انتهت مباراة الترجي والوداد المغربي في إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، بعدما امتدَّت لأكثر من 4 ساعات تقريباً، بسبب التوقف لأكثر من ساعة ونصف الساعة، لكن تداعيات المباراة لا تزال تتصاعد في إعلام البلدين، خاصة المغربي، الذي يشعر بأن الكأس سُرقت من فريق الوداد من دون وجه حق، مما يُنذر بتكرار الأزمة الشهيرة بين مصر والجزائر، عقب مباراة منتخبي البلدين في عام 2009، ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا.
وأعلن الحكم الجابوني باكاري جاساما إلغاء المباراة، التي كان لعب منها 63 دقيقة فقط، بعد أن رفض نادي الوداد إكمال اللقاء، أولاً بعد اكتشاف أن تقنية الفيديو المساعد الـ "VAR" معطَّلة، وبالتالي لم يتمكَّن الحكم من الاستعانة بها للحكم على صحة هدف كان الوداد قد سجَّله وتم احتسابه تسللاً، بينما أثبتت الإعادة التلفزيونية صحته، ثم بعد تشغيل الـ "VAR" أصرَّ النادي المغربي على عدم استكمال اللقاء، بدعوى أنه امتدَّ ليومٍ جديدٍ، وهو ما يُخالف القوانين الدولية المنظمة لمسابقات الكرة.
الأمر المخيف في تغطيات الصحف والمواقع المختلفة هو نبرة التصعيد، ورصد مواقف تثير حفيظة المغاربة بشكل عام، وليس فقط مشجعي الوداد، وهي نفس النبرة التي سادت في تغطية الإعلام المصري والجزائري، حين كانت وسائل الإعلام تبحث عن أي مشكلة لتنفخ فيها، وهو ما سبَّب احتقاناً جماهيرياً كبيراً، وكاد يتحول إلى قطيعة بين البلدين الشقيقين.
معظم وسائل الإعلام المغربية تحدَّثت عن المباراة باعتبارها فضيحة ومهزلة، لكن اللافت في التغطية المغربية للمباراة هو التركيز على ما ذكرت وسائل الإعلام أنها اعتداءات من جماهير الترجي على جماهير الوداد خارج الملعب قبل المباراة، ثم على لاعبي الوداد وجهازهم الفني والبدلاء داخل ملعب رادس، الذي استضاف اللقاء.
وذكر موقع "هبة بريس" أن حافلةً لمشجِّعي الوداد البيضاوي تعرَّضت للرَّشقِ بالحجارة في تونس، وكذلك تحدَّث عن اعتداء مسلح على الجماهير في البلد الشقيق.
كما اختار عبارة "خبث الإعلام التونسي" عنواناً لتقرير آخر، رَصَدَ فيه اتهامات تونسية للحكم باكاري جاساما بأنه منحاز للمغرب.
بينما ذكر موقع البطولة المغربي، أن جماهير الترجي تتهجَّم على أعضاء بعثة وجماهير الوداد، وأشرف داري (مدافع الفريق المغربي الذي لم يشارك في المباراة بسبب الإيقاف) يصاب!
كما نُقل في تقرير آخر تصريحٌ للمصري عمرو مصطفى فهمي، سكرتير الكاف السابق، يقول فيه إنه كان يعلم بأن الترجي يقوم بتعطيل تقنية الفيديو المساعد، وهو تصريح يحمل معنى ضمنياً عن أن الفريق التونسي يفوز بطرق غير قانونية، ولا يريد أن يكتشفها الـ "VAR".