تبدو الملاعب الأوروبية مقبلة على فترة من الجفاء بين مدربي الفرق الكبرى، حيث بدأ بعضهم يطبق المثل العربي الشعبي القديم "كتر السلام يقل المعرفة".
بعد أن حدث الأمر للمرة الأولى منذ أيام قليلة بين الإيطالي ماوريسيو ساري مدرب تشيلسي، الذي تجاهل مصافحة منافسه الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي عقب خسارة فريقه المذلة بسداسية نظيفة في البريميرليغ، تكرر الأمر ثانية بين الكرواتي نيكو كوفاتش مدرب بايرن ميونيخ ويورغن كلوب مدرب ليفربول، عقب لقائهما في ذهاب دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا الثلاثاء الماضي.
وهي ظاهرة جديدة تحدث في الملاعب الأوروبية على عكس ما نشاهد طوال المواسم السابقة، تحت شعار "كتر السلام يقل المعرفة" بين مدربي الفرق الكبيرة في القارة العجوز، فهل جاءت تلك الحالات بالمصادفة فقط أم كانت مقصودة من بعضهم.
وفسر كلوب مدرب ليفربول سوء التفاهم الذي حدث بين كوفاتش، عندما ذهب لمصافحته عقب نهاية لقاء الفريقين، حيث قال في تصريحات نقلتها شبكة "Skysports" البريطانية: "كنت أود مصافحة كوفاتش بعد اللقاء مباشرة، ولكنه ذهب للاعبيه وتاه بينهم، أعتقد أنه صافح جميع اللاعبين، قلت له إني كنت أنتظره فاعتذر لي، فقلت لا توجد مشكلة، وكان يريد أن يعتذر مجدداً".
على الجانب الآخر أوضح المدرب الكرواتي للبايرن: "ما حدث أمر مضحك، في ألمانيا من الطبيعي عند نهاية المباريات أن تصافح لاعبيك، ولكن في إنجلترا يصافح المدربون بعضهم البعض، لذلك قمت بما كنت أقوم به في ألمانيا، واعتذرت، وفي ألمانيا سنقوم بما تعودنا عليه".
وكان الفريقان قد تعادلا سلبياً في مباراة الذهاب، بينما يستضيف ملعب "أليانز أرينا" معقل البافاري مباراة العودة في 13 مارس/آذار المقبل.
المثير أن غوارديولا مدرب السيتي بدا متفهماً أيضاً لتجنب ساري مصافحته، وقال عقب المباراة إن المدرب الإيطالي قال إنه لم يره عندما ذهب نحوه وهو أمر يحدث في الملاعب، ونفى كذلك جيانفرانكو زولا، المدرب المساعد لساري، تعمده عدم مصافحة غوارديولا، حيث أكد أنه ذهب مباشرة لغرفة ملابس الفريق عقب الهزيمة الكبيرة دون أن يراه.
فهل تترسخ تلك الظاهرة فيما تبقى من الموسم ونراها مرة أخرى مع مدربين آخرين، أم أنها فقط الصدفة هي التي تحكمت في هاتين الواقعتين وكان الأمر مجرد حدث عابر؟