كان من المتوقع أن تسفر قرعة الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا عن صدام إنجليزي/ إنجليزي؛ نظراً إلى وجود 4 فرق من البريميرليغ من أصل 8 في هذا الدور، ولكنها فاجأتنا بمواجهة عصيبة بين توتنهام ومانشستر سيتي، حيث إنهما أكثر فريقين إنجليزيين يتشابهان بنسبة كبيرة في الشكل وأسلوب اللعب والتكتيك، مع مغامرة هجومية زائدة للإسباني بيب غوارديولا مدرب السيتي، الشهير باندفاعه الهجومي الكبير، عكس الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، الذي يقدم كرة هجومية ولكن بتوازن أكثر من الفيلسوف الكتالوني.
نعرض في النقاط الآتية، 3 خصائص فنية ستشعل تلك الموقعة الإنجليزية – اللاتينية، وستزيد من إثارتها، وتكشف لماذا هي أكثر المواجهات الإنجليزية تعقيداً من بين المباريات التي كانت متوقعة لربع نهائي الأبطال.
كتيبة النجوم
يعتمد مانشستر سيتي على مجموعة من اللاعبين المميزين، القادرين على الوصول بالفريق إلى نصف النهائي أو المباراة النهائية، ولم لا الحصول على اللقب؟ يأتي في مقدمتهم نجم الهجوم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو، وزميله الجناح الإنجليزي صاحب الأرقام التهديفية المميزة هذا الموسم، رحيم سترلينغ.
ويأمل سيتي أن يستعيد النجم البلجيكي كيفن دي بروين عافيته قبل لقاء توتنهام، بعدما أبعدته الإصابة عن مباريات الفريق الأخيرة، لكن السيتيزنز لا يعاني نقصاً في صناعة الألعاب، حي يوجد المخضرم الإسباني دافيد سيلفا، والبرتغالي برناردو سيلفا، والدولي الجزائري رياض محرز.
وهو ما سيجعلها مليئة بالأهداف بشكل كبير ومنتظر، لوجود كل هؤلاء النجوم الهجومية بالتشكيلة المثالية للفريق السماوي.
خصم عنيد
من ناحيته، لن يكون توتنهام لقمة سائغة للسيتي، فهو يقدم مستويات مميزة منذ أن تولى المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو تدريبه، وهو يحتل حالياً المركز الثالث في الدوري المحلي.
ورغم مقارعته لكبار الكرة الإنجليزية في السنوات الأربع الماضية، لم يتمكن توتنهام من تحقيق حلم أنصاره في الصعود إلى منصات التتويج، وباتت مسابقة دوري الأبطال الأمل الوحيد في تحويل هذا الحلم إلى حقيقة.
اعتماد السبيرز سيكون واضحاً على هداف الفريق المرعب هاري كين، بمساندة من الكوري الجنوبي سون هيونغ مين، دون تهميش دور لاعبين آخرين، مثل إريك لاميلا ولوكاس مورا وديلي ألي، في حين سيقوم الدولي الدنماركي كريستيان إريكسن بدور صانع اللعب وراء المثلث الهجومي.
وتحسَّن أداء الفرنسي موسى سيسوكو هذا الموسم، فحجز مكاناً في تشكيلة توتنهام الأساسية. أما الدفاع فهو في مأمن بوجود الثنائي البلجيكي توبي ألديرفيريلد، ويان فيرتونخين، والظهيرين كيران تريبير، وداني روز أو بن ديفيس، أمام الحارس الفرنسي الخبير هوغو لوريس.
مدرسة لاتينية
ينتمي المدربان إلى مدرسة لاتينية واضحة في التدريب، حيث يعتبران من تلاميذ المدرب الشهير مارسيلو بيلسا، الذي يقدم كرة هجومية ممتعة، بالإضافة إلى ضغط عالٍ كبير على الخصم ولعب بتكتيك الاستحواذ على الكرة في منتصف الملعب، والارتداد السريع لقطع الكرة واستعادتها عندما تُقطع من لاعبي الفريق.
ولكن غوارديولا تأثر أكثر بمُعلمه الأصلي يوهان كرويف بفكرة الهجوم الشامل وأسلوب التيكي تاكا الشهير، فزاد من عقليته الهجومية بشكل أكثر من بوكيتينو، الذي التزم بشكل كبير مدرسة بيلسا دون المغامرة الهجومية الزائدة مثل بيب، ولكنهما يتشابهان لحد كبير في أسلوب اللعب مع الاختلاف فقط في نوعية وإمكانات اللاعبين بالتشكيلتين لكل فريق، وهو ما يجعلها مواجهة منتظرة ومن العيار الثقيل في ربع نهائي البطولة العريقة.
يُذكر أن بوكيتينو ألحق بغوارديولا أول هزيمة له مع مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز، بنتيجة 2-0 في أكتوبر/تشرين الأول 2016، والتقى الفريقان 156 مرة في المسابقات كافة، فاز سيتي 61 مرة، مقابل 60 مرة لتوتنهام و35 تعادلا، لكن توتنهام خسر آخر 3 مباريات له أمام السيتيزنز.