على غير عادته، اقتحم النجم المصري محمد صلاح، هداف ليفربول والدوري الإنجليزي الممتاز، منطقة ملغومة في مصر، بتعليقه على الصراع وتبادل الشتائم المستمر، في الفترة الأخيرة، بين جمهوري الأهلي والزمالك، أكبر فريقين بمصر والوطن العربي.
ويعزو البعض تزايد حالة الاحتقان بين جمهوري الناديين إلى تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه السعودية، الذي دخل في صدام حاد وتلاسن مستمر مع مجلس إدارة الأهلي، حيث انحاز مرتضى منصور، رئيس الزمالك، إلى المستشار السعودي ضد الأهلي.
وبينما أرجع البعض تغريدة صلاح إلى دوره الكبير باعتباره أحد قادة منتخب مصر ونجماً لامعاً في سماء الكرة العالمية، فسَّر البعض الآخر تدخُّله بالتطلع إلى دور يتجاوز حدود ملاعب كرة القدم، استغلالاً لشعبيته الكبيرة وحالة الحب التي يتمتع بها في أوساط الشعب المصري بشكل عام.
وكتب صلاح في تغريدته المنشورة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "مش قادر أصدق إني كل ما أدخل تويتر ألاقي أكبر جمهورين في الوطن العربي بيشتموا بعض طول الوقت… هي خلاص حياتنا بقينا نصحى الصبح نشوف هنشتم بعض إزاي؟".
مش قادر أصدق أني كل ما أدخل تويتر ألاقي أكبر جمهورين في الوطن العربي بيشتموا بعض طول الوقت… هي خلاص حياتنا بقينا نصحى الصبح نشوف هنشتم بعض ازاي؟
— Mohamed Salah (@MoSalah) February 11, 2019
وجَّه الفرعون بتلك التغريدة القصيرة رسائل مهمة في عدة طرق مختلفة، خاصة أن مصر تستعد لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2019 في يونيو/حزيران 2019، وهو ما يحتاج تكاتف الجماهير لدعم المنتخب المصري، لا سيما جماهير أكبر فريقين: الأهلي والزمالك.
وتعد الرسالة الأبرز هي نبذ التعصب ولو قليلاً بين الجمهورين، والهدوء وتحكيم العقل بينهما، بعد ما حدث ويحدث خلال الفترة الماضية والحالية، كما حملت رسالة مبطنة إلى تركي آل الشيخ، تتضمن إبعاده عن المشهد، وعدم الاستماع إلى الفتنة التي يريد إشعالها بينهما، ليكون هو المستفيد الأول من تلك الحالة لمصلحة فريقه.
وقد لاقت تلك التغريدة القصيرة تفاعلاً كبيراً بين الجماهير، الذين أبدى غالبيتهم تأييدهم رأي صلاح، وطالب بعضهم بالاستماع إلى حديث صلاح ولمّ الشمل والتوقف عن ذلك، في حين تعاملت معها قلة بنوع من السخرية، والبعض الآخر استمر في الهجوم ولم يبالِ بما تضمنته، ليصنع "صلاح" حالةً من الجدل من خلال حديثه، ستستمر خلال الفترة القادمة، وربما تؤتي ثمارها.
وعلق بعض الظرفاء على تدخُّل صلاح، الذي يلقب في إنجلترا بـ "الفرعون"، بأن النجم المصري بات موحد القطبين، في تشبيه بالملك الفرعوني الشهير مينا، الذي وحَّد القطرين الشمالي والجنوبي في مصر القديمة.