قبل ساعات من انطلاق مباراة الجزائر والسنغال في نهائي كأس الأمم الإفريقية (كان 2019)، يعلق الجمهور الجزائري آمالاً عريضة على رياض محرز ورفاقه من أجل التتويج باللقب القاري الغائب عن بلد المليون ونصف المليون شهيد منذ 29 عاماً، وتحديداً منذ تمكن رابح ماجر من رفع الكأس الذهبية بصفته قائد المنتخب المستضيف للبطولة والمتوج باللقب عام 1990.
بعيداً عن التفاصيل الفنية التي تخص المنتخبين والتي يمكن القول إنها تنحاز بدرجة أكبر للمنتخب الجزائري صاحب العروض المبهرة في البطولة الحالية منذ بدايتها، فإن هناك 3 عوامل تعزز آمال الجزائريين في رؤية رياض محرز يصعد إلى المنصة الشرفية لاستلام كأس البطولة على خطى سلفه رابح ماجر.
الكاميرون:
من الأمور اللافتة في تاريخ بطولات كأس الأمم الإفريقية أن فوز منتخب الكاميرون بأي لقب يمثل فأل خير على المنتخبات العربية، بل يمكن القول إنه يحمل الكثير من التفاؤل للفرق العربية التي تعاني في البطولات الإفريقية.
فعقب كل مرة تفوز فيها الكاميرون بكأس الأمم يتوج بها منتخب عربي إما بعد غياب طويل مثلما حدث لمنتخب مصر الذي فاز باللقب عام 1986 بعد غياب 27 عاماً منذ أن فاز به في النسخة الثانية عام 1959، وكان ذلك بعد أن توج منتخب الكاميرون بأول لقب إفريقي له عام 1984 مع الجيل الذهبي وقتها الذي كان يضم الثعلب روجيه ميلا، والقائد تيوفيل أبيجا، والحارس توماس نكونو.
ثم في عام 1988 عادت الكاميرون لتفوز بلقبها الثاني في البطولة التي أقيمت بالمغرب، وبعد عامين تحديداً حققت الجزائر لقبها الأول والوحيد حتى الآن في البطولة التي استضافتها عام 1990.
ثم غابت الكاميرون عن منصات التتويج وغابت معها المنتخبات العربية حتى عات للفوز بلقب بطولتي 2000 و2002 لتمنح تونس قبلة الحياة الكروية بالفوز بأول لقب وهو الوحيد لها في البطولة عام 2004.
وإذا سارت عجلة التاريخ في مسارها الطبيعي، سنرى محرز يتسلم كأس البطولة الحالية باعتبارها التالية للبطولة التي فازت بها الكاميرون عام 2017.
لقاء المجموعات
ما أشبه الليلة بالبارحة، ربما كان هذا حال الجزائريين الأكبر سناً وهم يتابعون استعدادات منتخبهم للمباراة النهائية.
ففي المرة الوحيدة التي فاز فيها محاربو الصحراء باللقب الإفريقي عام 1990 التقوا في المباراة النهائية منتخب نيجيريا الذي كان قد التقوا به في الدور الأول في مرحلة المجموعات وفاز الأفناك بنتيجة 5-1، قبل أن يكرروا فوزهم في النهائي بهدف نظيف.
وفي النسخة الحالية التقى المنتخبان الجزائري والسنغالي في مرحلة المجموعات في مباراة تمكن الخضر من حسمها لصالحهم بهدف نظيف للنجم يوسف بلايلي.
وبناء على ما سبق، وإن حدث بالفعل، ينتظر الجزائريون أن يكون اليوم أشبه بالبارحة ويكرر الخضر فوزهم على السنغال في المباراة النهائية ليعيدوا سيناريو بطولة 1990.
الأرض
من المفارقات اللافتة التي تثير تفاؤل الجزائريين استضافة مصر للبطولة، وبعيداً عن فكرة عروبة الأرض وتعاطف الجماهير المصرية مع منتخب الأفناك، فإن هناك حقيقة مهمة شهدتها البطولات التي استضافتها مصر، أن اللقب فيها ينحاز للمنتخبات التي سبق لها الفوز به، وهو ينطبق على منتخب الجزائر بعكس السنغال التي لم تفز باللقب الإفريقي من قبل.
حتى في النسخة الثانية التي كانت أول بطولة تستضيفها مصر عام 1959 فاز باللقب المنتخب المضيف الذي كان قد فاز بلقب النسخة الأولى قبلها بعامين.
ثم في بطولة 1974 التي أخفق المصريون في الفوز بها، فقد ذهب اللقب لمنتخب زائير الذي سبق أن فاز به عام 1968 تحت اسم الكونغو كينشاسا، على حساب منتخب زامبيا الذي كان يخوض النهائي الأول في تاريخه.
في عامي 1986 و2006 فاز المنتخب المصري باللقب ليضيفه إلى حصيلة ألقابه القارية.
ووفقاً للعوامل الثلاثة السابقة يجب أن يكون المنتخب الجزائري هو الفائز بلقب البطولة الحالية.