لا تزال الكرة الإيطالية تصدّر لنا مواهب كبيرة في كرة القدم، بعد سمعتها السيئة، خاصةً ما يتعلق بأسلوب اللعب الدفاعي الذي تتميز به، ورتابة الدوري الإيطالي خاصة مع ضعف المنافسة به، لتفوُّق يوفنتوس الكاسح خلال المواسم الماضية، ولكن تظل الكرة الإيطالية رغم كل ذلك، مليئة بالمواهب وتخرج كل فترة نجماً واعداً.
وهو ما حدث وبرز مع الإيطالي الشاب نيكولو زانيولو لاعب روما، بعد تألقه خلال مباراة بورتو البرتغالي في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وتحقيقه رقماً قياسياً مميزاً، لينبّه الجميع إلى وجود مشروع نجم عالمي وملك جديد في روما، على خُطى فرانشيسكو توتي ومحمد صلاح بالسنوات الأخيرة مع فريق العاصمة الإيطالية.
ونجح زانيولو في تقديم مباراة كبيرة، قاد خلالها فريقه إلى الفوز على الفريق البرتغالي بهدفين لهدف، حيث أحرز هدفي الفريق، ليصبح أصغر إيطالي يسجل ثنائية بدوري الأبطال في التاريخ بعمر 19 عاماً و225 يوماً.
وبعد إنجازه الكبير هذا، قال اللاعب في تصريح مقتضب: "إنها ليلة رائعة، لا أستطيع التعبير عن مشاعري، ولم أتوقع قَط أن أحقق شيئاً مماثلاً".
كما حقق الجيالوروسي رقماً مميزاً آخر خلال تلك المباراة، حيث أشرك 7 لاعبين إيطاليين في تشكيلته الأساسية، وهو أول فريق يفعل ذلك بدوري الأبطال منذ يوفنتوس، عندما واجه فريق كوبنهاغن الدنماركي في 2013.
زانيولو، الذي تعاقد معه روما قبل انطلاق الموسم الحالي، قادماً من إنتر ميلان، لم يكن يتوقع له أحد ذلك النجاح المدوي، حيث ظل حبيس مقاعد بدلاء الذئاب، رغم ضمه إلى قائمة منتخب إيطاليا من قِبل المدرب روبرتو مانشيني، الذي انتقد دي فرانشيسكو مدرب روما، لعدم منحه الفرصة، وقال وقتها إنه ضم زانيولو إلى الأتزوري؛ بناء على أدائه مع منتخب إيطاليا تحت 19 عاماً.
وبعد أن منحه مدرب روما مشاركته الأولى، وذلك في دوري الأبطال أمام ريال مدريد، لم يخذل زانيولو فريقه، ليثبت أنه واحد من أفضل المواهب الواعدة التي أنجبتها إيطاليا في السنوات الأخيرة، ليواصل مسيرته الرائعة، حيث سجل هدفه الأول في الدوري الإيطالي أمام ساسولو في ديسمبر/كانون الأول 2018، بمجهود فردي أظهر كل قدراته. كما سجَّل هدفاً رائعاً أمام تورينو الشهر الماضي (يناير/كانون الثاني 2019)، ليرفع رصيده إلى 5 أهداف في كل المسابقات هذا الموسم.