"العين بالعين والسن بالسن، والبادي أظلم"، حكمة ومقولة عربية شهيرة، تعني أن الجزاء دائماً ما يكون من جنس العمل، خاصة عندما يكون القصاص من الذي ابتدئ بالظلم، فهل ينطبق ذلك على كرة القدم أيضاً؟ الإجابة نعم، ولنا في أمر فريق ريال مدريد دليل على ذلك، وهو الفريق الملكي الذي اعتاد عدم خسارة شيء، خاصة مع الملياردير الإسباني فلورنتينو بيريز، صاحب الصفقات العملاقة والنجوم اللامعة في سماء مدريد، ورجل البطولات والألقاب داخل جدران سانتياغو بيرنابيو.
فعندما يخسر نجماً بحجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في الصيف الماضي، بناء على رغبته في الرحيل صوب يوفنتوس الإيطالي، فلا بد من أن يكون القصاص من جنس العمل نفسه وعلى البادئ أن ينتظر الضربة من عمله نفسه، فنصب بيريز شِباكه حول الأرجنتيني باولو ديبالا نجم يوفنتوس، ليكون ذلك رد الصفعة للفريق الإيطالي خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
حيث أكدت تقارير صحفية أن بيريز ينوي ضم ديبالا هذا الصيف، لإعجابه الشديد بقدراته منذ أدائه المبهر أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا منذ موسمين، عندما أقصى البلوغرانا خارج البطولة. كما أنها فرصة مناسبة لرد الاعتبار أمام القارة بأكملها بضم أحد أهم مواهب أوروبا الصاعدة بقوة، مستغلاً أزمته الأخيرة مع مدرب اليوفي ماسميليانو أليغري، وشعور اللاعب بالضيق وتفكيره في الرحيل، ولم لا وأبواب النادي الملكي مفتوحة أمامه، ليكون نجم الفريق وتعويضاً عن الدون البرتغالي؟
يوفنتوس حدد شروطه من قبلُ للتخلي عن ديبالا، بطلب 120 مليون يورو، وهو رقم كبير نسبياً إذا ما قارناه بما دفعه للظفر بأفضل لاعب في العالم، رونالدو، من الريال مقابل 100 مليون يورو. صحيح أن هناك فرقاً في العمر كبيراً، ولكنه يظل كريستيانو في كل الأحوال، وهو الأمر الذي يعتقد يوفنتوس أنه سيُعجز الطامعين في ضم المهاجم الأرجنتيني.
ولكن، يبدو أنهم تغافلوا قوة ريال مدريد في سوق الانتقالات، ودور الرجل الأشهر في عقد الصفقات الكبيرة بالألفية الجديدة، فلورنتينو بيريز، الذي أفادت تقارير بعدم ممانعته دفع ذلك المبلغ لضم ديبالا بأي شكل هذا الصيف، لكل الأسباب السابق ذكرها، لا سيما أن اللاعب لا يعجبه حصوله على دقائق قليلة هذا الموسم، عقب وصول رونالدو، ولم يُخف تعبيره عن حالة الإحباط التي يعيشها، بعدما ترك مقاعد بدلاء يوفنتوس خلال مباراة بارما بالدوري الإيطالي، وقرر دخول غرفة ملابس الفريق قبل نهاية اللقاء، وهو الأمر الذي حوَّله إلى التحقيق، وتسبب في غضب الجهاز الفني وإدارة البيانكونيري مما فعله، ليدق جرس إنذار برحيله هذا الصيف. فهل ينجح الميرينغي في مساعيه ويخطف الجوهرة الأرجنتينية من السيدة العجوز، ويستعيد هيبته في سوق الانتقالات؟