جذبت المصارعة الأمريكية أسبن لاد التي تتنافس في رياضة الفنون القتالية المختلطة انتباه وشفقة العالم بعدما تم تداول فيديو حديث لها وهي تصعد على الميزان بصعوبة بالغة وهي عارية تماماً من ملابسها وتسير داخل قفص قماشي تحمله سيدتان.
وذكر موقع مجلة Forbes أن ما حدث للمصارعة الأمريكية كان نتيجة خضوعها لإجراءات غذائية عنيفة من أجل تخفيف وزنها حتى تتفادى التنافس في الوزن الأكبر في بطولة "UFC Fight Night 155" للفنون القتالية المختلطة التي تقام في كندا.
وقالت المجلة إن عملية تخفيف الوزن التي يلجأ إليها المقاتلون والمقاتلات في تلك الرياضة باتت مشكلة حقيقة وخطراً يداهم صحة وربما حياة هؤلاء الرياضيين، من أجل علاج مشكلة زيادة الوزن.
ويلجأ الرياضيون لوسيلة معروفة على نطاق واسع في رياضات النزالات بشكل عام هي "التجفيف" المفرط للتخلص من السوائل قبل عملية الوزن، والذي يؤدي أحياناً إلى مشاكل صحية لديهم، ومن ثم استعادة ما فقدوه بعد عملية الوزن، وذلك للحصول على أفضلية أمام الخصم من حيث الطول والوزن بعد استعادة الكيلوغرامات التي خسروها، وتجنب الصعود للعب في فئة وزن أعلى.
وشهد العالم الوضع الكارثي للمقاتلة الأمريكية أسبن لاد، التي صعدت بصعوبة على الميزان متأثرة بتبعات قسوة عملية "التجفيف" الجنونية التي جعلتها تفقد كمية كبيرة من السوائل في جسمها، وعلاوة على ذلك فقد اضطرت للقيام بالتعري من ملابسها لكي تتخلص من غرامات قليلة أخرى، لكي لا تتجاوز السقف الأعلى المحدد للوزن.
وهبطت المقاتلة بصعوبة من على الميزان ولبست ثيابها بصعوبة أكبر، وبعد أن شربت قليلاً من السوائل، بالكاد استطاعت أن ترفع يديها لتستعرض عضلاتها أمام الحضور.
المفارقة أن كل ما فعلته المصارعة في نفسها لم يشفع لها في الفوز، حيث تعرضت لهزيمة ساحقة بالضربة الفنية القاضية خلال 16 ثانية فقط أمام الهولندية، جيرمين دي راندامي، في النزال الذي جمعهما فجر الأحد الرابع عشر من يوليو/تموز، في مدينة في مدينة سكرامنتو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.
ولم يعرف بعد ما إذا كانت الهزيمة التي تلقتها أسبن التي تبلغ من العمر 24 عاما، نتيجة حالة الهزال الصحي التي أصابتها، لكن ما يعزز هذا الاعتقاد أن تلك الهزيمة كانت الأولى في مسيرتها الاحترافية، بعد 8 انتصارات متتالية.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها، أسبن لاد، بتخفيض وزنها بهذه الطريقة "الجنونية"، فقد حدث ذلك قبل نزالها ضمن منظمة "UFC 229″، ولكنها استعادت في تلك المرة قواها في اليوم التالي من عملية الوزن، وأسقطت منافستها تونيا إيفيندر، بالضربة القاضية، في 6 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2018.
كما أن هذه الحالة ليست الأولى في عالم رياضة الفنون القتالية المختلطة، فعلى سبيل المثال نشر المصارع البريطاني، دارين تيل، فيديو يعرض فيه تفاصيل عملية تخفيف الوزن "الجنونية" التي قام بها قبل نزاله ضد الأمريكي ستيفن تومبسون، الأول في تصنيف الوزن المتوسط، في أواسط عام 2018، وكادت تفقده بصره.
وكشف تيل عن أنه كان عليه التخلص من 5 كيلوغرامات، قبل يوم واحد من النزال، إلا أنه تخلص من 2.5 فقط، وواصل عملية "التجفيف" حتى فقد حاسة البصر في المراحل النهائية من تلك العملية، ولم يتمكن من النزول من على جهاز الجري، إلا بمساعدة أفراد فريقه.
ورغم ذلك تمكن دارين تيل من الفوز على ستيفن تومبسون بالنقاط، بعد خمس جولات مثيرة، في ذلك النزال الذي أقيم على أرضه في مدينة ليفربول، يوم 27 مايو/أيار 2018.