يبدو أن التاريخ يعيد نفسه سريعاً، فتسببت النتائج المتذبذبة الأخيرة لنادي برشلونة بالدوري الإسباني مع المدرب إرنستو فالفيردي، في إعادة شبح السقوط بموسم 2015-2016 مع المدرب لويس إنريكي، عندما كان الفارق في النقاط بينه وبين ريال مدريد 13 نقطة، وعاد الملكي في النقاط ليتساوى الفريقان ويحسم لقب الليغا في الجولة الأخيرة من المسابقة.
الأمر نفسه يتكرر هذا الموسم ولكن بشكل مختلف، حيث أن برشلونة وصل الفارق بينه وبين الريال في أغلب مراحل الدوري إلى 10 نقاط كاملة حتى فترة قريبة ماضية، إلا أن تراجع مستوى البارسا وتذبذب نتائجه بفضل سوء إدارة وفشل المدرب فالفيردي في مباريات عدة، أدى لفقدان الفريق 4 نقاط مهمة في الجولات الأخيرة.
وخاصةً مباراتي فالنسيا وأتلتيك بلباو، مع صحوة الريال الأخيرة وفوزه بمباريات متتالية، جعل الفارق يتقلص إلى 6 نقاط فقط مرشحة للانخفاض أيضاً في حال استمر الوضع كما هو عليه الآن.
المثير في الأمر هو التشابه الكبير بين الحالتين، حيث أن الريال كان في مهد تجربة مدربي الطوارئ حينها مع النجم الفرنسي زين الدين زيدان، ونجح في العودة للمنافسة على الدوري حتى الرمق الأخير حينها، وفاز بلقب دوري أبطال أوروبا التاريخي في نفس الموسم والذي كان قد أتى خلاله خلفاً للإسباني رافائيل بينيتيز الذي أدى نتائج كارثية ورحل غير مأسوف عليه.
ليتكرر الأمر نفسه هذا الموسم، حيث أقال ريال مدريد مدربه الإسباني خولين لوبيتيغي لسوء النتائج، خاصة عقب خسارته لمباراة الكلاسيكو بالدور الأول لليغا بنتيجة كبيرة بخماسية مقابل هدف، ليأتي فلورنتينو بيريز بمدرب فريق الشباب سانتياغو سولاري بشكل مؤقت لنهاية الموسم، لتتحسن معه نتائج الفريق كثيراً ليشبه الوضع إلى حد بعيد ما حدث مع الريال في موسم "الطوارئ" إبان تولي زيدان المسؤولية الفنية للفريق.
الغريب أيضاً أن مدرب برشلونة أراد أن يتكرر سيناريو لويس إنريكي في الموسم الشهير هذا، حيث تسبب فشله وسوء إدارته للمباريات والفريق، لنتائج سيئة وأداء غريب على الفريق الكتالوني خاصة في الآونه الأخيرة، ليتقلص الفارق لست نقاط فقط مرشحة لأن تقل أكثر وربما يحسم لقب الليغا في الأمتار الأخيرة ويتكرر السيناريو ذاته.
فيما امتد فشل فالفيردي لمراحل أكبر من ذلك مع إنريكي عام 2016، حيث بات على وشك الخروج من نصف نهائي كأس ملك إسبانيا أمام الغريم نفسه ريال مدريد، حيث انتهت مباراة الذهاب في الكامب نو بتعادل إيجابي بهدف لكل فريق والذي يصب في صالح الميرينغي ويجعله على مقربة من الصعود للنهائي والإطاحة بالبلوغرانا من البطولة.
فهل يتكرر السيناريو الصعب على جماهير البارسا، ويكون مدربو الطوارئ في ريال مدريد هم أصحاب الكلمة العليا أمام مدربي الفريق الكتالوني؟.