تراجع منظمو سباق نصف الماراثون في مدينة تريست (شمال شرقي إيطاليا) عن قرارهم المثير للجدل باستبعاد العدائين ذوي الأصول الإفريقية من المشاركة في السباق، بدعوى أن بعضهم يتم "استغلالهم" من قبل وكلائهم، وهو القرار الذي تلقى انتقادات عديدة، وتحول إلى قضية سياسية في إيطاليا، ما اضطر فابيو كاريني المدير المسؤول عن السباق لإعلان تراجعهم عن قرار استبعاد العدائين الأفارقة.
ورغم حرص كاريني على توضيح الهدف من قراره الذي اعتبرته نقابات العمال الإيطالية وكثير من الأحزاب الليبرالية عنصرياً ويعيد إيطاليا عقوداً إلى الماضي السيئ حين كان الناس يصنفون في هذه البلاد بحسب ألوانهم وليس بحسب اجتهادهم وتفوقهم.
"يصعب جداً أن أصدق أن هناك قراراً باستبعاد العدائين لمجرد أنهم سود البشرة، هذا لا يحدث في ولاية ميسيسيبي الأمريكية عام 1950 (في ذروة التفرقة العنصرية في أمريكا)، ولكن في عاصمة أعرق وأقدم حضارة في أوروبا
وندد السياسي اليساري الإيطالي نيكولا فراتوياني بحسب ما ذكرت صحيفة Repubblica الإيطالية بالقرار وأكد انه سيثير الأمر في البرلمان الإيطالي، لأنه لم يكن يمكن أن يصدق ان هذا القرار حقيقياً لولا أنه قرأه في الصحف "يصعب جداً أن أصدق أن هناك قراراً باستبعاد العدائين لمجرد أنهم سود البشرة، هذا لا يحدث في ولاية ميسيسيبي الأمريكية عام 1950 (في ذروة التفرقة العنصرية في أمريكا)، ولكن في عاصمة أعرق وأقدم حضارة في أوروبا".
من ناحيته اعتبر الاتحاد الإيطالي العام للعمل، النقابة الأكبر في البلاد، أن استبعاد الرياضيين الأفارقة "فعل خطير للغاية وغير مبرر" واصفاً إياه بـ"الفصل العنصري".
وأوضحت النقابة "مجرد أن يفكر شخص ما في القيام بما حدث هو أمر يقول الكثير حول ما يحدث فعلياً في إيطاليا. كفانا من السياسات القائمة على التفرقة والعنصرية".
وجاء ذلك بعدما أعلن منظمو "Trieste Running Festival"، الذي من المقرر أن يقام ما بين 3 و5 مايو/أيار المقبل، أمس قرارهم باستبعاد هؤلاء الرياضيين بحجة أن معظمهم يتم استغلاله.
وكان فابيو كاريني، رئيس اللجنة المنظمة للسباق، قد صرح للتليفزيون المحلي "نريد أن نرسل إشارة مهمة حول استغلال الرياضيين الأفارقة من قبل الوكلاء، لأنهم يتلقون أجوراً قليلة ويعاملون بطريقة غير لائقة مقارنة بقيمتهم الرياضية الحقيقية، بينما يحصل الوكلاء على أرباح طائلة من ورائهم، وحتى تتغير الكثير من الأمور سندعو فقط الرياضيين الأوروبيين".