رغم النغمة المتفائلة التي سيطرت على وسائل الإعلام البريطانية عقب تعادل ليفربول مع ضيفه بايرن ميونيخ، وتأكيد أن احتفاظ الحارس أليسون بيكر بشباكه نظيفة مسألة تعزز فرص الريدز في لقاء العودة- فإن حالة من الخوف بدأت تسيطر على مشجعي ليفربول عقب انتهاء المباراة، التي أقيمت على ملعب أنفيلد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
الخوف لم يكن سببه فقط التعادل السلبي مع الفريق البافاري المعروف بقوته الهجومية الكاسحة على أرضه، وإنما كان بسبب السجل السلبي لمدرب ليفربول، الألماني يورغن كلوب، خلال مواجهاته أمام البايرن.
وكان مشجعو الريدز يعولون على تحقيق فوز مريح في الذهاب يجعل الفريق يخوض لقاء الإياب مستريحاً من الضغط الجماهيري المتوقع على فريق البايرن في ملعبه أليانز أرينا، وكذا من "النحس" التاريخي لكلوب في مواجهة عملاق بافاريا.
وواجه كلوب، الذي درب فريق بروسيا دورتموند الألماني على مدى سنوات سابقة، بايرن ميونيخ 30 مرة في مختلف المسابقات، فاز بـ9 مباريات منها، وتعادل في 5، وخسر 16 لقاء بالتمام والكمال، أشهرها بالطبع خسارة نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2012-2013 بهدف مقابل هدفين.
دافع آخر يدعم تشاؤم جماهير ليفربول، وهو أن التاريخ في لقاءات فريقهم مع بايرن ميونيخ لا يكذب عادة، بدليل أن الفريق الألماني واصل في مباراة، الثلاثاء 19 فبراير/شباط 2019، عقدته التاريخية وهي إخفاقه في تسجيل الأهداف بملعب الأنفيلد، حيث تعادل من قبل 3 مرات مع صاحب الأرض، وخسر أول مواجهة بنتيجة 0-3 في العاشر من مارس/آذار عام 1971.
إحصائية أخرى تدخل في باب التشاؤم، وهي مواصلة عناد التاريخ للريدز في دوري الأبطال، حيث بات البايرن ثاني فريق يخرج من أنفيلد بشباك نظيفة في دوري الأبطال، بعد بورتو (2017-2018).
ورغم تفوق الريدز فنياً بشكل واضح وبالإحصائيات، على بايرن في مباراة الثلاثاء، فإن إضاعة كثير من الفرص وضعف إنهاء مهاجمي الليفر الهجمات في مرمى العملاق مانويل نوير، يعدان أكبر عائق يواجه طموح الفريق إلى إحراز أهداف بشباك بايرن وتحقيق الصعود لربع نهائي المسابقة في مباراة الإياب، وهو الأمر الذي يسهم في تعزيز مخاوف الجماهير الحمراء من الخروج مبكراً من المسابقة الأوروبية العريقة.