تعادل يوفنتوس مع نظيره بارما، السبت الماضي، بنتيجة (3-3)، في الجولة الـ22 من الدوري الإيطالي. وخسارة نقطتين في صراعه على لقب الكالتشيو هذا الموسم لم يكن الخبر الأبرز في تورينو.
كل الاهتمام في معقل البيانكونيري كان بموقف الأرجنتيني باولو ديبالا، الذي دخل في حالة من الغضب، بعدما استنفد المدرب ماسيميليانو أليجري تبديلاته دون أن يشركه.
وقرَّر اللاعب مغادرة دكة البدلاء ودخول غرفة خلع الملابس، في مشهد يكرر مشاكله السابقة التي أطاحت به من قائمة منتخب الأرجنتين، بعد تمرده على نجم التانغو ليونيل ميسي.
الأمر هذه المرة أثار استياء إدارة يوفنتوس، التي قرَّرت استجوابه حول تلك الواقعة، دون توقيع غرامة عليه، ليعيد للأذهان ما فعله أندريا بيرلو قائد الفريق السابق.
كانت المباراة وقتها ليوفنتوس أمام فيرونا، تحت قيادة أنطونيو كونتي، وترك بيرلو الملعب ليدخل غرف تبديل الملابس، وهو ما لم يعجب المدرب.
وفوراً أرسى المدرب قاعدةً لا تسمح بمغادرة الاحتياطيين مقاعد البدلاء إلا بعد نهاية المباراة، وهو ما تميل إدارة اليوفي لتطبيقه من جديد.
مشاكل ديبالا المتواصلة طوال مسيرته بالملاعب في حالة عدم مشاركته بالمباريات تضعه في دائرة الخطر دائماً، وربما تكون ناقوس خطر لرحيله عن ملعب البيانكونيري في الصيف المقبل.
لكن لا أحد يعرف هل يمكن أن ينتقل لناد كبير من تلك الأندية التي قدمت له عروضاً في الماضي، مثل مانشستر يونايتد وبايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان.
أم ينتهي به الحال في نادٍ متواضع، مثل غيره من المتمرّدين مثل سمير نصري وبالوتيلي، وقبلهما نيكولا أنيلكا.
وتعد الأزمة الأخيرة امتداداً لأزماته السابقة، التي كان أبرزها دخوله في صدام مع النجم ليونيل ميسي في منتخب الأرجنتين، والتي دفعت المدرب خورخي سامباولي حينها لاستبعاده من قائمة المنتخب، كاشفاً أن ديبالا "يصطدم" في الملعب مع ميسي، مما جعله يؤجل الرهان على اللاعب الشاب للمستقبل.
وقال نصاً: "نعرف أن باولو يصطدم بليو (ميسي)، وأن بإمكانه تقديم الكثير للفريق في المستقبل، إلا أننا ليس لدينا الكثير من الوقت للعمل على التجانس بينهما، لذا نفضل المراهنة عليه في المستقبل"، في إشارة إلى أنه باعتزال ميسي سيكون الوقت مناسباً ليلعب ديبالا بحرية في المنتخب.
ولم يصمت ديبالا نفسه عن تلك الواقعة، حيث أثار الجدل مرة أخرى بعدها، واعترف بصعوبة اللعب إلى جوار ميسي، مما لا يدع مجالاً للشك في أن اللاعب لن ينضم قريباً لمعسكر التانغو في وجود ميسي، وهو ما يفسر ابتعاده في كأس العالم 2018 بروسيا.
ديبالا نجم كبير يمتلك إمكانات هائلة، ولديه أسلوب مشابه لميسي، خاصة مهاراته الكبيرة بقدمه اليسرى، وتوغله من الجانب الأيمن في اتجاه المرمى، وإحرازه للأهداف، ولكن مشاكله، وعدم انضباطه، واحترافيته العالية قد تودِي بمسيرته الكروية مبكراً، خاصة أنه ما زال في سن الـ23 عاماً فقط.