أصبح من الواضح للجميع أن النتائج في كرة القدم باتت العنصر المهم، عكس ما كان يقال سابقاً أن تقديم أداء مقنع وإحراز أهداف غزيرة هو الأساس، ولكن دون تحقيق نتائج إيجابية فلا داعي له، خاصة عندما تكون منافساً بقوة على اللقب، مثل الوضع الحالي لفريق الزمالك المصري، الذي يخوض كل مبارياته في الدوري المصري على أنها مباريات كؤوس؛ نظراً إلى شراسة المنافسة مع الأهلي وبيراميدز على صدارة الترتيب.
الزمالك، الذي يقدم مستوى متذبذباً في الفترة الأخيرة مع مدربه السويسري كريستيان جروس، عكس انطلاقة الموسم الرائعة، وسط أيضاً نتائج سلبية مثل الحال في كأس الكونفدرالية الإفريقية، بالخسارة أمام جورماهيا الكيني ثم التعادل مع نصر حسين داي الجزائري في القاهرة، مع وصلة غريبة من إهدار الفرص السهلة والمحققة من نجوم الفريق، مثل محمود كهربا ويوسف أوباما، وهو ما جعل الجماهير في حالة غضب كبيرة من الفريق بالفترة الأخيرة، رغم تحقيقه نتائج مميزة في المسابقة المحلية.
الزمالك الذي يتصدر ترتيب جدول المسابقة، حقق رقماً قياسياً مميزاً مع جروس، بعدما كسر حاجز النقاط الـ 50 بعد 20 جولة، حيث حصد النقطة الـ51 بالفوز على إنبي في الجولة الأخيرة من المسابقة بهدفين لهدف.
وحطم زمالك جروس رقمه السابق الذي حققه قبل 15 عاماً وتحديدا في موسم 2003/2004، ليثبت فريق جروس أنه يسير بخُطا ثابتة نحو تحقيق لقب الدوري بنتائج مميزة وأرقام قياسية نادرة، رغم حالة الغضب الجماهيري من أداء الفريق مؤخراً، وإضاعة نجومه كثيراً من الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم.
كما دعم الزمالك هذا الرقم المميز بأرقام أخرى رائعة خلال الموسم الحالي من المسابقة، حيث لعب في 20 مباراة بالدوري حتى الآن، فاز في 16، وتعادل بـ3، وخسر مباراة وحيدة، وهو سجلٌّ أكثر من رائع لأبناء ميت عقبة، لم يتحقق حتى في موسم 2014-2015، الذي تُوِّج خلاله المارد الأبيض بلقب الدوري الشهير، الذي كان غائباً عن خزائنه منذ 12 عاماً.
فهل تنسي النتائج والأرقام الجيدة سوء الأداء أو تراجعه قليلاً؟ أم أن جمهور الزمالك بات لا يرضى إلا تحقيق الاثنين معاً: نتائج جيدة وأداء كبير، مثلما يلقَّب دائماً بمدرسة الفن والهندسة؟