النجم المصري المعتزل محمد أبوتريكة لا يمكن لأحد أنَّ يرى أفقاً للصداع الذي يسببه للنظام السياسي القائم في مصر، فبعد أن تسبَّب الهتاف له في مباراة افتتاح البطولة بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في إقدام الشرطة المحلية على نشر مخبرين في المدرجات خلال مباريات الفراعنة، جاء الدور هذه المرة على المشجعين الجزائريين، الذين تم ترحيل 22 منهم بسبب ما قيل إنه الهتاف لأبوتريكة في مباراة الجزائر مع نيجيريا، في نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية كان 2019.
وكانت السلطات المصرية قد اتَّخذت إجراءات أمنية صارمة عقب المباراة الافتتاحية للبطولة بين منتخبي مصر وزيمبابوي، التي حضرها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وشهدت هتاف الجماهير في الملعب للنجم المعتزل، الذي تتهمه السلطات المحلية بالتورُّط في تمويل أنشطة جماعة الإخوان، المصنفة في مصر جماعة إرهابية.
بدءاً من المباراة الثانية للفراعنة تم نشر مئات من المخبرين لتصوير وضبط من يهتفون لأبوتريكة، تمهيداً للقبض عليهم في وقت لاحق للمباراة، وهو تصرف تسبب في إطلاق بعض الشباب حملات على مواقع التواصل الاجتماعي للسخرية من الفكرة وطريقة الأمن المكشوفة في تطبيقها.
وفي خطوة يمكن أن تهدد حالة السلم الجديدة بين الشعبين المصري والجزائري، التي دشنتها النسخة الحالية من كأس الأمم الإفريقية، قامت السلطات المصرية بترحيل 22 مشجعاً جزائرياً، بتهمة ارتكاب أعمال شغب عقب فوز منتخب الجزائر على نيجيريا بهدفين مقابل هدف في نصف النهائي، بينما ذكرت مصادر أن السبب الحقيقي لقرار ترحيلهم هو الهتاف لأبوتريكة خلال المباراة.
وبذلك يصل عدد المشجعين الجزائريين الذين قامت السلطات المصرية بترحيلهم منذ بداية البطولة إلى 25 مشجعاً، حيث كانت قد قامت بترحيل ثلاثة مشجعين عقب اول مباراة لمحاربي الصحراء في البطولة ضد كينيا.
ذكريات 2009
الإجراءات التي قامت بها السلطات المصرية تهدد بعودة حالة العداء بين الشعبين المصري والجزائري، التي اندلعت قبل ما يقارب 10 سنوات، على خلفية الأحداث التي رافقت مباراة المنتخبين عام 2009 بالقاهرة، في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، ثم المباراة الفاصلة في أم درمان.
وتداول نشطاء من أنصار المنتخب الجزائري فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يروي فيه المشجعون المرحلّون أن السلطات المصرية قامت بترحيلهم مباشرة عقب نهاية مباراة الجزائر ونيجيريا في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا، التي تأهل من خلالها الخضر على حساب الفريق النيجيري.
واشتكى المشجعون من أنهم تم توقيفهم دون وجه حق من قبل عناصر الأمن المصرية في الملعب فور نهاية المباراة مباشرة، دون سبب يذكر، ثم احتجازهم طوال 5 ساعات في أحد أقسام الشرطة في العاصمة المصرية، قبل أن يجري ترحيلهم مباشرة، حتى دون السماح لهم باسترجاع أمتعتهم من الفندق الذي كانوا يقيمون فيه.
وأوضح المناصرون أن السفارة الجزائرية بمصر لم تقدم لهم يد العون، حيث جاء على الساعة الثالثة صباحاً ممثل السفير الجزائري، لكن طريقة تعامله معهم وصفوها باللامبالاة والجافة وكأنهم مجرمون.
وسرى على نطاق واسع أن المشجعين المرحلين ارتكبوا خطيئة الهتاف للنجم المصري السابق محمد أبوتريكة في الدقيقة 22 من المباراة المذكورة، بحسب ما أكدته صحيفة "القدس العربي"، على غرار ما فعل مشجعون مصريون في مباراة افتتاح البطولة، ثم مشجعون مغاربة في لقاء منتخب بلادهم مع ناميبيا، ومشجعو تونس خلال المباراة ضد أنغولا.
يذكر أن السلطات المصرية قد قامت باعتقال وترحيل 3 مشجعين جزائريين قبل مباراة الجزائر الافتتاحية في كأس الأمم الإفريقية ضد كينيا، منهم مشجع اتهم برفع شعار سياسي هو (يتنحاو قاع) أو (يرحلوا جميعاً) المألوف لدى الحراك الشعبي في الجزائر، بالإضافة إلى مشجعين آخرين.
لاحقاً قضت محكمة جزائرية بسجن المشجع الأول الذي جرى ترحيله، الذي يدعى "س. موفق" عاماً، وتغريمه 500 دولار، بسبب رفعه الشعار المشار إليه ووجهت له تهمة غريبة هي "عرض أوراق على أنظار الجمهور من شأنها الإضرار بالمصلحة الوطنية".
كما عاقبت المحكمة المشجعين الآخرين بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ وتغريمهما 200 دولار، عن تهمة "إدخال ألعاب نارية إلى منشأة رياضية، من شأنها المساس بأمن الجمهور، في إطار تظاهرة رياضية".