يعد المنتخب القطري أول منتخب عربي يشارك في بطولة كوبا أمريكا، عندما تستضيفها البرازيل في نسخة العام الحالي 2019، والتي تنطلق بعد ساعات قليلة من الآن، كما أنه بات تاسع منتخب يشارك من خارج القارة وثاني منتخب آسيوي، وسيكون للعنابي فرصة قوية للاحتكاك بالكرة اللاتينية والتعرف عليها عن قرب قبل استضافة كأس العالم 2022 بالدوحة.
ولكن السؤال الذي يشغل بال كثيرين، هو: لماذا تشارك المنتخب القطر وأيضاً الياباني، لكونهما آسيويَّين في "كوبا أمريكا" 2019؟ كيف توجد دولتان تبعدان بمئات الأميال عن أمريكا الجنوبية في بطولة قارية؟ والإجابة بسيطة، حيث إن قارة أمريكا الجنوبية تضم 10 دول فقط، وبالفعل أقيمت بطولة كوبا أمريكا قبل ذلك بـ10 منتخبات أو أقل.
ولكن بدءاً منذ 1993، بدأ اتحاد أمريكا الجنوبية "كونميبول" التفكير في تغيير شكل المسابقة القارية، حيث كان النظام قبل ذلك يقضى بوجد 5 منتخبات يتم تقسيمها إلى مجموعتين، ويتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى نصف النهائي مباشرة لخوض النهائي لاحقاً، أو بخوض دور مجموعات نهائي يضم المنتخبات المتأهلة، لتتم دعوة منتخبين من خارج القارة يسهمان في إثراء المسابقة وكذلك زيادة التنافسية إذا شاركا وزيادة الأرباح وفتح الباب لمتابعين جدد.
وتغيَّر نظام البطولة، ليتأهل أول وثاني كل مجموعة بعد أن أصبحت 3 مجموعات تضم كل واحدة 4 فرق، بالإضافة إلى منتخبين صاحبَي أفضل ترتيب ثالث، لربع النهائي ومرحلة خروج المغلوب حتى النهائي.
وتمت دعوة المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في النسخة الأولى عام 1993، ثم تتابعت المشاركات، وبدأت منتخبات جديدة في الظهور، منها كوستاريكا وجامايكا والهندوراس، أغلبها تتشارك اللغة وتقترب جغرافياً من القارة اللاتينية.
أما النسخة الماضية التي شهدت الاحتفال بمرور 100 عام على إقامة أول مسابقة قارية لاتينية، فأقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية وبوجود 6 منتخبات من القارة الشمالية وجزر الكاريبي.
وفي محاولة أخرى من الولايات المتحدة للاستفادة من المكاسب المادية واللوجيستية من نسخة 2016، فشلت مساعيها بعد رفض "كونميبول" استكمال المسابقة بالنظام السابق، من أجل الحفاظ على الإرث القاري، ولعدم وجود استفادة حقيقية من النسخة السابقة فنياً.
في حين كانت إسبانيا قريبة، حسب تقارير سابقة، من المشاركة في نسخة 2011، ومن قبلها اليابان نجحت في الظهور سابقاً عام 1999 وتعود من جديد، المنتخب المصري عُرض عليه المشاركة في نسخة 2011 أيضاً.
وفي النسخة الحالية تشارك قطر واليابان، وللمصادفة فإنهما بطل ووصيف كأس آسيا 2019، إذ تمت دعوتهما قبل البطولة الآسيوية، ومشاركة الثنائي الآسيوي تأتي لصعوبة دعوة دول أمريكا الشمالية، لخوضها مسابقة الكأس الذهبية في التوقيت نفسه، ومنتخبات إفريقيا لخوضها كأس الأمم الإفريقية المقررة إقامتها في مصر.
وما يزيد من فكرة صعوبة دعوة منتخبات القارة العجوز، إقامة مسابقة دوري الأمم الأوروبية وكذلك خوض مراحل تصفيات يورو 2020، لتكون القارة الصفراء ممثلة عن طريق قطر -أول منتخب عربي يشارك في "كوبا أمريكا"- واليابان التي تشارك للمرة الثانية بعد 20 عاماً.
ونستعرض في الآتي أبرز المشاركات السابقة لضيوف القارة اللاتينية، من خارج القُطر وكيف كانت نتائجهم وخلافه.
المكسيك
المكسيك تعد أكثر المشاركين في المسابقة؛ نظراً إلى التلاؤم الجغرافي واقترابهم ثقافياً من أمريكا الجنوبية، فمنذ المشاركة الأولى وضع المنتخب بصمته فخسر من الأرجنتين في نهائي نسخة 1993، وكرر الأمر ذاته في 2001 وخسر من كولومبيا واحتل المركز الثالث 3 مرات، آخرها في 2007.
المكسيك كانت تشارك في الوقت نفسه، بسبب تعارض مواعيد مسابقتي "كوبا أمريكا" والكأس الذهبية بمنتخبين مختلفين، ولم يغب المنتخب المكسيكي عن أي نسخة، لتكون تلك هي المرة الأولى التي لا يوجد فيها المنتخب المكسيكي بـ "كوبا أمريكا" منذ 1993.
الولايات المتحدة الأمريكية
رغم الوجود في نسخة 1993، فإن الولايات المتحدة لم تظهر سوى 4 مرات فقط في "كوبا أمريكا"، منها نسخة 2016 التي استضافها أبناء العم سام، كان أبرز إنجازاتهم فيها تحقيق المركز الرابع في نسختي 1995 و2016.
الولايات المتحدة تفوقت مباشرة على المكسيك في أول مباراة بينهما لمصلحة بطولة أخرى غير الكأس الذهبية، وفازوا في ربع نهائي 1995 بركلات الترجيح.
ويعود سبب قلة مشاركاتها في المسابقة إلى جدول مباريات الدوري الأمريكي وتعارضه مع مسابقة الكأس الذهبية التي تخص أمريكا الشمالية.
كوستاريكا
ثالث دولة تشارك من الكونكاكاف "أمريكا الشمالية" ظهرت للمرة الأولى في 1997، لتضمن مقعداً مستقبلياً في خمس نسخ.
الظهور الأفضل لكوستاريكا كان بالتأهل لربع النهائي في نسختي 2001 و2004.
اليابان
شارك الساموراي الأزرق مرة وحيدة سابقاً في 1999، وكانوا أقرب إلى المشاركة في نسخة 2011، لكونهم أبطال آسيا لولا حادثة الـ"تسونامي"، ورفضوا المشاركة في 2015 رفقة الصين.
هندوراس
مشاركة وحيدة، لكنها مثالية لا تُنسى، بالفوز على البرازيل وتحقيق المركز الثالث في نسخة ،2001 بعدما حلت الأزمة وشاركت بدلاً من المنتخب الأرجنتيني الذي رفض المشاركة.
جامايكا
شاركت في "كوبا أمريكا" مرتين بنسختي 2015 و2016، دون تحقيق أي شيء، لتصبح مشاركة طي النسيان دون تحقيق أي انتصار.
هايتي وبنما
لم يحلم منتخبا هايتي وبنما بالمشاركة في "كوبا أمريكا"، لكن النسخة الاستثنائية عام 2016 فتحت لهم الباب مرة وحيدة خرج فيها كلاهما مبكراً.
وقد لا تجد منتخبات أمريكا الجنوبية التنافسية المطلوبة من المدعوين للمشاركة، رغم تغير شكل المسابقة في النسخة المقبلة 2020، التي من المقررة إقامتها في الأرجنتين وكولومبيا، ستتم دعوة منتخبين جدد أيضاً، وهي فكرة جديدة، لكنها قد تفشل في جلب الاهتمام الذي يتوقعه عديدون، خاصة بعد رفض طلب الولايات المتحدة بشأن بطولة تضم 16 منتخباً.