في ظلِّ المنافسة الشرسة بين ليفربول ومانشستر سيتي، على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز، في الجولات المتبقية من المسابقة، بعد تقلُّص الفارق إلى 3 نقاط بين الريدز المتصدر، والسيتي صاحب المركز الثاني، بدأ الإسباني بيب غوارديولا، مدرب السيتيزنز، في لعب دور لَطالما أجاده، وهو الضغط على الخصوم بتصريحاته خارج الملعب، لتؤتي ثمارَها داخله.
البداية كانت في الجولة الماضية من البريميرليغ، عندما حقَّق انتصاراً على أرسنال، قبل مباراة ليفربول ووست هام بيوم كامل. وخرج ليؤكد أن الليفر لن يكون بمقدوره تحقيق الفوز بشكل متتالٍ، ولا بد أن يفقد نقاطاً في قادم المباريات.
وربما يبدأ ذلك أمام وست هام، لأنه فريق جيد، ولديه مدرب كبير (مانويل بيليغريني)، وهي تصريحات وضعت ضغطاً كبيراً على الريدز.
وبالفعل آتى عمل غوارديولا النفسي وضغطه على الفريق، ثماره، فتعثَّر الليفر أمام وست هام، الذي قدَّم مباراة كبيرة، وأبطل خلالها مفعول كافة نجوم الريدز، وعلى رأسهم الثلاثي الهجومي محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو، الذين ظهروا كأشباح في الميدان.
لم ينجح كلوب في التعامل مع ذلك الأمر، ليخرج لفريق متعادلاً، ويفقد نقطتين ثمينتين في صراع الفوز بلقب الدوري الممتاز، الغائب منذ عام 1990 عن دولاب ليفربول.
الفيلسوف الإسباني -كما تلقبه الصحافة الأوروبية- استمرَّ في ألاعيبه، وصرَّح قبل مواجهة إيفرتون في الدوري الممتاز بأنه على إدارة "التوفيز" التمسُّك بالمدرب البرتغالي ماركو سيلفا، مهما كانت نتائج الفريق.
لأنه من الصعب أن تبني فريقاً جيداً في دوري كبير مثل البريميرليغ، أياً كانت نتيجة مباراتنا فلا بد من استمراره مع الفريق، لمواصلة تقديم المستوى الكبير الذي يقدمه مع التوفيز.
بيب مارس ضغوطه بذكاء على المدرب البرتغالي قبل مواجهة فريقه المرعب هجومياً هذا الموسم، ليُربك تفكيره وحساباته قبل مواجهة الفريقين، مثلما فعل مع كلوب وليفربول بالجولة الماضية، فهل تنجح مساعيه هذه المرة، أم يكون لمدرب إيفرتون رأي آخر ويفاجئه على أرضية الميدان؟
في المقابل، لا يبدو أن الألماني يورغن كلوب، مدرب ليفربول، مهتماً بالأمر، وربما كان مستسلماً لضغوط غوارديولا، حيث بدا عليه التوتر في المباريات الأخيرة.