حينما ظهر خوسيه باكستر (27 عاماً)، أول مرة في الملاعب مع فريق إيفرتون، أُطلق عليه لقب معجزة الكرة الإنجليزية القادم، لكنه أحاط نفسه بالصحبة الخطأ، ليقع في شَرك المخدرات، ويبتعد عن الملاعب فترة طويلة، قبل أن يعود مجدداً ويتمسك ببصيص الأمل في مستقبل أفضل.
باكستر، الذي يلعب حالياً مع فريق أولدهام في الدرجة الأولى تحت قيادة لاعب مانشستر يونايتد السابق بول سكولز، شارك في مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز أول مرة عندما كان بعمر 16 عاماً و191 يوماً، كأصغر لاعب في تاريخ البريميرليغ. أعاد إلى أذهان الإنجليز وقتها ذكريات الطفل الشقي واين روني، الذي ظهر أيضاً في ملاعب الكرة الإنجليزية مع إيفرتون نفسه، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد.
لكن باكستر سقط سريعاً بدلاً من أن تنفجر مواهبه، وخلال 4 مواسم قضاها مع "التوفيز"، لم يشارك إلا في 15 مباراة فقط، ووقتها سرت شائعات كثيرة عن سلوكياته، قبل أن يتركه إيفرتون راحلاً صوب إندية الدرجة الأولى.
يحكي باكستر عن تلك الفترة، في لقاء مع "BBC Sport"، فيقول: "كنت صغيراً أحصل على الكثير من الأموال، ولم يكن حولي أحد ليقول لي إن ما أفعله خطأ، كنت محاطاً في الحقيقة بأصدقاء ممن يطلق عليهم (رجال نعم أو yes men)؛ ومن ثم لم أسمع قَط سوى أنني على حق".
سرعان ما وقع النجم المحتمل في فخ تحليل المخدرات العشوائي الذي يجريه الاتحاد الإنجليزي، ليتم إيقافه عام 2015 من اتحاد الكرة الإنجليزي، ثم تمت معاقبته مجدداً للسبب نفسه، فقد كان غارقاً في تناول الكوكايين والإكستازي، وفجأة لم تعد الحياة كما كانت.
فكَّر باكستر في الانتحار كما يقول في ذلك الوقت بعد أن أدارت الدنيا ظهرها له، حتى إن بائعة في سوبر ماركت بمدينة شيفيلد حيث كان يلعب للفريق الذي يحمل اسمها، قالت له ذات مرة إنها قالت لابنها إن لاعبه المفضل "باكستر" ولدٌ سيئ، لأنه مدمن مخدرات.
لكن الانخراط في الخدمة الاجتماعية ومساعدة مرضى الزهايمر قدما له الدعم المعنوي الذي كان يحتاجه، ليعود إلى الملاعب أفضل مما كان، وعمل بقوة على نفسه، حتى إنه كان يذهب إلى صالة التدريبات مرتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد.
والآن يعيش باكستر حياة مستقرة، سواء داخل الملعب، حيث يتمتع بعلاقة جيدة مع مدربه وزملائه، حتى وإن كان بعيداً عما كان يحلم به وهو صغير، أو خارج الملعب مع طفلته التي انتشله إنجابها من الحضيض هي وزوجته.