بعد أن هدأت الأمور قليلاً في إنتر ميلان بين قائد الفريق السابق ماورو إيكاردي من جهة والإدارة ومدرب الفريق لوتشيانو سباليتي من جهة أخرى، عادت الأزمة تشتعل من جديد بعد هجوم سباليتي، الذي أكد خلاله أن إيكاردي ليس من اللاعبين الذين يصنعون فارقاً حقيقياً في المباريات، وذلك بعد أن سقط النيراتزوري في فخ الهزيمة أمام لاتسيو بهدف نظيف الأحد 31 مارس/آذار 2019، بمنافسات الجولة الـ29 من الكالتشيو، في مباراة شهدت استبعاد المهاجم الأرجنتيني ووجوده في المدرجات.
وأوضح سباليتي أن "اليوم الخيار الوحيد لإيكاردي كان هو البقاء خارج الملعب، من الصواب أن يلعب الآخرون بسبب سلوكهم، لأن المصداقية مطلوبة في غرفة خلع الملابس، الناس تقول إننا نخسر مباريات من دون إيكاردي، لكن الفريق لم يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا على مدى سنوات حتى عندما يبدأ إيكاردي.. أمر مهين للجماهير أن تتفاوض مع لاعب لكي يرتدي قميص الفريق".
وتابع: "هناك عدد قليل من اللاعبين يصنعون فرقاً حقيقياً، ميسي هو واحد من هؤلاء، إيكاردي ليس منهم، الانضباط هو القوة الحقيقية للفريق، لقد تركت لاعبين في عدد مباريات أقل من ذلك بكثير، في هذه المهنة يجب أن تكون ذا ثقة، دعونا نسأل جماهير الإنتر، لنرى ما إذا كانوا سعداء بأن يتفاوض اللاعب على ارتداء قميص الفريق".
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل عادت واندا نارا، زوجة ووكيلة أعمال إيكاردي، لشن هجوم عنيف على المدرب بعد التقليل من قدرات موكلها، لتعود الأزمة إلى نقطة الصفر مرة أخرى، حيث قالت: "إيكاردي جاهز، وقرار مشاركته في المباريات يعود للمدرب، الجميع ينتقد إيكاردي، لكن لم يسمع أحدٌ وجهة نظره، هو لم يتحدث بعد عن موقفه، كاميرا المباراة أوضحت أن إيكاردي يريد المشاركة، لقد كان راغباً في اللعب، لأنه يهتم كثيراً بزملائه، ولا يحتاج أن يقول ذلك بصوت عالٍ".
وتابعت واندا: "هو اعتاد سماع كثير من الأحاديث والشائعات، لكنه يهتم بمساعدة إنتر ميلان، وتسجيل الأهداف. لقد أخطأ المدرب كالعادة في استبعاده، هو من يتحمل مسؤولية الهزيمة وليس ماورو".
في حين وقفت إدارة الإنتر بصف المدير الفني، الذي رغم أنه يعيش فترة صعبة ومرشح للإقالة بسبب سوء النتائج، فإن بيبي ماروتا المدير التنفيذي للفريق وقف بجانبه في موقفه من اللاعب الأرجنتيني.
وقال ماروتا: "أنا أحترم نيكوليتي محامي إيكاردي بسبب احترافيته، لكن لا يمكنك كمحامٍ، أن تعرف من الذي يُستدعى للعب قبل أي شخص آخر، المدرب يلعب دوراً صعباً للغاية، لكن لديه الحق في اختيار اللاعبين الذين يريدهم. من وجهة النظر هذه، لا يمكننا قول أي شيء في حق سباليتي، لأنه تصرف لمصلحة الإنتر، من خلال الاستجابة لقيم النادي".
يُذكر أن القضية كانت قد بدأت من هجوم واندا العنيف على إدارة النادي ومماطلتها في مفاوضات تجديد إيكاردي عقده مع النيراتزوري؛ وهو الأمر الذي أدى إلى سحب شارة القيادة من المهاجم الأرجنتيني، مع تأكيدات برحيله من قِبل زوجته؛ وهو الأمر الذي أدى إلى هجوم الجماهير عليه وتحطيم سيارته وبها واندا وأطفاله.
ثم بدأت الأمور تهدأ عندما اختفت من المشهد وتركت الأمر لمحاميه، الذي بدأ يعيد الأمور إلى نصابها مع ماروتا، وتوصلا إلى حل لتجديد اللاعب عقده وإنهاء كل تلك الأزمات، ولكن سباليتي فجَّر الأمور مرة أخرى، ولا أحد يعلم كيف ستكون نهاية تلك الأزمة التي طالت كثيراً داخل أروقة النادي الإيطالي الشهير.