قد يعتقد الكثير من المهتمين بعالم الرياضة أن سباقات الدراجات الهوائية على الطريق، والطوافات التي تنظم في العديد من بلدان العالم تُجرى وسط متابعة مباشرة محدودة للجماهير، ولا ترقى لباقي الرياضات.
ويأتي الاعتقاد لكون المتتبع للسباق يمر من أمامه المتسابقون ربما مرة واحدة في طواف، أو عدة مرات في سباق يُجرى في مدار مغلق، لكن الحقيقة أن السباقات الخاصة بالدراجات الهوائية تحولت بشكل كبير إلى وسيلة من الوسائل لترويج الجانب السياحي لدى عدد من البلدان المنظمة، وارتبطت اللجان المنظمة للطوافات غالباً بالحكومات، لدورها في نشر صورة حضارية وحقيقية، حول البلد والإنسان والتاريخ والثقافة والموروث الثقافي والتاريخي لكل بلد.
ويكفي أن نتذكر أن عدد متابعي طواف فرنسا الأشهر عبر الطرقات والمدن والقرى التي يمر حولها كان يزيد على 10 ملايين شخص في نسخة 2018، وهو ضعف عدد متابعي كأس العالم في البرازيل 2014 في المدرجات.
وتحرص العديد من الدول التي تحتضن سباقات مهمة في الدراجات الهوائية على ربطها بالجانب السياحي، ومحاولة استقطاب عشاق هذا الرياضة، وهم بمئات الملايين، ينتشرون في أغلب بلدان العالم.
ومثلما يملك نجوم باقي الرياضات عشاقاً وأنصاراً، فنجوم وأبطال رياضة الدراجات الهوائية يملكون بدورهم أنصاراً وعشاقاً، ومتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحرص اللجان المنضمة للطوافات على مزج الجانب السياحي والرياضي في اختيار المدن والقرى التي ستمر منها قافلة الطواف أو ستنطلق منها أو ستصل لها، بالإضافة للمسالك الوعرة والطبيعية، لتجعل منها منافسة قوية على الأرض، ممتعة للمشاهد الفعلي.
ولم يخرج طواف لنكاوي الماليزي عن القاعدة، فإلى جانب كل ما هو رياضي هناك اهتمام بالجانب السياحي، من خلال متابعة إعلامية مصاحبة، تستهدف التعريف بالإمكانات السياحية للمدن، والمناطق التي يمر بها الطواف.
وفي كل منطقة تزورها كوكبة المتسابقين يحضر التراث الثقافي الشعبي من خلال الموسيقى واللباس، وفرقٍ تقدم الجانب التاريخي للتراث الثقافي للمنطقة، في الفضاء العام للجماهير، ووسائل الإعلام المحلية والدولية الحاضرة لتغطية تظاهرة رياضية.
وبإمكان الطواف الماليزي أن يقدم الكثير للبلد على الجانب السياحي في المستقبل، نتيجة اختياره لمدن عريقة كميلاكا، التي شهدت ختام المرحلة الثانية، وجزيرة لنكاوي السياحية، التي تعتبر قبلة للملايين من السياح سنوياً.
ويبقى الجانب الإعلامي مهماً لطواف يعرف حماساً جماهيرياً ملموساً ضرورياً لخدمته في تطوير نفسه نحو مزيد من الأهمية دولياً، على الجانب الرياضي، وعلى الجانب السياحي.
ويحتاج الطواف الماليزي للجمع بين الجوانب الرياضية والتاريخية والإنسانية خلال تقديمه أو متابعته، وذلك من خلال التعريف بالجانب السياحي والتاريخي لكل المدن والقرى والمناطق، التي يمر عبرها وتمر عبرها قافلة المتسابقين ووسائل الإعلام.