لا يزال الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن يثبت أنه من طينة الكبار، بعد المستوى الخرافي الذي يقدمه مع فريق برشلونة خلال الفترة الأخيرة والمواسم السابقة أيضاً، ليصبح وجوده على خط مرمى الفريق الكتالوني مصدراً لأمان زملائه بالفريق والجهاز الفني وجماهير البلوغرانا في شتى أنحاء العالم، ليعيد أمجاد الحراس الألمان العمالقة في هذا المركز بأداء لا يوصف.
الإخطبوط الألماني استمر في تقديم مستوياته الكبيرة بالتحديد في آخر مباراتين للبارسا في الدوري الإسباني، أمام فالنسيا وأتلتيك بلباو واللتين خرج منهما الفريق بنتيجة التعادل بفضل تألق شتيغن في حراسة المرمى، وإنقاذه لأكثر من فرصة محققة للخصوم، ليفقد برشلونة نقطتين فقط دون أن يخسر النقاط الكاملة بفضل توهجه الكبير هذا.
هذان التعادلان قلصا فارق النقاط مع الغريم التقليدي لبرشلونة، ريال مدريد إلى 6 نقاط فقط مما أشعل المنافسة على لقب الليغا خلال ما تبقى من الموسم، فماذا لو كان استقبل مرمى برشلونة أهدافاً أخرى وخسر اللقائين من دون تألق شتيغن والذود عن مرماه ببراعة كبيرة، كان الفارق من الممكن أن يصل إلى 4 نقاط فقط، وهنا ستكون مشكلة كبيرة للفريق الكتالوني الذي يبدو أن الأرض بدأت تهتز من تحت قدمي مدربه الإسباني إرنستو فالفيردي بعد النتائج المخيبة الأخيرة.
ونجح شتيغن في تحقيق رقم عظيم بالفترة الأخيرة مع البارسا، حيث نجح في آخر 34 تسديدة واجهها في الدوري الإسباني من كافة الفرق، من التصدي إلى 30 كرة منها، واستقبل فقط 4 أهداف، وهو أمر يدل على توهجه الكبير بالفترة الأخيرة وإنقاذه لفريقه، حيث تخطت نسبة تصدياته الناجحة 92%، وهو رقم خرافي لحارس مرمى في عالم كرة القدم.
هذا الرقم والتألق الكبير الذي يعيشه شتيغن، يعيد الذاكرة لعمالقة حراسة المرمى الألمان عبر العصور، أمثال سيب ماير في سبعينيات القرن الماضي، وأوليفر كان في تسعينيات القرن الماضي والألفية الجديدة، وينز ليمان بالألفية الجديدة، ثم مانويل نوير أحد أفضل حراس العالم بالعقد الأخير.