في تطور مثير للأحداث عقب القرار المفاجئ الذي اتخذه المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية، والقاضي بتصفية استثماراته في مصر والتخلي عن ملكية نادي بيراميدز لمصلحة الإماراتي سالم الشامسي- علِم "عربي بوست" أن جهة عليا في مصر تدخلت لجعل تركي ينسحب من المشهد الرياضي المصري مؤقتاً.
وكشفت مصادر مصرية أن الكلام عن ضرورة انسحاب تركي جرى مع جهة عليا في السعودية، لضمان انسحاب آمن وصامت للمستشار الذي اعتاد كشف ما يجري في الكواليس، بصراحة لا تكون مطلوبة في بعض الأوقات.
تقارير امنية
وعلِم "عربي بوست" أن سبب تدخُّل الجهة العليا المصرية هو التقارير الأمنية بالغة السرية التي رفعتها أجهزة أمنية مختلفة، وكلها تؤكد أن المستشار السعودي يتسبب في زيادة حالة الاحتقان الجماهيري، التي بلغت درجة مخيفة في الفترة الأخيرة، خصوصاً بين ناديي الأهلي والزمالك؛ على خلفية أزمة تركي آل الشيخ مع مجلس إدارة الأول وتحالفه مع المستشار مرتضى منصور رئيس الثاني.
وحذرت التقارير الأمنية من أن استمرار حالة الاحتقان وتصاعدها بهذا الشكل سيشكلان خطراً على استضافة مصر المنتظرة كأس الأمم الإفريقية، المقرر انطلاقها في الصيف المقبل، والتي سيُسمح فيها بدخول الجماهير دون التقيد بأعداد محددة مثلما يحدث في الدوري المصري، مع ما يحمله ذلك من مخاطر انفجار جماهيري محتمل قد تصعب السيطرة عليه.
تدخل صلاح
وكانت حالة الاحتقان بين جماهير أكبر فريقين في مصر من حيث الشعبية قد بلغت مستوى لم تشهده من قبل؛ وهو ما دفع النجم المصري المحترف في ليفربول محمد صلاح إلى التدخل، بنشر تغريدة يستنكر فيها حالة الاستقطاب بين جمهوري الأهلي والزمالك، وكتب يقول: "مش قادر أصدّق أني كل ما أدخل تويتر ألاقي أكبر جمهورين في الوطن العربي بيشتموا بعض طول الوقت… هي خلاص حياتنا بقينا نصحى الصبح نشوف هنشتم بعض إزاي؟".
مش قادر أصدق أني كل ما أدخل تويتر ألاقي أكبر جمهورين في الوطن العربي بيشتموا بعض طول الوقت… هي خلاص حياتنا بقينا نصحى الصبح نشوف هنشتم بعض ازاي؟
— Mohamed Salah (@MoSalah) February 11, 2019
رحيل مؤقت
وحسم تدخُّل الجهة العليا في مصر رحيل تركي آل الشيخ، الذي تدعمه شخصية نافذة في الدولة المصرية، انحازت إليه في خلافاته السابقة الكثيرة بمصر. لكن مصادر أكدت أن رحيل المستشار السعودي سيكون مؤقتاً حتى نهاية الصيف، ودللت على كلامها بإعلان تركي بيع نادي بيراميدز للإماراتي سالم الشامسي، الذي لا يُعرف عنه الكثير في مجال الاستثمار الرياضي، سواء في مصر أو الإمارات نفسها، وهو ما يجعل عملية البيع كلها صورية تؤمّن عودة المستشار في وقت ما، لاسترداد ناديه بعد أن تهدأ الأمور بمصر.