تدخل بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمتارها الأخيرة بعد أن وصلت لمحطة نصف النهائي الذي سيجمع بين أربعة أندية تختلف في عراقتها وتاريخها داخل القارة العجوز، ولكن يجمعها هدف واحد وهو رفع الكأس "ذات الأذنين".
وبعد ماراثون طويل من المنافسة في البطولة الأعرق على سطح الأرض على مستوى الأندية، أسفرت مواجهات دور الثمانية عن تأهل 4 فرق تعد بين التاريخ والحاضر والمستقبل وهي: برشلونة الإسباني وأياكس أمستردام الهولندي وليفربول وتوتنهام هوتسبر الإنجليزي.
وسيلتقي "السبيرز" في نصف النهائي الأول مع أياكس الهولندي مفاجأة هذه البطولة، بينما سيجمع اللقاء الثاني بين صاحبي الـ5 كؤوس أوروبية البلوغرانا و"الريدز"، وذلك من أجل بطاقتين فقط ستكونان متاحتين في (واندا ميتروبوليتانو) مسرح النهائي بالعاصمة مدريد أول يونيو/حزيران المقبل.
وسيكون ملعب (توتنهام هوتسبر ستاديوم) شاهداً على مباراة من نوع خاص بين فريقين لم يكونا مرشحين للصمود حتى هذه المرحلة، الأول وهو الفريق اللندني الذي يسجل حضوره الأول بين الأربعة الكبار في البطولة بثوبها الجديد، والثاني الذي لم يلتفت لمعدل أعمار لاعبيه الأصغر في البطولة وراح يطيح بكبار القوم في أوروبا، وعلى رأسهم ريال مدريد ومن بعده يوفنتوس الإيطالي.
ويسعى الفريق الهولندي لاستعادة أمجاده القارية بجيل السبعينيات الذي تسيد القارة، تحت قيادة الأسطورة الراحل يوهان كرويف، وهيمن على هذه البطولة لثلاثة أعوام متتالية (1971-73)، واعتلاء منصات التتويج مجدداً للمرة الخامسة، بعد آخر مرة حقق فيها هذا الإنجاز في 1995.
وما كان يبدو مستحيلاً مع انطلاق البطولة، أصبح الآن واقعاً يتحقق بفضل مدرب شاب هو إيريك تين هاج، يقود كتيبة شابة أيضا أغرت كبار أوروبا وجعلتهم يتهافتون فيما بينهم للظفر بخدماتهم.
ولعل الانتصارات الستة مقابل هزيمتين فقط، تلخص المسيرة الناجحة لأياكس في البطولة حتى وصل للمربع الذهبي، لاسيما أن الأمر تحقق على حساب أندية صاحبة تاريخ، حيث يكفي ذكر اسم الفريق الملكي، صاحب المقام الرفيع في 'التشامبيونز ليج' (13 لقباً) والمهيمن على البطولة آخر 3 أعوام.
لا يختلف الأمر كثيراً داخل أروقة الفريق الإنجليزي، فكتيبة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو لم يسبق لها الاستمرار حتى الرمق الأخير في بطولة بهذه القوة، وبالأخص مع غياب هدافها الأول وقائدها هاري كين للإصابة.
إلا أن ذلك لم يمنع "السبيرز" من الإطاحة بمانشستر سيتي المدجج بالنجوم ومتصدر البريمييرليغ حتى الآن، والذي كان أحد أقوى المرشحين للقب.
على الجانب الآخر، يتواجه عملاقان يبحثان عن حصد لقبهما السادس في البطولة، وسيكون ملعب (الكامب نو) شاهداً مساء الأربعاء على النصف الأول من هذه المواجهة، قبل أن يقول (أنفيلد رود) كلمته ويحدد الفائز الأكبر بالوصول للمحطة الأخيرة.
البارسا يدخل اللقاء منتشياً بعد أن أنهى مهمته المحلية وحافظ على لقب الليغا للعام الثاني على التوالي، الـ26 في تاريخه، قبل 3 جولات من النهاية، بفوزه على ليفانتي بهدف نظيف السبت الماضي بقدم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.
دافع آخر سيجعل رجال إرنستو فالفيردي لا يتنازلون عن حلم بلوغ النهائي، وهو أن الفريق لم يتذوق طعم الفوز بـ "التشامبيونز" منذ 4 أعوام عندما فازوا على يوفنتوس (3-1) تحت قيادة المدير الفني السابق لويس إنريكي.
في المقابل، لن يكون "الريدز" لقمة سائغة بالنسبة للكتيبة الكتالونية، فالفريق بات متمرساً على خوض النهائيات بعد أن كان الطرف الثاني في نهائي النسخة الماضية أمام ريال مدريد في كييف، وبالطبع اكتسب خبرات التعامل في مثل هذه المواقف.
أمر آخر يمنح رفاق النجم المصري دافعاً كبيراً لمواصلة المشوار الأوروبي، وهو أن الفريق يسير كتفاً بكتف مع المان سيتي على صدارة البريمييرليغ مع دخول المسابقة في أمتارها الأخيرة وتبقي جولتين على النهاية، مع أفضلية طفيفة لـ "السيتيزنز" المتفوقين بفارق نقطة وحيدة.
ولكن قد يفقد الفريق الإنجليزي أحد أهم أسلحته الهجومية وهو البرازيلي روبرتو فيرمينو الذي يعاني من إصابة عضلية، ولكن في المقابل سيكون هناك صلاح والسنغالي ساديو ماني، فضلاً عن عودة الغائب منذ فترة للإصابة أليكس أوكسليد تشامبرلين.