يبدو أن تقنية الفيديو، التي تمَّت الاستعانة بها في كرة القدم لعلاج أخطاء الحكام، لم تفِ بكامل وعودها حتى الآن، حيث سبَّبت العديد من المشاكل، خاصة في الدوري الإيطالي، حيث لا تزال تقنية حكم الفيديو المساعد تعاني من عدم الاتساق في تطبيق القواعد، خاصة فيما يتعلق بلمسة اليد، حيث تحتسِب أيَّ لمسة يدٍ خطأً، مع المخالفة لقوانين الفيفا، التي أعطت الحكمَ التقديرَ إذا ما كانت اللمسة متعمَّدةً من اللاعب أم لا، وهو ما لا يُطبقه الـVAR في الكالتشيو.
وظهر ذلك جلياً يوم السبت الماضي، بعد أن حُرم ميلان من ركلة جزاء في الشوط الأول من مباراته أمام يوفنتوس، بعد أن انزلق أليكس ساندرو، ليمنع تمريرة عرضية من هاكان تشالهان أوغلو، من مسافة قريبة، ليحتسب الحكم ركلة ركنية.
وأظهرت نظرة دقيقة للإعادة أن الكرة اصطدمت بمرفق المدافع، لكن السؤال هو هل كانت هناك شُبهة تعمُّد من اللاعب البرازيلي عند إبعاده الكرة بمرفقه؟ فسَّر الحكم هذا الشكَّ لصالح يوفنتوس، واحترم ما تنصُّ عليه قواعد تقنية حكم الفيديو المساعد، التي تشير إلى أن هذا النظام يجب أن يُطبَّق فقط لتصحيح خطأ "واضح لا لبس فيه".
وكشفت تقارير صحفية إيطالية عديدة عن أخطاء التقنية في ملاعب الكالتشيو، وأبرزها موقع mediaset، الذي أكد أنه بعيداً عن مباراة يوفنتوس وميلان، واللغط التحكيمي الكبير الذي شهدته، هناك العديد من المباريات في الكالتشيو حدثت بها وقائع مماثلة من تقنية الـVAR، وبدت الأمور تفوق الحد المسموح به لهامش الخطأ نفسه.
فمثلاً فريق ساسولو ليس محظوظاً بما يكفي مع هذه التقنية، ففي مباراته أمام لاتسيو، التي جرت عقب 24 ساعة من لقاء يوفنتوس، انزلق لوكاتيلي لاعب ساسولو ليمنع تمريرة عرضية من جيل باتريك، لكن الكرة اصطدمت بأعلى فخذه، وارتدَّت نحو يده، ليحتسب الحكم ركلة جزاء.
وأكد الحكم قرارَه عقب مراجعة تقنية حكم الفيديو المساعد، وهو ما استغرق نحو أربع دقائق كما حدث في لقاء يوفنتوس، وقال روبرتو دي زيربي، مدرب ساسولو عن ذك الخطأ: "القواعد تقول إنه إذا ما ارتدت الكرة من أي جزء من الجسم ولمست الذراع، فإنها لا تحتسب لمسة يد أو ركلة جزاء، هذا خطأ واضح"، وسجل تشيرو إيموبيلي ركلة الجزاء وانتهت المباراة بالتعادل 2-2.
الأمر نفسه أكده مدرب جنوى، الذي طالب بالاتساق في تطبيق تقنية حكم الفيديو، مع قرار الحكم نفسه، وتقديره للحالة إذا ما كانت تستحق الخطأ أم لا. وتساءل عن مدى فائدة تقنية حكم الفيديو المساعد في لقاء فريقه أمام نابولي، حيث تم توجيه إنذار لستيفانو ستورارو لاعب وسط جنوى في البداية، بسبب التحامه مع البرازيلي آلان في الهواء خلال التعادل 1-1.
قبل أن ينبه القائمون على تقنية حكم الفيديو المساعد حكم المباراة إلى الأمر، وبعد التشاور بين الجانبين على جانب الملعب، غيَّر الحكم قراره إلى طرد، ورغم ذلك اشتكى تشيزاري برانديلي، مدرب جنوى من عدم وجود اتساق في قرارات الحكام.
وقال: "إذا ما أبلغتني أن كافة الالتحامات في الهواء ستُواجَه ببطاقة حمراء مباشرة، فإنني سأقبل بذلك، نريد أن نرى حالة من الاتساق في القرارات".
يذكر أن أزمات تقنية الفيديو مستمرة في الكرة الإيطالية، وأيضاً الإسبانية منذ تطبيقها، بداية من الموسم الحالي، وبدأت تشكل عبئاً وليس حلاً لأزمة الأخطاء التحكيمية بكرة القدم.