دائماً ما يشهد سوق الانتقالات في كرة القدم أحداثاً مثيرة، تبلغ ذروتها في الصفقات التبادلية بين الأندية وبعضها، لما تحمله من إثارة وتشويق كبير للجماهير والمتابعين لحركة التنقلات والأموال في الميركاتو الكروي، وبعد اقتراب نيمار دا سيلفا، نجم البرازيل وباريس سان جيرمان، من دخول تلك الموسوعة المثيرة من الصفقات التبادلية هذا الصيف، بات الأمر أكثر تشويقاً وإثارة لكل متتبعي الساحرة المستديرة.
ويُقدر القائمون على سان جيرمان سعر نيمار بثمن مُرتفع، وهو الأمر الذي فرض على برشلونة النظر إلى لاعبيه، للاختيار من بينهم، بهدف عقد صفقة تبادلية مع النادي الفرنسي، تُخوّل للبلوغرانا استعادة الدولي البرازيلي صاحب الـ27 عاماً.
في واقع الأمر، لا تُعد تلك المرة هي الأولى لبرشلونة في التعامل مع الصفقات التبادلية، على الرغم من انتشار هذا النوع من التعامل بين الأندية في إيطاليا، أكثر من أية دولة أخرى.
صحيفة Sport الإسبانية عمدت إلى الحديث عن أبرز الصفقات التبادلية التي حصلت بتاريخ كرة القدم، في تقرير لها، نستعرض أبرزها في الآتي:
كارلوس وزامورانو (صيف 1996)
زامورانو كان هدافاً جيداً، لكن بزوغ نجم راؤول غونزاليس وسطوعه الكبير بالفريق الأول لريال مدريد، عنيا أن مُستقبل المهاجم التشيلي قد بات غير مشرق رفقة اللوس بلانكوس؛ وهو ما أسفر عن صفقة تبادلية، انضم على أثرها زامورانو إلى الأفاعي مقابل مليون يورو، إلى جانب بطاقة الظهير الأيسر البرازيلي روبيرتو كارلوس، الذي صار فيما بعدُ أحد أفضل الأظهرة اليسرى في تاريخ كرة القدم.
سيدورف وكوكو (صيف 2002)
من الصفقات التبادلية نادرة الحدوث، خاصة أنها جمعت قطبَي مدينة ميلانو، ولم تشهد إنفاق أيٍّ من الناديَين أية أموال أو رسوم، فقط كوكو الراغب حينها في الرحيل عن ميلان إلى إنتر، وسيدورف الساعي لدور أكبر في إنتر إلى ميلان.
كانافارو وكاريني (صيف 2004)
كان إنتر يشكو من راتب كانافارو المُرتفع، النادي المُنتمي إلى مدينة ميلانو، والمُلقب بالنيراتزوري، بحث عن حلول للمشكلة هذه كثيراً، قبل أن يتلقى عرضاً من يوفنتوس، قضى في نهاية أمره بانتداب السيدة العجوز للاعب، مقابل فابيان كاريني و10 ملايين يورو.
كواريزما وديكو (صيف 2004)
كان كواريزما، الفتى اليافع في صفوف برشلونة آنذاك، يشعر بعدم السعادة إزاء عمله تحت إشراف وقيادة المدرب الهولندي فرانك ريكارد، ليقرر النادي الكتالوني بيع بطاقته إلى بورتو البرتغالي، صيف العام 2004، في صفقة تبادلية، خوَّلت للبلوغرانا الحصول على 15 مليون يورو، إضافة إلى صانع اللعب البرازيلي ديكو.
كول وجالاس (صيف 2006)
وجد جالاس نفسه مُضطراً إلى الرحيل عن تشيلسي، المدافع الفرنسي هدد بتسجيل هدف في مرماه، في حال أُرغم على البقاء رفقة البلوز، وفي خطوة استثنائية تمكن تشيلسي في صيف 2006، من إقناع أرسنال بالتخلي عن ظهيره الأيسر المميز أشلي كول، مقابل الحصول على بطاقة جالاس، إضافة إلى خمسة ملايين جنيه إسترليني.
إبراهيموفيتش وإيتو (صيف 2009)
مضى برشلونة قدماً في سبيل التوقيع مع زلاتان إبراهيموفيتش من إنتر في صيف 2009، النادي الكتالوني أقدم على دفع 45 مليون يورو، بالإضافة إلى بطاقة مهاجمه الكاميروني صامويل إيتو، من أجل إتمام انتدابه للمهاجم السويدي.
زلاتان لم يتكيف مع أسلوب لعب برشلونة، تحت إمرة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، ليُغادر البرسا سريعاً، بعد موسم واحد مُعاراً إلى ميلان، قبل أن يستقر بصفة دائمة ونهائية في البيت اللومباردي، مقابل 24 مليون يورو.
ديفيد لويز وماتيتش (شتاء 2011)
كان يُنظر إلى ديفيد لويز على كونه أحد أبرز المواهب الواعدة في كرة القدم، هنا أراد تشيلسي استقطابه، وقد نجح النادي اللندني في مراده، بيد أن ذلك قد كلف خزائن "البلوز" ما قوامه 25 مليون يورو، إضافة إلى بطاقة متوسط الميدان الصربي نيمانيا ماتيتش.
المفارقة في الأمر أن تشيلسي قد مضى لاحقاً لاستعادة جهود ماتيتش، وتحديداً في شتاء 2014، في صفقة كلفت خزائن البلوز ما يقارب 45 مليون يورو.
والعجيب أكثر أن تشيلسي تخلى عن لويز في يوليو/تموز 2014، إلى سان جيرمان مقابل رسوم بلغت 49.5 مليون يورو، قبل أن يعمد النادي إلى استعادة الدولي البرازيلي، عامين بعد ذلك مقابل 35 مليون يورو.
سانشيز ومخيتاريان (شتاء 2018)
أراد أرسنال الحصول على 35 مليون يورو، نظير تخليه عن بطاقة أليكسيس سانشيز لمانشستر يونايتد، لكن إدارة الغانرز قد قبلت في نهاية المطاف، بعقد صفقة تبادلية مع الشياطين الحمر، تقضي بوصول سانشيز إلى مسرح الأحلام، مقابل انتقال متوسط الميدان الأرميني هنريك مخيتاريان إلى قلعة "الإمارات".