أبرز ما في لقطات مباراتي نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية الحالية (كان 2019 ) التي جمعت الفريقين العربيين تونس والجزائر مع كل من السنغال ونيجيريا هو الحماس المفرط وربما الزائد عن الحد لمعلقي المباراتين التونسي عصام الشوالي والجزائري حفيظ دراجي.
في مباراة تونس والسنغال تسببت ركلة الجزاء التي ألغاها الحكم الإثيوبي باملاك تسيما لصالح منتخب تونس قبل 4 دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني في خروج عصام الشوالي عن شعوره للهجوم على الحكم وحكام تقنية الفيديو المساعدين (VAR).
وانفعل الشوالي بشدة خاصة أن الحكم كان قد احتسب ركلة جزاء بالفعل كان يمكن أن تتيح لمنتخب تونس تحقيق التعادل مع السنغال، لكنه عاد وألغاها بناء على نصيحة حكم الفيديو المساعد وبعد أن ذهب تسيما بنفسه لمشاهدتها عبر الشاشة الموجودة خارج خطوط الملعب.
وأخذ المعلق التونسي الذي يحظى بشعبية كبيرة في أنحاء الوطن العربي يصرخ مطالباً الاتحاد الإفريقي بإلغاء تقنية الـ (VAR) طالما أنها تتسبب في مصائب لبعض المنتخبات.
المفارقة أن الشوالي ظل مصراً عقب نهاية المباراة على صحة ضربة الجزاء الملغاة رغم أن خبير التحكيم في مجموعة Bein Sports القطرية السوري جمال الشريف أكد أن قرار الحكم بإلغائها صحيح لأن يد لاعب السنغال كانت بجواره وثابتة، وعقّب المعلق التونسي على كلام الشريف بقوله (حتى لو بعد 500 ألف سنة يخرجوني من القبر هاقول إنها ركلة جزاء صحيحة وأرجع تاني للقبر).
أما في المباراة الثانية فقد شهدت حماساً زائداً منذ اللحظة الأولى لانطلاقها من المعلق حفيظ دراجي، وكذلك مع كل هجمة لمحاربي الصحراء، وانفعال زائد مع كل هجمة ضدهم لصالح منتخب نيجيريا، رغم أن المنتخب الجزائري بسط سيطرته الكاملة على المباراة منذ بدايتها ولم تشكل نيجيريا أي خطورة طوال الشوط الأول على مرمى الحارس رايس مبولحي.
الطريف أن هدف الجزائر الأول الذي سجله مدافع نيجيريا ويليام إيكونغ بعدما حول عرضية رياض محرز في مرماه، شهد مفارقة ملفتة حيث اشتعل انفعال دراجي بالهدف لدرجة خشي معها بعض المشاهدين أن يتأثر صوته، في الوقت الذي استقبل فيه لاعبو الجزائر الهدف بهدوء واضح، خصوصاً القائد رياض محرز.
كما كانت لافتةً تعليقات دراجي منذ بداية اللقاء ضد الحكم الغامبي بكاري غاساما، رغم أنه لم يتخذ قرارات مؤثرة في نتيجة اللقاء، لكن دراجي أصر منذ البداية على أن غاساما يرهب لاعبي الجزائر بكثرة تحذيراته لهم بعد كل خطأ، بينما لا يفعل نفس الشيء مع لاعبي نيجيريا، ليسير في نفس الطريق الذي سار فيه قبله المعلق التونسي عصام الشوالي بانتقاد التحكيم.
ثم كان المشهد الرئيسي في المباراة وقت أن سجل رياض محرز هدف الفوز من ركلة حرة في الدقيقة الأخيرة من المباراة، حيث انخرط المعلق في البكاء واختلط صوته بدموعه.
وكان لافتاً أن توتر المعلقين انتقل إلى مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مرحب بهذا الانفعال باعتباره انعكاساً لمدى وطنية المعلق وحبه لبلاده، وبين منتقد لأداء المعلقين الذي لا يفرق بين التعاطف مع منتخب بلاده وبين التحول إلى قاضٍ يتولى إطلاق الأحكام على الحكم واللاعبين والمدرب.