بعد أن نجح منتخب الجزائر بالتتويج بالنجمة الثانية له في كأس الأمم الإفريقية بالفوز على السنغال بهدف دون رد، في نهائي كان 2019 بمصر، شهدت المباراة النهائية العديد من الملامح المثيرة التي جعلت اللقاء على صفيح ساخن وأعطت له بعداً من التنافسية والإثارة أشعل حماس الجماهير في مدرجات استاد القاهرة الدولي والمتابعين عبر الشاشات في مختلف بلدان القارة السمراء.
ولذلك وعلى مدار شوطي المباراة، نستعرض في السطور القادمة أبرز ملامح تلك المباراة النهائية، والتي شهدت تتويج الخضر بلقبهم الثاني الغالي في كؤوس الأمم:
هدف بالتخصص
سجل المهاجم الجزائري بغداد بونجاح الهدف الوحيد للمباراة بعد أقل من دقيقتين على بداية المباراة، ليقود الفريق إلى الفوز باللقب وكذلك الفوز الثاني على المنتخب السنغالي في بطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 في مصر، علماً بأن المنتخب السنغالي فاز بجميع المباريات الخمس الأخرى التي خاضها في هذه البطولة.
وبهذا يكون المنتخب الجزائري هو الوحيد الذي تغلب على نظيره السنغالي في هذه البطولة، حيث انتهت مباراتهما في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الثالثة في الدور الأول للبطولة بنفس النتيجة.
بديل كوليبالي يصدم الأسود
دفع المدرب أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي باللاعب ساليف ساني نجم شالكه الألماني، في التشكيلة الأساسية للفريق في المباراة النهائية، أمس لتعويض غياب المدافع كاليدو كوليبالي للإيقاف بسبب الإنذارات.
لكن ساني وجه صدمة كبيرة إلى الفريق دون قصد عندما تسبب بشكل غير متعمد، في هز شباك الفريق بالهدف الوحيد في المباراة، حيث ارتطمت تسديدة بغداد بونجاح بساق ساني لتعلو الكرة وتتجاوز الحارس السنغالي وترتطم بالقائم الأيسر، قبل أن تستقر داخل المرمى في مشهد مثير.
الهجوم الأفضل
الهدف الذي سجله بونجاح في مباراة الأمس بنهائي البطولة، أكد أن المنتخب الجزائري هو الأفضل هجومياً في البطولة الحالية حيث رفع الفريق رصيده إلى 13 هدفاً، في المباريات السبع التي خاضها بالبطولة حتى الآن مقابل ثمانية أهداف فقط سجلها المنتخب السنغالي في المباريات السبع التي خاضها.
واهتزت شباك المنتخب السنغالي أمس بالهدف الثاني في البطولة، ليتساوى مع نظيره الجزائري في رصيد الأهداف التي دخلت مرمى الفريقين.
تدخل مثير من تقنية الفار
أثار الحكم الكاميروني أليوم نيانت، الذي أدار المباراة النهائية، حالة من القلق في نفوس الجزائريين عندما أطلق صافرته في الدقيقة 60 من اللقاء محتسباً ضربة جزاء للسنغال إثر هجمة سريعة لأسود التيرانجا، وتمريرة عرضية لعبها إسماعيلا سار من الناحية اليمنى وارتطمت بيد عدلان قديورة نجم الخضر.
ومع العودة لنظام حكم الفيديو المساعد (فار)، عدل الحكم عن قراره وألغى ضربة الجزاء وأشار باستمرار اللعب ليحتفظ المنتخب الجزائري، بتقدمه حتى نجح في تحقيق الفوز مع صافرة نهاية اللقاء.
تواضع بلماضي
أكد المدرب جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري تواضعه الشديد، وحرصه على الإشادة الضمنية والصريحة بلاعبيه، عندما أكد في تصريحاته بعد انتهاء المباراة بأنه بدون لاعبيه لا يساوي شيئاً.
ونالت تصريحات بلماضي الكثير من الاستحسان لاسيما وأن المنتخب الجزائري يدين بفضل كبير في تتويجه باللقب، إلى الأداء الخططي الراقي وكذلك حالة الالتزام التي فرضها بلماضي داخل الفريق منذ توليه المسؤولية قبل أقل من عام واحد وبالتحديد في مطلع أغسطس/آب الماضي.
ولعب بلماضي دوراً بارزاً في ظهور المنتخب الجزائري بهذا المستوى الرائع في البطولة الإفريقية الثانية والثلاثين واستعادة اللقب الغائب عن محاربي الصحراء منذ 1990.
تماسك سيسيه
رغم الهزيمة في المباراة النهائية للبطولة وفشله في الثأر للهزيمة في نهائي 2002، حاول أليو سيسيه المدير الفني للمنتخب السنغالي الشد من أزر لاعبيه وإخراجهم من حالة الحزن التي سيطرت عليهم عقب انتهاء المباراة، وذلك من خلال تجميع لاعبيه داخل الملعب والتحدث إليهم بعد انتهاء المباراة.
وكان سيسيه نجم باريس سان جيرمان الفرنسي سابقاً قائداً للمنتخب السنغالي الذي خسر بركلات الترجيح، أمام نظيره الكاميروني في المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الإفريقية 2002 بمالي، ولكنه فشل في الثأر لنفسه وسقط كمدرب في النهائي أمام المنتخب الجزائري أمس.
وتحلى سيسيه ببعض التماسك والتواضع في تصريحاته عقب مباراة الأمس، حيث قال إن المهم ليس وضعه المستقبلي مع الفريق وإنما الشيء المهم بالنسبة له هو العمل الذي قدمه مع الفريق.
الحضور الجماهيري والمساندة المصرية
رغم عدم وصول المنتخب المصري للمباراة النهائية في البطولة، شهد النهائي حضوراً جماهيرياً هائلاً حيث بلغ الحضور نحو 50 ألف مشجع من بينهم أكثر من 20 ألف مشجع جزائري إضافة لمثل هذا العدد من المشجعين المصريين والعرب فيما بلغ الحضور السنغالي نحو ثلاثة آلاف مشجع.
وقدم المشجعون من مختلف الجنسيات لوحة رائعة في مساندة الفريقين على مدار شوطي المباراة.
اختفاء محرز
فيما كانت كل التوقعات التي سبقت المباراة تشير إلى أن رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، سيكون له دور فعال في المباراة النهائية، غاب محرز بشكل كبير عن الأضواء في مباراة الأمس وكان بعيداً تماماً عن الأداء اللائق بمستواه، وربما ساهم في هذا تراجع المنتخب الجزائري للدفاع في فترات عدة من المباراة.
وكان محرز سجل هدف الفوز 2 / 1 على المنتخب النيجيري في الدور قبل النهائي بتسديدة رائعة، من ضربة حرة في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع للمباراة ليمنح فريقه تأشيرة التأهل للنهائي لكنه لم يقدم ما يستحق الذكر في النهائي.
ماني بلا فاعلية
رغم تصريحاته قبل عدة أسابيع بأنه يتمنى لو أنه يستبدل لقب دوري أبطال أوروبا الذي أحرزه مع ليفربول الإنجليزي في الموسم الماضي بلقب كأس أمم إفريقيا مع منتخب السنغال، فشل ماني في قيادة فريقه للفوز باللقب الإفريقي وسقط في النهائي أمام المنتخب الجزائري.
وشهدت مباراة الأمس بعض التحركات والمناوشات والمحاولات الهجومية من ماني ولكنها كانت بلا فائدة، حيث افتقد اللاعب للفاعلية التي يتسم بها مع ليفربول ليسقط مع أسود التيرانجا في فخ الهزيمة رغم اهتزاز شباك الفريق، بهدف مبكر كان من الممكن تعويضه على مدار أكثر من 90 دقيقة بإضافة الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
دماء بن العمري
سقط جمال الدين بن العمري نجم المنتخب الجزائري مصاباً بجرح في وجهه إثر التحام قوي مع ساديو ماني نجم السنغال، في بداية الربع ساعة الأخير من المباراة، وخرج اللاعب لتلقي العلاج حيث وضع ضمادة على الجرح لإيقاف النزيف، وأصر على استكمال اللقاء ليكون نموذجاً للحماس والبسالة التي كانت سبباً رئيسياً وراء تتويج المنتخب الجزائري باللقب الإفريقي.
وأصر الحكم على أن يستبدل اللاعب سرواله الملطخ بالدماء، مما أثار الجماهير في المدرجات خشية استغلال المنتخب السنغالي للنقص العددي في صفوف الخضر في هذا التوقيت الصعب من المباراة، ولكن اللاعب عاد سريعاً إلى الملعب وساهم في الفوز الثمين.