تسبب تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية في عودة الجدل العنيف في مصر حول مخالفات اتحاد الكرة المصري ورئيسه هاني أبو ريدة المستقيل عقب خروج الفراعنة من ثمن نهائي كأس الأمم الإفريقية الأخيرة.
ونشر آل الشيخ مالك نادي بيراميدز المصري السابق صورة له وهو يضع يده على كتف أبو ريدة، على حسابه الرسمي على فيسبوك وكتب تحتها "شرفني في مكاني المتواضع أخي هاني أبوريدة.. أقوى شخصية عربية في الفيفا.. أهنيك على التنظيم الرائع للبطولة".
وجذبت الصورة آلافاً من التعليقات السلبية، خصوصاً في ظل تمتع آل الشيخ بعلاقة متوترة مع جماهير النادي الأهلي منذ أزمته مع مجلس إدارة نادي القرن الإفريقي قبل أكثر من عام.
لكن من بين أبرز ما يمكن رصده في التعليقات الغاضبة إشارة بعضها لدور آل الشيخ في التوسط لدى السلطات المصرية لضمان "خروج آمن" لأبو ريدة ورجاله من اتحاد الكرة دون تقديمهم للمحاكمة في الكثير من المخالفات التي يشاع تورطهم فيها، والتي تناولتها تقارير وأحاديث إعلامية متعددة عقب الخروج المفاجئ لمنتخب مصر من البطولة الإفريقية.
وربط البعض بين علاقات تركي آل الشيخ القوية برئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل منذ أن كان يشغل منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية، وبين التعتيم الغريب على ما أثير من شبهات فساد حول اتحاد الكرة المستقيل.
وعلم "عربي بوست" أن التحريات التي أجرتها إحدى الجهات الرقابية حول المخالفات التي أشيع تورط اتحاد الكرة فيها، كشفت عدم وجود أدلة تربط أبو ريدة بتلك المخالفات، الأمر الذي أدى لحفظ التحريات حتى إشعار آخر.
وأكدت مصادر تواصلت مع "عربي بوست" من داخل تلك الجهة الرقابية أنه لا صحة -على الأقل لدى المصادر- عن توسط تركي آل الشيخ لحفظ التحقيقات مع أبو ريدة لأن التحقيقات لم تبدأ من الأساس فكيف تحفظ؟!
من جهة أخرى علم "عربي بوست" من مصادر في اتحاد الكرة المصري والشركة الراعية له أن هاني أبو ريدة لن يتعرض للتحقيق بأي شكل أو في أي وقت ليس لأن هناك من يحميه ولكن لأن الرجل من الذكاء بحيث لا يقع في تلك المخالفات الساذجة بما يملكه من خبرات دولية بحكم عضويته في المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي، والاتحاد الإفريقي من قبله، وقبل ذلك الاقتراب لفترة طويلة من القطري محمد بن همام صاحب الخبرات الواسعة في رئاسة الاتحاد الآسيوي والمنافس القوي على رئاسة الفيفا في انتخابات 2010 قبل انسحابه في اللحظات الأخيرة.
وتعجبت تلك المصادر من بعض الاتهامات التي أثارها الإعلام المصري مثل تقاضي نسبة من راتب المكسيكي خافيير أغيري مدرب المنتخب المقال أو عمولة من سلفه الأرجنتيني هيكتور كوبر، وتساءلت كيف يمكن لأبو ريدة وهو رجل أعمال ثري في الأساس أن يرتكب مثل هذه الهفوات، ولو كان من المتلاعبين لجاء اسمه في مقصلة الفيفا الشهيرة التي أطاحت بعدد من رؤوس المنظمة الدولية ومكتبها التنفيذي قبل 3 سنوات ومنهم السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا نفسه وميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وقتها.
لكن تلك المصادر لم تنف وجود بعض أوجه الفساد لكنها مرت عبر الشركة الراعية التي تحظى بدعم أبو ريدة منذ أن كانت شركة مجهولة لإعلانات الطرق في المحافظات، حتى جاء بها أبو ريدة وأسند لها دوراً وسيطاً في نقل مباريات الدوري المحلي مع مجموعة MBC.
على صعيد المستشار السعودي الذي تسربت أنباء متعددة في الفترة الماضية عن تحجيم دوره تزامناً مع تخليه عن ملكية نادي بيراميدز المصري، ثم تنحيه عن رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، وقبل هذا وذاك إقالته من رئاسة هيئة الرياضة السعودية، ذكرت أنباء إعلامية سعودية أن تركي آل الشيخ يقترب من شراء ناد فرنسي أو إسباني.
وقالت صحيفة "الرياضية" السعودية إن آل الشيخ اقترب من امتلاك نادي غرناطة بالكامل، ليكون أول سعودي يمتلك نادياً أوروبياً بنسبة كاملة إذا تمت الصفقة.
وأضافت الصحيفة أن آل الشيخ يفاضل بين النادي الإسباني ونادي أميان الفرنسي للاستحواذ على أحدهما بنسبة 100%، بعد أن وصلت المفاوضات بينهما لاتفاق تام على القيمة المالية، وتبقت بعض البنود في العقد.
الطريف أن صورة تركي وأبو ريدة الودية ذكرت البعض بصورة مشابهة التقطت منذ عام تقريباً وجمعت ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وظهر فيها بن سلمان واضعاً يده على كتف السيسي في سابقة هي الأولى في تاريخ العلاقات بين مصر والسعودية، وهو ما اعتبره كثير من المصريين وقتها إهانة بالغة لمنصب رئيس مصر.