6 جولات فقط تتبقى على نهاية الصراع الشرس على لقب الدوري الأقوى في العالم "بريميرليغ"، بين فريقي غرب إنجلترا وهما ليفربول ومانشستر سيتي، الفارق حالياً نقطتان للريدز المتصدر بمباراة زائدة عن السيتي، مما يجعل المعركة محتدمة بينهما، وربما تستمر حتى الجولة الأخيرة من المسابقة لمعرفة هوية البطل للنسخة الـ27 من البريميرليغ.
نستعرض في السطور التالية سيناريوهات ترسم ملامح هوية بطل المسابقة لهذا الموسم، وأموراً تدعم الليفر وأخرى تدعم السيتي، للتفوق وتوجيه الضربة القاضية للمنافس، والتتويج باللقب الغالي، سواء الريدز الذي لم يتذوق طعم الفوز باللقب منذ إطلاق البريميرليغ، أو للسيتي الذي يأمل في الاحتفاظ بلقبه بعد الفوز به عن جدارة في الموسم المنقضي مع المدرب المجدد بيب غوارديولا.
أفضلية نسبية
يتبقى لليفربول 6 مواجهات لإنهاء الموسم الحالي، أقواها مباراته أمام تشيلسي التي ستُقام الأحد 14 أبريل/نيسان ضمن منافسات الجولة 34 من المسابقة في ملعبه أنفيلد، مما يجعله يملك أفضلية في تلك الموقعة لتحقيق الفوز.
فيما يواجه مباريات أقل صعوبة في اللقاءات المتبقية له، حيث سيواجه ساوثهامبتون وكارديف سيتي ونيوكاسل يونايتد "خارج الديار" وأمام هدرسفيلد تاون وولفرهامبتون "داخل الديار" في ملعبه ووسط جماهيره.
وإذا حسبنا الأمور بدقة وفقاً لقوة الليفر مقارنة بالفرق التي سيواجهها، سنجد أن الطريق أمامه ممهد للفوز بأغلبها، خاصة أنها أمام فرق وسط وقاع الترتيب في البريميرليغ، وهو رائد الترتيب وصاحب أقوى خط دفاع وثاني أقوى خط هجوم، مما يجعل مباراته أمام البلوز فقط العائق الوحيد لمعانقة اللقب.
لكن على الريدز عدم تجاوز حقيقة مهمة أن الهزيمة الوحيدة التي لاقوها في ملعبهم هذا الموسم كانت من تشيلسي تحديداً في كأس الرابطة، حينما خسروا بنتيجة 1-2، ما يجعل من مواجهة الرابع عشر من أبريل/نيسان معضلة تحتمل كل السيناريوهات.
كما أن الفريق خسر من ولفر هامبتون في كأس الاتحاد الإنجليزي أيضاً بما يعني أن المواجهة لن تكون مضمونة، لكن تبقى مشكلة الليفر الأهم هي حالة نقص الثقة التي تتفاقم مع أي نتيجة سلبية يحققها الفريق، ولا ننسَ أنه كان متقدماً بسبع نقاط على السيتي في بداية العام، وكان يمكن أن يرفعها لعشرة في حالة فوزه على السيتيزنز في لقائهما، لكنه خسر ليتقلص الفارق قبل أن يفقد تفوقه بالكامل ويتأخر بفارق نقطة واحدة عن منافسه.
الديربي وأبريل المزدحم عائق أمام السيتي
يتبقى لمانشستر سيتي 7 مواجهات حيث لديه مباراة زائدة عن ليفربول، بعد أن تم تأجيل مباراة السيتي أمام غريمه مانشستر يونايتد بسبب مباراته أمام برايتون بنصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وتعد الصعوبة التي تواجه السيتي في طريقه نحو اللقب متمثلة في لقاءين غاية في التعقيد، حيث سيواجه أولاً توتنهام يوم السبت 20 أبريل/نيسان على ملعبه ضمن منافسات الجولة الـ35، وبعدها سيواجه مانشستر يونايتد في ديربي مانشستر على ملعب أولد ترافورد معقل الشياطين الحمر، يوم الأربعاء 24 أبريل/نيسان والمؤجلة من الأسبوع الـ31، وهنا تكمن الصعوبة والخطر؛ لأن هاتين المباراتين غالباً ستكونان حاسمتين في حسم وجهة اللقب بنسبة كبيرة.
فيما سيواجه في مبارياته المتبقية فرق كريستال بالاس وبيرنلي وبرايتون "خارج الديار" وفريقي ليستر سيتي وكارديف "داخل الديار"، وهي مباريات في المتناول للسيتي بنسبة كبيرة للفوارق بينه وبين تلك الفرق التي تمثل وسط وقاع جدول الترتيب أيضاً.
لكن لا يجب أن ينسى غوارديولا أنه خسر 6 نقاط كاملة في الذهاب أمام ليستر سيتي خارج ملعبه وأمام كريستال بالاس على ملعبه، كادت أن تكلفه فقدان اللقب مبكراً لولا هدايا ليفربول المجانية التي أعادته للمنافسة مجدداً.
هاجس اللقب الغائب
منذ عام 1990 لم يفز فريق ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي، أي أنه لم يحقق أي لقب بالمسمى الجديد للمسابقة البريميرليغ، والذي انطلق عام 1992، وهو ما يمثل ضغطاً كبيراً لزعيم الأندية الإنجليزية "السابق" قبل أن يتخطاه مانشستر يونايتد في عدد مرات الفوز بالدوري.
هذا الغياب يمثل في حد ذاته ضغطاً هائلاً على لاعبي الريدز ومدربه وجماهيره، وطوال السنوات المقبلة كلما يقترب الفريق في موسم ما من إحراز اللقب، يحدث شيء غريب في الأمتار الأخيرة من المسابقة ليخسر اللقب مجدداً، فتحول الأمر للعنة على ليفربول وجماهيره، في السنوات الأخيرة، ويجعل بالتالي من المستحيل عملياً حساب أو توقع نتائج الفريق في الجولات الأخيرة مهما كان مستوى المنافس.
الواقعة الأشهر بموسم 2013-2014 الماضي، بعدما كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الفوز باللقب الغائب، حينما كان يتقدم بفارق 3 نقاط عن مانشستر سيتي حتى الجولة 35، لكن في الجولة 36 سقط القائد التاريخي للريدز ستيفن جيرارد في وسط الميدان خلال مباراة أمام تشيلسي، ليستغل السنغالي ديمبا با سقوطه وينطلق مسجلاً الهدف الأول لتشيلسي ليكون مقدمة لخسارة ليفربول اللقاء بهدفين نظيفين، بينما فاز السيتي ليتساوى الفريقان في النقاط.
المصيبة الأكبر جاءت في الأسبوع التالي، وهي تكشف بوضوح الضغط الذي يعانيه لاعبو الريدز عندما يقتربون من اللقب، حيث كانوا متقدمين في مباراة الجولة التالية (37) على كريستال بالاس بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 80، لكن المنافس تمكن من تسجيل 3 أهداف في 10 دقائق؛ لتنتهي المباراة بالتعادل ويتأخر ليفربول بنقطتين عن السيتي الذي واصل فوزه.
لا أحد يمكنه الجزم إن كان هذا السيناريو سيتكرر هذا الموسم أيضاً، لكن المؤشرات تجيب بنعم خصوصاً أن الفريق الحالي وعناصره تفتقد لخبرات الفوز بالألقاب، حيث إن أغلبهم متوسطو العمر ولم يفز أحدهم من قبل بلقب كبير سواء الدوري الإنجليزي أو أي دوري من الدوريات الخمسة الكبرى اللهم إلا جيمس ميلنر مع مانشستر سيتي، بعد أن جمع المدرب يورغن كلوب أغلبهم من فرق صغيرة وصنع نجوميتهم في الفريق الأحمر.
المتمرس ضد المتردد
بلا شك في تلك التحديات الكبرى من نوعية الفوز بلقب المسابقة الأقوى في العالم، ومع تبقي جولات قليلة يكون للمدرب صاحب التجربة والمتمرس والهادئ وصاحب الخبرات اليد العليا في إهداء فريقه اللقب على طبق من ذهب، وهو ما يرجح كفة الإسباني غوارديولا صاحب الإنجازات والألقاب العديدة، والحلول الفنية والتكتيكية والنفسية أيضاً التي تؤهله للتفوق على غريمه كلوب الذي يبدو متوتراً وقليل الحيلة في تلك المواقف كما كان بالمواسم السابقة، فلم يستطع سوى الفوز بلقب وحيد في الدوري الألماني من بايرن، وهي البطولة الكبيرة التي نجح في تحقيقها، ولكنه خسر لقب دوري أبطال أوروبا من قبل مع دورتموند ومع ليفربول نفسه في الموسم الماضي، كما لم يفز بأي بطولات منذ قدومه للريدز.
يذكر أن ليفربول يحتل المركز الأول برصيد 79 نقطة من 24 فوزاً و7 تعادلات وخسارة وحيدة، بينما يحتل مانشستر سيتي المركز الثاني برصيد 77 نقطة من 25 فوزاً وتعادلين و4 هزائم، ولديه مباراة إضافية عن الليفر.