ ابنه مستمر مع الأرسنال، تتضاءل فرصُ اللاعب في الحصول على مكان أساسي في تشكيلة أوناي إيمري، خصوصاً بعد ضم لاعب وسط ريال مدريد داني سيبايوس مؤخراً، مع استمرار الأوروغوياني لوكاس توريرا، وماتيو جندوزي، وجرانيت تشاكا.
وكل هؤلاء يلعبون في نفس مركز النني في محور الوسط الدفاعي، بينما يصعب تصور فكرة الاستعانة بالدولي المصري في أحد مراكز الوسط الأخرى، لوجود لاعبين أساسيين مع أرسنال منذ زمن، مثل الألماني مسعود أوزيل ومخيتاريان واليكس أيوبي، وكلهم أكثر تفضيلاً عند إيمري من النني، والآن انضمَّ إليهم سيبايوس، وهناك مفاوضات جادة لضمِّ العاجي نيكولاس بيبي، لاعب ليل الفرنسي، ما يعني أنَّ فرص النني في المشاركة مع الغانرز في الموسم الجديد لن تزيد عن دقائق متفرقة في مباريات قليلة جداً.
ومنذ انضمامه لأرسنال في يناير/كانون الثاني من عام 2016، قادماً من بازل السويسري، شارك النني مع الغانرز في 89 مباراة في مختلف المسابقات، لعب فيها دقائق إجمالية بلغت 5618 دقيقة، سجَّل هدفين، ومرَّر 8 تمريرات حاسمة، لكن أشهر إنجازاته هدفه في برشلونة على ملعب كامب نو، في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2016، وهي المباراة التي فاز بها برشلونة بنتيجة 3-1، ليكرر فوزه في الذهاب على ملعب الاتحاد بهدفين نظيفين.