يبدو أن تقنية حكم الفيديو المساعد "VAR"، التي اختلقت من أجل معالجة المشاكل وإعطاء كل فريق حقه دون التأثر من أخطاء الحكام، لن تأتي بثمارها في كل الحالات خاصة في الدوري الإسباني، فظهر جلياً للجميع خلال مباراة ديربي مدريد بين الريال وأتلتيكو، إثارتها للمشاكل وليس العكس بتصحيح الأخطاء التحكيمية، فقضت بخطأين أثرا في نتيجة المباراة عكس مهمتها الأساسية في تصحيح الأخطاء.
لتتسبب في سخط جماهيري كبير عقب تلك المباراة التي فاز بها الريال بثلاثية مقابل هدف في الجولة الـ23 من الليغا، ليحقق الملكي انتصاره الخامس على التوالي ويرتقي إلى وصافة الدوري بفارق 5 نقاط عن المتصدر برشلونة.
وخطف الـ"VAR" الأنظار خلال المباراة التي شهدت العديد من الحالات المثيرة للجدل، وأثرت على سير المباراة ودفعت عدداً من الصحف الإسبانية لطرح تساؤلات بشأن جدوى هذه التقنية، حيث أصبح الحكم إسترادا فرنانديز محل هجوم في العديد من المناسبات من اللاعبين الذين احتجوا على حالات مختلفة، وهو ما رد عليه بإشهار العديد من البطاقات الصفراء.
حيث احتسب هدف التعادل لأتلتيكو مدريد الذي وقعه المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان، وهو غير شرعي، لوجود خطأ في بداية اللقطة حين اعترض لاعب أتلتيكو مدريد، أنخيل كوريا طريق مهاجم الريال فينيسيوس جونيور، فيما أظهرت اللقطات التلفزيونية أن الحكام ركزوا على وضعية التسلل أثناء مراجعتهم للقطة الهدف رغم أن خطأ كوريا كان قبل انطلاق الكرة باتجاه غريزمان.
كما أخطأت مرة أخرى، في ركلة الجزاء المحتسبة لريال مدريد في نهاية الشوط الأول، والتي تم احتسابها بعد مراجعة تقنية الفيديو، وهي لم تكن صحيحة لأن المدافع خيمينيز ارتكب الخطأ في حق فينيسيوس خارج منطقة الجزاء.
فيما شهدت المباراة خلال شوطها الثاني، خطأً آخر لـ"VAR" لوجود ركلة جزاء صحيحة للروخيبلانكوس، بعد عرقلة كاسيميرو لمهاجم الأتلتي ألفارو موراتا، والتي لم تحتسبها تقنية الفيديو، لتؤثر على النتيجة النهائية للمباراة.
في حين هاجمت عناوين الصحف الإسبانية الصادرة صباح اليوم الأحد، تلك التقنية بشكل صارخ، حيث أكدت أغلبها أنها لم تحل الأزمة بل صنعت هي المشاكل خلال المباراة، رغم تصريح المدرب دييجو سيميوني بأن حكم الفيديو ليس السبب في هزيمة فريقه والريال كان أفضل في المباراة، بينما قدم سيرخيو راموس قائد الريال دعمه لاستمرار تلك التقنية رغم الأخطاء التي ظهرت بالمباراة.