هو حدث ينتظره الملايين كل عام، نهائي أعرق البطولات الأوروبية وهو دوري أبطال أوروبا، وهذا الموسم له طابع خاص، حيث يجمع بين فريقين إنجليزيين، يطوُّقهما كل الأمل من أجل ملامسة المجد برفع الكأس ذات الأذنين في قلب عاصمة الإسبان مدريد بملعب واندا ميتروبوليتانو مساء اليوم السبت 1 يونيو/حزيران 2019، ليفربول في مواجهة توتنهام، لأيهما تبتسم الساحرة المستديرة؟
وستكون الخطة التي سيلعب بها الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، مدرب توتنهام، أمام طريقة 4-3-3 التقليدية للألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول، ووجود هاري كين في الخط الهجومي للسبيرز من الأمور الجوهرية في نهائي دوري الأبطال، كما سيكون للضغط في الأمام على الخصم والهيمنة على الأطراف، والهجمات المرتدة دور فاعل في حسم نتيجة المباراة، بالإضافة إلى الجانب الذهني في مباراة بهذه الأهمية.
ولذلك نعرض في الآتي، 6 مفاتيح وعوامل من شأنها فتح طاقة القدر لأحد الفريقين، وتُقرّبه بنسبة كبيرة من التتويج باللقب الثمين بعد غياب 14 عاماً للريدز، وغياب بطول تاريخ توتنهام الذي لم يفوز باللقب من قبل.
مرونة تكتيكية وتنوع خططي
هناك تنوُّع خططي كبير في طريقة المدربين، فبينما يلعب ليفربول بـ4-3-3 دائماً، يغيّر بوكيتينو طريقة لعب توتنهام وفقاً للخصم.
ويلعب كلوب بـ4 مدافعين و3 في الوسط، وجناحين، ومهاجم وسط، في ثلاثي الخط الأمامي (ماني وفيرمينو وصلاح)، ولم تتغير إلا في مرات قليلة بالبريميرليغ، أو حينما كانت تدفعه الإصابات لذلك.
ويختلف الأمر في حال بوكيتينو الذي يلعب بتنوع خططي، لكن في العادة يعتمد على 4 مدافعين ولاعبي وسط و3 لاعبين وسط متقدمين، ورأس حربة، لكنه يلعب أيضاً أحياناً بـ3 مدافعين وظهيرين أو بـ4-4-2.
هذه الأمور الدقيقة ستحسم بنسبة كبيرةٍ هوية البطل مساء السبت.
الهجوم كلمة السر
رغم سعي روبرتو فيرمينو للتعافي بعد استبداله أمام برشلونة، فإن هناك بديلين له: البلجيكي ديفوك أوريجي والإنجليزي دانييل ستوريدج، في المثلث الهجومي الأساسي مع محمد صلاح وساديو ماني، الذي كان من العناصر الأساسية للريدز، ويعتمد على تحرُّك مهاجم الوسط، من أجل خلق مساحات للجناحين.
في المقابل يكتنف الغموض خط هجوم السبيرز بانتظار تعافي نجمه، المهاجم الإنجليزي هاري كين، المصاب في أوتار الكاحل الأيسر منذ ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي.
وإذا لعب كين، كما يبدو، فإنه سيكون رأس الحربة مع الكوري سون هيونغ مين على يساره، ومعهما الإنجليزي ديلي آلي، والدنماركي كريستيان إريكسن، ولكن إذا لم يشارك في المباراة، فمن المحتمل مشاركة البرازيلي لوكاس مورا أو الإسباني فرناندو يورنتي، أو كليهما.
خط الهجوم اليوم ستكون له كلمة السر، وسيحسم الهجوم الأكثر تألقاً تلك المباراة لفريقه من دون أدنى شك.
الضغط من الأمام
من الأمور التي يستخدمها ليفربول للفوز على منافسيه هو الضغط في الأمام، لتفادي خروج الكرة من منطقة الخصم، ويبدأ ذلك من عند مثلثه الهجومي ثم خط الوسط (الإنجليزيان جيمس ميلنر وجوردان هندرسون والبرازيلي فابينيو، مع إمكانية مشاركة الهولندي جورجينيو فينالدوم، في ظل تأكُّد غياب الغيني نابي كيتا).
وسيكون على توتنهام محاولة تجاوز خط الضغط الأوليّ هذا في النهائي، حيث إن خط وسط السبيرز في هذه المعركة سيكون حاسماً أيضاً، سواء اعتمد بوكيتينو على فيكتور وانياما، أو الفرنسي موسى سيسوكو أو هما معاً، حتى مع إمكانية مشاركة الإنجليزي هاري وينكس إذا تعافى في الوقت المناسب من الإصابة.
لعبة الضغط من الأمام وخطف الكرة واستعادتها سريعاً عن فقدانها من الخصم، ستعطي للناجح فيها مقاليد الحُكم على وسط الملعب؛ ومن ثم إحراز الأهداف ومعانقة اللقب.
اللعب على الأطراف
سيكون ملعب واندا مسرحاً كبيراً للجماهير القريبة من الأطراف التي يركض منها ماني وصلاح بالأمام، والظهير الشاب ترنت ألكسندر آرنولد في الخلف، والذي تخلق تحركاته خطورة دائمة، وهو من نفَّذ الركلة الركنية الماكرة التي منحت فريقه الفوز على برشلونة في إياب نصف النهائي، ولا يقل أندرو روبرتسون في الخطورة على الجانب الأيسر.
أما توتنهام فيضم في الأطراف الظهيرين الأساسيين للمنتخب الإنجليزي: كيران تريبير في اليمين، وداني روز باليسار.
وستتوقف طريقة لعب الظهيرين في توتنهام على الخطة التي سيضعها المدرب، سواء لعب بـ4 مدافعين أو بـ3 وظهيرين.
في المباراة الأخيرة بين الفريقين بالبريميرليغ (فاز ليفربول 2-1 في إنفيلد)، اختار المدرب الخيار الثاني، وفي المباراتين السابقتين لعب بـ4 مدافعين، وفي الموسم الماضي فاز 4-1 على ليفربول في ويمبلي بـ3 مدافعين وظهيرين حُرَّين.
الهجمة المرتدة
في نهائي بين فريقين إنجليزيين، يكون اللعب المباشر عنصراً أساسياً، ومع سرعة لاعبي الفريقين، يمكن أن تكون الهجمة المرتدة سلاحاً فعالاً لاقتناص اللقب.
دائماً ما يقال إن من يفوز بالنهائيات هو من يرتكب أخطاء أقل، ولا يريد كلوب أو بوكيتينو ترك مجال للخطأ أمام المنافس.
وإذا حدث ذلك فسيحين وقت المدافعين: الهولندي فيرجيل فان ديك والكاميروني جويل ماتيب في الريدز؛ والبلجيكيين توبي ألديرفيلد ويان فيرتونخن أو الكولومبي ديفينسون سانشيز في السبيرز.
العامل الذهني
إذا كان هناك عامل مشترك بين كلوب وبوكيتينو فهو قدرتهما على تحفيز الفريقين، فقد استطاع الألماني أن يقود مجدداً لنهائي البطولة القارية فريقاً عانى هزيمة مريرة بالنهائي الأخير في كييف (أوكرانيا) أمام ريال مدريد بنتيجة 3-1.
من جانبه، استطاع بوكيتينو أن يقود للنهائي فريقاً لم يبرم أي صفقة هذا الموسم، بسبب ثقل تكلفة تجديد ملعب وايت هارت لين، وكان على وشك أن يفقد عديداً من نجومه الصيف الماضي.
واستطاع أن يثبت المدرب الأرجنتيني أنه يستطيع أن يصل بعيداً من دون تعزيزات، إلى أول نهائي دوري أبطال أوروبا في تاريخ توتنهام.