يبدو أن لاعبي ريال مدريد من النوعية التي تفتح الحياة الشاقة شهيتها للعمل والإنجاز، وهو ما تؤكده قصة تاريخية لطيفة تعود إلى عام 1989.
في تلك السنة تولى المدرب الويلزي جون توشاك تدريب الفريق الملكي الذي كان قد فاز بأربعة ألقاب للدوري الإسباني (لا ليغا) في المواسم الأربعة السابقة بعد انقطاع دام أكثر من 6 سنوات.
ويدين الريال بالفضل في عودته للفوز بلقب الليغا إلى الصدفة ومدرب إسباني مغمور هو لويس مولونوي الذي لعب في صفوف الفريق الملكي بين عامي 1946 و1957 دون أن يحقق شهرة كبار النجوم أمثال ديستيفانو وخنتو وزامورا، ثم تولى الإدارة الفنية للميرينغي في عدة مناسبات آخرها، عندما تمت الاستعانة به كمدرب بديل في أبريل/نيسان من عام 1985 قبل أسابيع من نهاية الموسم خلفاً للمدرب المقال أمانسيو أمارو.
ونجح مولونوي في الفوز بالليغا لكنه لم يستمر مع الفريق الذي تعاقد مع الهولندي ليو بينهاكر الذي نجح بدوره في الحفاظ على اللقب لثلاثة مواسم متتالية حتى رحيله صيف 1989.
مع تولي توشاك القادم من تجربة ناجحة مع ريال سوسيداد فاز خلالها بلقب كأس ملك إسبانيا في عام 1987، مهمة تدريب الميرينغي كان على المدرب الويلزي أن يقدم لجماهير سانتياغو برنابيو ما هو أكثر من الفوز بالدوري الذي بات معتاداً لديها.
وبالفعل نجح توشاك في موسمه الوحيد مع الريال في أن يقدم للجماهير ما هو أكثر من اللقب الذي احتفظ به للموسم الخامس على التوالي، في أمر لم يتكرر منذ ذلك الوقت البعيد.
لكن المدرب الويلزي قاد الفريق لتقديم كرة هجومية مميزة نجح بها مع نهاية الموسم في تجاوز حاجز المائة هدف (سجل 107 أهداف) في واقعة لم تتكرر حتى موسم 2012 مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حين سجل رونالدو ورفاقه 121 هدفاً بنهاية الموسم مقابل 114 لبرشلونة.
لكن هناك قصة طريفة في فترة الاستعداد للموسم الجديد روتها صحيفة Marca الرياضية الإسبانية المقربة من النادي الملكي، ربما للإيحاء بأن الحياة المرفهة لا تأتي بالنتائج المرجوة مع لاعبي الريال.
في ذلك الوقت قرر توشاك إقامة معسكر الفريق في مدينة غاليسيا شمال غرب إسبانيا، وهي مدينة هادئة يغلب عليها الطابع الريفي، وفور وصولهم إلى فندق الإقامة المتواضع بدأ اللاعبون في الشكوى من تواضع مستوى الفندق، حيث الأسرَّة صغيرة والمراتب لينة، وبعد يومين تقريباً كان أغلب اللاعبين يشكون من آلام في الظهر.
وقتها لم يفعل المدرب توشاك سوى تجاهل شكاواهم ومطالبتهم فقط بالتركيز في التدريبات، وأمام هذا التجاهل كان على اللاعبين أن يتصرفوا وهو ما فعلوه، فقرر أغلبهم فرش المرتبة على الأرض والنوم عليها تفادياً لمشاكل الظهر.
وبالفعل اختفت الآلام كما تقول الصحيفة نقلاً عن أدولفو الدانا أحد لاعبي الريال في ذلك الوقت، الذي أضاف أن كل اللاعبين اعتادوا طبيعة الحياة الخشنة في المعسكر ودرجة الحرارة المرتفعة في المدينة، وحوّلوا المشاكل إلى حافز للإجادة، وفي النهاية نجا الجميع من أهوال المعسكر وعادوا سالمين بينما انشغل الجهاز الطبي في تجبير ذراع ناشئ محلي تعرض لخلع في كتفه.