أطلقت جماهير المغرب والجزائر حملة على مواقع التواصل الاجتماعي سمَّوها "خاوة خاوة"، لتشجيع منتخبي البلدين في نهائيات كأس الأمم الإفريقية (كان 2019) المقامة حالياً بمصر.
ولقيت الحملة نجاحاً لافتاً، بالنظر إلى حالة التوتر التاريخية بين البلدين الجارين بسبب الخلافات السياسية، وبات الهاشتاغ واحداً من بين الأنشط في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بعدما تجاوب معه مئات الآلاف من المتابعين، بخلاف التعليقات التي تشيد أغلبها بالهاشتاغ، معتبرة أنه رسالة للسياسيين في البلدين من أجل حلحلة الأزمة القائمة بين البلدين، ودعم الأخوة بين الشعبين.
وذكر موقع تلفزيون France24 أن الفكرة تبنَّتها إحدى الصفحات الجزائرية التي يتابعها أكثر من 720 ألف شخص، وهي صفحة غير رسمية باسم "المنتخب الوطني الجزائري"، قالت إن "مناصري الخضر الموجودين بالقاهرة اتفقوا مع مناصري المغرب لكي يتبادلوا مساندة المنتخبين في مبارياتهما، خصوصاً في مرحلة المجموعات، حيث يقع كل منتخب في مجموعة مختلفة، كما يلعبان في أيام مختلفة، لكن يجمعهما أن كلتا المجموعتين في العاصمة المصرية القاهرة".
ورغم بعض التغريدات التي حاولت التقليل من قيمة الحملة أو ضرب التفاعل معها بالإساءة إلى الطرف الآخر، فقد أشاد أغلب المشاركين بالفكرة التي تسعى لتوحيد شعبين شقيقين باعتبار أن ما يجمعهما أكثر بكثير مما يفرق بينهما.
وكتب مدون مغربي في تعليق له، محمِّلاً السياسيين وضع العلاقات بين البلدين: "المسؤولون هم الذين فرَّقوا بين شعبين تربطهما أواصر القرابة والتاريخ، يكفي أن تشاهد حجم الاهتمام والتعلق الذي يكنُّه المغاربة للمنتخب الجزائري، ستصابون بالدهشة!".
وفي تدوينة أخرى، كتب محمد عبد السلام المغربي: "الأحد الجاي. نشجعو المنتخب ضد ناميبيا. ومن بعد ندوزو (نشجعو) الجزائر ضد كينيا. وإن شاء الله مربوحة وديما خاوة خاوة" .
كما عبّر مدون جزائري عن قوة العلاقة بين الشعبين بالقول: "الجماهير الجزائرية والمغربية تطلق فكرة رائعة وأخوية، وهي التشجيع المزدوج؛ وهو أن الجزائريين يدخلون مع المغاربة في مباريات المنتخب المغربي والجماهير المغربية تدخل مع الجزائرية في مباريات المنتخب الجزائري.. خاوة خاوة".
ويهدف مطلقو الحملة إلى توفير الدعم للمنتخبين المغربي والجزائري، من خلال حثّ جماهير البلدين الموجودة في القاهرة لحضور البطولة على الذهاب لمباريات أسود الأطلس ومحاربي الصحراء على السواء، وتأكيد "روح الأخوة والتضامن بين شعبَي البلدين في أرض الفراعنة"، حسبما جاء في تفسير أحد المواقع المغربية للمبادرة.
ورغم الخلافات السياسية بين البلدين، تبقى الرياضة حتى اليوم القاسم المشترك الوحيد بينهما، مثلما حدث من قبلُ حين فكر مسؤولون من البلدين في التقدم بملف مشترك لاستضافة نهائيات مونديال 2030، كما عبرت الجزائر عن مساندتها لملف ترشُّح المملكة لاستضافة مونديال 2026 وتم تعيين نجم المنتخب الجزائري السابق لخضر بلومي سفيراً لدعم الملف المغربي.
ولعب المنتخبان مباراتهما الأولى في البطولة أمس، حيث واجه المنتخب المغربي نظيره الناميبي على ملعب السلام في الرابعة والنصف عصراً بتوقيت القاهرة، وفاز بهدف دون ردٍّ بعد معاناة، في حين فاز المنتخب الجزائري على كينيا بمباراة أقيمت في العاشرة مساء على ملعب الدفاع الجوي بهدفين نظيفين