أحداث ستاد بورسعيد ونهاية أولتراس أهلي .. كانت ذروة الأحداث، ومنها كانت بداية النهاية، ذكرى سقوط 72 قتيلاً في واحدة من أشد المشاهد دموية في تاريخ الكرة المصرية، حيث استاد بورسعيد ومباراه الأهلي والمصري.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ذكرى المجزرة على "تويتر" تحت وسم "لن ننسى ولن نسامح"، أحيوا فيه ذكرى المأساة التي وقعت في 2 فبراير/شباط 2012.
فُتح التحقيق في الواقعة آنذاك، بعدما أثبتت النيابة العامة أن معظم القتلى تمت إصابتهم بآلات حادة مباشرة في الرأس
وهو ما يرمى إلى أن الأمر لم يكن مجرد اشتباك بين مشجعي الناديين المصري والأهلى تطور إلى القتل، فكيف دخلت هذه الآلات الحادة إلى المباراه المفترض تأمينها من قِبل قوات الأمن بشكل كبير؟!
ومع توجيه مشجعي أولتراس أهلي أصابع الاتهام إلى أجهزة أمنية، بسبب دورهم البارز منذ ساعات ثورة يناير/كانون الثاني الأولى
وحمايتهم الميدان في موقعة الجمل، بقيت حقيقة لا مناص منها، وهي أن المجزرة كانت بداية نهاية رابطة مشجعي النادي الشهير، التي أعلنت لاحقاً حلها.
في أواخر مارس/آذار 2018، أصدرت رابطة أولتراس أهلي قراراً قضى بحل الرابطة، وفي غضون 11 يوماً، وتحديداً في الـ8 من أبريل/نيسان 2018
أصدر أولتراس الزمالك (وايت نايتس) بياناً رفض فيه فكرة حلِّه، مؤكداً تمسُّكه بموقفه واستمراره في مواجهة السلطة، وهو ما يعني أنه قد طُلب منهم حل الرابطة رسمياً.
ضغط لا يمكن وصفه بكلمات..
كان ضغط شديد هذا الذي تعرضوا له بعد رفضهم الحل، قالوا إنه لا يوصف بالكلمات، إذ أشار بيان "الوايت نايتس" إلى أن عاصفة جارفة تطيح بكل من يقف أمامها ولا حاجة لمزيد من التوضيح
"عذراً يا سادة، طواحين المبادئ داخل الوايت نايتس غير قابلة للدوران إلا في اتجاه واحد مهما اشتد التيار، وعليه نؤكد أننا ما زلنا واقفين عند تلك النقطة لم نتزحزح عنها"، وفق ما جاء في بيانهم.
ولم يمضِ وقت طويل حتى أعلنت الرابطة ذاتها الحل هي الأخرى، معلنة في بيان لها أن الرابطة وأعضاءها جزء من الدولة المصرية
الضغط الذي تتعرض له المجموعة أشد من أن نوصفه ولا يمكن للحروف والكلمات أن تعبر عنه .. عاصفة جارفة تطيح بكل من يقف أمامها…
Gepostet von Ultras White Knights UWK am Samstag, 7. April 2018
يكنُّون لأجهزة الدولة كافة كل الاحترام، وأضافوا: " قررنا حل رابطة أولتراس وايت نايتس نهائياً؛ احتراماً لسيادة القانون".
جاء هذا بعد مسيرة وصلت إلى فقدان الأرواح في المدرجات، ومثلما حدث في بورسعيد مع جماهير الأهلي، كان جماهير الزمالك على موعد مع واقعة مشابهة
سقط فيها 20 مشجعاً بعد أحداث شغب وتراشق مع قوات الأمن، في فبراير/شباط 2014، بملعب الدفاع الجوي.
لماذا وضع الأمن الأولتراس في بؤرة اهتمامه؟
انضم أولتراس الزمالك إلى ما وُصف في أوساط المشجعين بالمصالحة، بعدما وضعهم الأمن فترة في بؤرة اهتمامه، وبدأ بالضغط عليهما بشدة.
لم تكن هناك خيارات أمام المجموعتين إلا تنفيذ ما يريده الأمن، وفق مصادر كانت صرحت لـ "عربي بوست" مسبقاً، طلب منهما الإعلان عن حلِّهما على الملأ
وفي حالة رفضهما ذلك لن يخرج من تم القبض عليهم من قبل، بل ستنضم قيادات روابط المشجعين إليهم مع إعطائهم مدة محدودة جداً للتنفيذ.
لم يكن الأمر يحتمل لإهدار المزيد من الوقت، فقرر القادة الموافقة على طلبات الأمن، وتنفيذ كل ما يريد"
خفوت وعودة
كان دور الأولتراس بارزاً تجاه السلطات، وظل هتافهم حاضراً منذ انطلاق الثورة وفي كثير من الفعاليات التي تلتها.
وبعد مجزرة بورسعيد التي طالت أعضاء الأهلي، وأحداث استاد الدفاع الجوي، عاد المشجعون إلى صمتهم، حتى إن أغلب المباريات كانت تُعقد دون مشجعين؛ منعاً لاحتكاكهم مع رجال الأمن.
لكنه وفي مساء الثلاثاء 6 مارس/آذار 2018، أي قبل قرار الحل بأيام قلائل، كان جماهير النادي الأهلي المصري يصيحون في استاد القاهرة "حرية.. حرية"، في أثناء مباراة الفريق مع نظيره الغابوني مونانا لدوري أبطال إفريقيا.
لتشتعل المدرجات بمواجهات بين الجمهور والأمن، أفضت إلى وقوع عدد من الإصابات وتلفيات بالاستاد.
وهو ما يفسر أيضاً قرار الحل الذي أقرته الداخلية، بعدما مثلت لها رابطة المشجعين، وعلى مدار أعوام عدة، صداعاً يجب التخلص منه.
في صبيحة اليوم الثاني، ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على عدد من مشجعي النادي الأهلي من رابطة "ألتراس أهلاوي"، المحظورة بحكم محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، الصادر في مايو/أيار 2015
والخاص بحظر جميع روابط مشجعي الفرق الرياضية المصرية المعروفة بـ "الألتراس".
الأولتراس.. إرهابي
صرح محامي مجموعات من معتقلي الأولتراس محمد فتحي، بأن "التهمة الأبرز التي وُجِّهت إلى كثير من شباب الوايت نايتس كانت الانضمام إلى مجموعة إرهابية
وعليه فإن قرار حل تلك المجموعة، وإعلان ذلك سينعكسان إيجاباً على سير التحقيقات، لم تعُد هناك مجموعه أولتراس، وسيخرج إن شاء الله كثير من الشباب. قرار حل الرابطة كان حكيماً ومنطقياً".
لم يتوقف دور الدولة عند حل الرابطتين لكنها أيضاً قدمت البديل، بشرط أن يكون بعلمها وتحت طوعها
فقد صرَّح خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، لقناة DMC sport، بأنه بموجب قانون الرياضة الجديد، فإن روابط المشجعين القديمة غير رسمية
إذ ينبغي أن تكون تحت إدارة مجالس الإدارات المنتخبة بالأندية وأن إدارات الأندية تختار رؤساء الرابطة وتقنن عملهم.