يبدو أن بطولة كأس الأمم الإفريقية 2019 التي تستضيفها مصر حالياً، ستحمل العديد من المفاجآت الأخرى، بعد أن حملت مفاجأتين كبيرتين بخروج المغرب ومصر من ثمن نهائي البطولة على يد بنين وجنوب إفريقيا على الترتيب، حيث شهدت مفارقة غريبة بعد تأهل المنتخبين التونسي والبنيني، إلى منافسات دور الـ 8، رغم فشلهما في تحقيق أي انتصار حتى الآن بالمسابقة.
واكتفى الفريقان بالتعادل في الوقتين الأصلي والإضافي من مباراتيهما بدور الـ16، بالإضافة لعدم تحقيق أي انتصار في دور المجموعات، حيث تعادل المنتخب التونسي في الجولة الأولى من دور المجموعات نسور قرطاج مع أنغولا بهدف لكل منهما، في المباراة التي أقيمت على ملعب استاد السويس الجديد.
وفي الجولة الثانية من الدور الأول، تأزم موقف المنتخب التونسي بتعادل جديد أمام نظيره المالي بنتيجة 1/1، في المباراة التي أقيمت على ملعب استاد السويس، قبل أن يواصل مسلسل تعادلاته في الجولة الثالثة من دور المجموعات بتعادل سلبي هذه المرة مع منتخب موريتانيا، ليحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد 3 نقاط، خلف المنتخب المالي المتصدر برصيد 7 نقاط، ليتأهل لمواجهة غانا في دور الـ16.
وفي دور الـ16 من البطولة انتهى الوقتان الأصلي والإضافي من مباراة تونس وغانا بنتيجة 1/1، قبل أن يلجأ كلا الجانبين لركلات الترجيح والتي حسمت التأهل للمنتخب التونسي في النهاية، ورغم تأهل نسور قرطاج إلا أن لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، والاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف" تؤكد أن انتصار أي فريق على آخر بركلات الترجيح لا يعني هزيمة الطرف الآخر طالما أن الوقت الأصلي للقاء انتهى بالتعادل، وتسجل المباراة بالتعادل.
الأمر نفسه تكرر مع المنتخب البنيني الذي شارك في البطولة، ولم يكن من بين المرشحين للوصول للأدوار النهائية، إلا أنه حقق مفاجأة كبيرة رغم أنه تأهل من الدور الأول للبطولة دون تحقيق أي انتصار في دوري المجموعات، حيث تعادل المنتخب البنيني في الجولة الأولى مع غانا في مفاجأة كبيرة بنتيجة 2/2، في المباراة التي أقيمت على ملعب استاد الإسماعيلية.
وفي الجولة الثانية، تعادل منتخب بنين مجدداً وهذه المرة أمام غينيا بيساو، قبل أن يتعادل سلبياً من جديد مع الكاميرون بالجولة الثالثة، ليحصد 3 نقاط ويصعد ضمن أفضل فرق أصحاب المركز الثالث، خلف منتخبي الكاميرون وغانا.
وأسفرت مباريات دور الـ16 عن وقوع منتخب بنين في مواجهة نارية أمام نظيره المغربي، في المباراة التي أقيمت على ملعب استاد السلام، وحققت بنين المفاجأة بالتقدم على أسود الأطلسي بهدف نظيف، قبل أن ينجح يوسف النصيري في التعادل للمغاربة بالشوط الثاني، واحتسب الحكم ركلة جزاء للمغرب في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع أهدرها حكيم زياش، ليلجأ الفريقان للوقت الإضافي الذي شهد استمرار التعادل، وفي النهاية ابتسمت ركلات الترجيح للمنتخب البنيني.
وربما يستمر الأمر مع المنتخبين ونجدهما في النهائي أو أحدهما يحصد اللقب في مفاجأة كبيرة أخرى منتظرة من الكان المثير في نسخته الحالية، فلم يسبق لأي منتخب إفريقي أن توج بالبطولة بدون إحراز أي فوز في كل مبارياتها طوال مشواره بها من البداية حتى المباراة النهائية.
وهذا حدث عالمياً مع منتخب البرتغالي بطل يورو 2016 بفرنسا، حيث وصل إلى نصف نهائي البطولة بعديد التعادلات، فتعادل 3 مباريات في دور المجموعات وتعادل في ثمن وربع النهائي طوال الوقت الأصلي وفاز في أحداهما بالوقت الإضافي والأخرى بركلات الترجيح وكذلك في النهائي أمام فرنسا بالوقت الإضافي حقق اللقب بهدف قاتل لمهاجمه إيدير.
وحملت مباريات دور الـ16 العديد من المفاجآت، خاصة للمنتخبات العربية، بعدما ودَّع منتخبا مصر والمغرب مبكراً، فيما حققت مدغشقر انتصاراً تاريخياً في أول مشاركة لها.