بعد أن رفع ريال مدريد الراية البيضاء في وقت مبكر من الموسم، بعدما انهار مجدداً وللمرة الرابعة توالياً في مختلف المسابقات، وسقط أمام أياكس أمستردام برباعية مذلة على ملعب سانتياغو برنابيو، ليودع دوري أبطال أوروبا، من دور الـ16، للمرة الأولى منذ 9 أعوام- بدأت تدق طبول التغيير والمحاسبة في القلعة البيضاء عن أي وقت سابق.
وبعد الخسارة في الدوري الإسباني أمام غيرونا (1-2)، وبرشلونة (0-1)، اتسع الفارق مع البلوغرانا المتصدر إلى 12 نقطة، كما ودع الملكي أيضاً بطولة الكأس من نصف النهائي أمام الغريم الكتالوني.
ولذلك بعد أن انتهى تقريباً موسم الريال خالي الوفاض، نعرض في الآتي 3 توابع لزلزال أياكس في البرنابيو:
تغييرات جذرية
كان دوري الأبطال هو طوق النجاة الوحيد للفريق الملكي هذا الموسم، لكنه أهدر أيضاً فرصة مواصلة المشوار نحو اللقب الرابع توالياً، والـ14 في تاريخه بانهياره أمام الفريق الهولندي الشاب، رغم فوزه ذهاباً 1-2.
والغريب أن الهزائم الأربع التي هزت أركان البيت الملكي جاءت في ملعبه ووسط جماهيره، ليودع فعلياً الموسم قبل 3 أشهر على نهايته، مكتفياً بلقب كأس العالم للأندية الذي حققه في ديسمبر/كانون الأول 2018.
وسيتحتم على إدارة النادي القيام ببعض الانتدابات خلال الصيف المقبل، بعدما أثبتت فشلها في الاعتماد على عناصر الشباب سواء من اللاعبين أو المدربين، يأتي هذا فضلاً عن رحيل ذوي الخبرة، مثل غاريث بيل وكريم بنزيمة ومارسيلو وتوني كروس.
نهاية حقبة
وما يؤيد الحاجة للتغيير في القلعة الملكية، والذي سمته الصحافة الإسبانية الصادرة اليوم بـ "نهاية حقبة"، الأرقام المفجعة للريال هذا الموسم.
فالفريق الأبيض لم يتعرض لـ4 هزائم متتالية في ملعبه منذ 15 عاماً، عندما كان تحت قيادة كارلوس كيروش في موسم 2004.
كما أنها المرة الأولى طوال تاريخه الممتد 117 عاماً، التي يخسر فيها على ملعبه 3 مباريات بثلاثة أهداف أو أكثر في الموسم نفسه (0-3 أمام سيسكا موسكو، و0-3 أمام برشلونة و1-4 أمام أياكس).
هذا بالإضافة إلى أن الفشل في الفوز على برشلونة طوال 4 مواجهات هذا الموسم (3 هزائم وتعادل)، أدى إلى تفوق الغريم الكتالوني للمرة الأولى في تاريخ مواجهات الكلاسيكو، بإحرازه الانتصار الـ96 مقابل 95 فوزاً للريال و51 تعادلاً، لتكون نهاية حقبة ذهبية للميرينغي بعدما تسيد القارة العجوز في السنوات الماضية.
المسؤولية تطول رأس بيريز بعد سولاري
يتحمل المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري مسؤولية ما حدث، خاصة أنه لم يفضّل مجدداً الاعتماد على لاعبين أصحاب الخبرة الذين سبق أن حققوا الألقاب مع الفريق، مثل البرازيلي مارسيلو ولاعب الوسط إيسكو.
كما أنه أيد حصول قائده، سيرخيو راموس، على بطاقة صفراء أمام أياكس في لقاء الذهاب، ليحرم من خوض الإياب للإيقاف، ليظهر دفاعه بشكل مهترئ مساء الثلاثاء 26 فبراير/شباط 2019، لكنه ليس الوحيد المسؤول عن هذا الفشل الذريع.
فرئيس النادي، فلورنتينو بيريز، لم ينجُ أيضاً من الانتقادات، بسبب سياسة التعاقدات وعدم إبرامه أي صفقات ضخمة بعد رحيل النجم البرتغالي، بل وصل الأمر إلى مطالبة جماهير الريال باستقالة بيريز؛ نظراً إلى كونه -بحسب ما نشرته الأربعاء 27 فبراير/شباط 2019، الصحافة المحلية- المسؤول الأكبر عن تلك النتائج، وهي المطالب التي تكررت أيضاً بعد السقوط مرتين متتاليتين أمام الغريم الكتالوني.