بات واضحاً أن البرازيلي نيمار دا سيلفا، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، أصبحت أيامه معدودة في فريقه، لرغبته الواضحة في الرحيل هذا الصيف، والعودة إلى فريقه السابق برشلونة، ومع انزعاج الفريق الفرنسي من تصرفاته غير الاحترافية دائماً، وآخرها تغيّبه عن تدريبات الفريق مؤخراً، بدأت الإدارة تفكر في رحيله، ولكن بتحقيق أكبر استفادة من بيعه، لتعزيز صفوفها، حتى لا يضر الفريق، فاشترطت على إدارة البرسا ضم مدافع الفريق صامويل أومتيتي ضمن الصفقة، مع مقابل مادي للسماح برحيله.
ولكن لماذا أومتيتي رغم احتياج باريس لنجوم مثل فيليب كوتينيو أو عثمان ديمبلي؟ الإجابة عن هذا السؤال ستتضمن أكثر من شقّ، أولها خاص بفشل إدارة سان جيرمان في ضم أي مدافع لتعزيز صفوف فريقها هذا الميركاتو، حيث سعى سان جيرمان إلى ضمِّ أكثر من مدافع في الميركاتو الحالي وفشل، مثل كاليدو كوليبالي (نابولي)، وماتياس دي ليخت (أياكس)، ورافائيل فاران (ريال مدريد)، ليصبح الأمر هاجساً بالنسبة للإدارة والفريق ككل هذا الصيف.
ويظل أومتيتي هو الهدف الأول لسان جيرمان، في حالة التوصل إلى اتفاق مع برشلونة بشأن رحيل نيمار، حيث خسر مكانه في التشكيل الأساسي للبارسا خلال الموسم المنتهي لصالح مواطنه كليمنت لينغليت، عقب التعافي من إصابة في الركبة، كما أن برشلونة قدَّر سعره في الميركاتو الصيفي الحالي بـ60 مليون يورو.
الشقّ الثاني فني بحت، حيث إن مركز قلب الدفاع في قائمة سان جيرمان به نواقص عديدة، ويعاني تياجو سيلفا، أبرز اللاعبين بهذا المركز، من تقدّم كبير في العمر، وتراجع في المستوى طبيعي لكبر عمره، كما أنَّ ماركينيوس اللاعب الثاني في هذا المركز عانى من تشتت فني واضح، لاستخدامه في العديد من المراكز بالمواسم الأخيرة، من ظهير أيمن للاعب وسط مدافع، لسدِّ نواقص أخرى بقائمة الفريق، مما جعله تائهاً في مركزه الأصلي، وأخيراً كيمبيبي لا يتمتع بثبات في المستوى، وظهر الفريق هشاً دفاعياً، خاصة في دوري أبطال أوروبا، والخروج المهين أمام مانشستر يونايتد في ثمن نهائي النسخة المنقضية من البطولة الأوروبية الأشهر.
وسيكون أومتيتي الذي يناسب طريقة لعب باريس مع ماركينيوس ثنائية مميزة وقوية في خط دفاع باريس بالموسم المقبل، لاسيما أنهما يكملان بعض فنياً ماركينوس يجيد بناء الهجمة من الخلف ويلعب كرة قدم بشكل جيد على الأرض ولديه سرعات كبيرة، أمام أومتيتي فلديه قوة كبيرة في الالتحامات البدنية والتغطية والمراقبة أمام أعتى المهاجمين، ويجيد اللعب بقدمه اليسرى مما يجعل لديه ميزة إضافية ويجيد الضربات الرأسية ببراعة ليعطي لدفاع البي إس جي أبعاداً أخرى ومميزة.
فبعد أن تلقى باريس سان جيرمان 35 هدفاً في الدوري الفرنسي بالموسم الماضي ليكون ثالث أقوى خط دفاع بعد فريقي ليل ونيس، وهو معتاد على أن يكون اقوى دفاع مثلما الحال لهجومه بالدوري المحلي المتواضع فنياً لحد كبير، وهو ما سبب أزمة ونقطة ضعف واضحة للفريق بالموسم المنصرم.
ومع الاستفادة من صفقة رحيل نيمار فنياً، بعلاج إحدى أهم مشاكل الفريق الباريسي، بضم قلب دفاع صلب وصاحب مستوى فني وبدني متميز، وأيضاً متوسط العمر، ستكون هناك استفادة مالية أيضاً من المقابل المادي الذي سيُدفع بجانب الفوز بخدمات أومتيتي، يقدر باريس على ضم لاعب في مركز نيمار يعوض رحيله في الموسم الجديد، وقد حدَّد ذلك بين كوتينيو، لاعب برشلونة أيضاً، أو غاريث بيل جناح ريال مدريد، وكذلك أنطوني مارسيال نجم مانشستر يونايتد، حيث تعد تلك أبرز الخيارات المرشحة للانضمام للفريق الباريسي هذا الصيف، أو في انتظار نجوم آخرين لم يعلن عنهم المدرب الألماني توماس توخيل حتى هذه اللحظة، لتدعيم صفوفه ببديل للنجم البرازيلي الموهوب.