رغم انتهاء مرحلة ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بصعود 8 فرق وخروج مثلها، إلا أن الشيء الوحيد المتبقي من تلك المباريات هو الجدل العنيف المثار في كل أنحاء القارة العجوز حول تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR) التي تمت الاستعانة بها من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) لأول مرة هذا الموسم، أملاً في أن تقضي على أخطاء التحكيم، لكنها أثبتت في بعض مباريات ثمن النهائي أنها تضرّ أكثر مما تساعد.
آخر كوارث الـ (VAR) احتساب ركلة جزاء لبرشلونة في مباراة الأربعاء 13 مارس/آذار، بدعوى أن مدافع ليون عرقل مهاجم برشلونة لويس سواريز، وهو ما كشفت الكاميرات خطأه، حيث تبين أن سواريز هو مَنْ قام بالدوس على قدم الدافع وليس العكس، وهو أيضاً ما اعترف به سواريز نفسه عقب المباراة، حين قال في تصريح متلفز إن ركلة الجزاء ربما لم تكن صحيحة.
السؤال الذي شغل مواقع التواصل الاجتماعي والكثير من الصحف والمواقع الرياضية في أوروبا، هو عن دور حكام الـ (VAR) الذين لم يراجعوا الحكم في صحة ركلة الجزاء، رغم أنهم من المفترض شاهدوا اللعبة عبر نفس الكاميرات التي شاهدها العالم كله من خلالها، وإذا كانوا أبلغوا الحكم بعدم صحة الركلة وهو أصر عليها فما هي قيمة التقنية أصلاً إذا لم تكن ملزمة للحكم؟!
وكانت تقنية حكم الفيديو المساعد قد أثارت الجدل لأول مرة في ثمن النهائي في لقاء الذهاب بين شالكة ومانشستر سيتي، حين احتسب الـ (VAR) ركلة جزاء لمصلحة شالكة بدعوى أن الكرة لمست يد أوتاميندي مدافع السيتي، وهو ما أثبتت الإعادة عدم حدوثه، ثم تجدد الجدل في مباراة الإياب بين ريال مدريد وأياكس في ملعب سانتياغو برنابيو، حينما توقف اللعب لمدة دقيقتين بعد الهدف الثالث لأياكس، ليتناقش حكم الساحة مع حكام الفيديو المساعدين عما إذا كانت الكرة قد خرجت خارج خط الجانب قبل أن تصل إلى تاديتش مهاجم أياكس ليسجل الهدف، وبعد توقف طويل ومناقشة أطول تم احتساب الهدف، وكشف اليويفا لاحقاً أن حكام الـ (VAR) لم يتمكنوا من ضبط اللقطة للتأكد من خروج الكرة إلى الأوت لأن كاميرات الملعب لم تساعدهم.
مرّ الجدل سريعاً في هاتين المباراتين لأن السيتي فاز في مباراته مع شالكة في نهاية الأمر، ولأن جماهير الريال انشغلت عن مناقشة صحة هدف تاديتش، بسوء مستوى فريقها وخروجه من كل بطولات الموسم.
لكن الطامة الكبرى كانت في مباراة باريس سان جيرمان ومانشستر يونايتد، لأن الـ (VAR) احتسب ركلة جزاء لمصلحة اليونايتد في الدقيقة 90 سجل منها راشفورد هدف فريقه الثالث وهدف التأهل للدور التالي على حساب أصحاب الأرض، بينما لم تستطع أي كاميرا الكشف بوضوح عما إذا كانت اللعبة التي احتسبت لمسة يد على مدافع باريس سان جيرمان كيمبابي خارج أو داخل منطقة الجزاء.