في عام 2014 أسدل كارليس بويول، قائد دفاع برشلونة الصلب، الستار على مسيرته الكروية، معلناً اعتزاله كرة القدم، بعد سنوات حافلة ومليئة بالنجاحات والتألق مع الفريق الكتالوني ومع منتخب بلاده.
منذ ذلك الحين، بدأت معاناة برشلونة مع هشاشة دفاعه، الذي أصبح أسوأ خطوطه وسبب فقدانه العديد من البطولات، وأخفقت كل مساعيه في تعويض اللاعب الذي كان يحلو لأنصار النادي الكتالوني تسميته بـ "قلب الأسد".
دفاع برشلونة نقطة ضعفه منذ رحيل بويول
في كل فترة انتقالات لاحقة منذ عام 2014، كانت إدارة برشلونة تتحرك وتنشط بغية تعزيز خط الدفاع، لكنها لم تعثر قط على من يستطيع تعويض بويول، ليصل إجمالي الأموال التي صُرفت إلى 137 مليون يورو حتى الآن.
Puyol has proven hard to replace@FCBarcelona's search goes on
And their spending continues to rise
🤔https://t.co/FPJ46317U1 pic.twitter.com/aXCMY7atKB
— MARCA in English (@MARCAinENGLISH) December 21, 2018
صحيفة MARCA الإسبانية استعرضت جميع الصفقات الدفاعية التي أبرمها نادي برشلونة منذ رحيل كارليس بويول، مؤكدة أن الفشل كان سمة معظم تلك الصفقات، التي كان آخرها صفقة المدافع الكولومبي جيسون موريلو، المُنتقل من فالنسيا على سبيل الإعارة.
ماسكيرانو.. أول قطعة غيار في دفاع برشلونة
بعد اعتزال بويول، لجأ برشلونة إلى الأرجنتيني خافير ماسكيرانو، الذي كان يلعب في خط الوسط، ليتحول إلى مدافع أساسي في تشكيلة الفريق، إلى جانب جيرارد بيكيه، الذي ظل طيلة تلك الفترة الثابتَ الوحيد في دفاع برشلونة.
أولى صفقات برشلونة الدفاعية بعد اعتزال بويول كانت الفرنسي جيرمي ماثيو، الذي جاء من فالنسيا مقابل 20 مليون يورو، لكن ماثيو لم يثبت جدارته مع برشلونة، وكان نقطة ضعف واضحة؛ الأمر الذي دفع لويس إنريكي، مدرب برشلونة السابق، للاعتماد عليه في مركز الظهير الأيسر.
في فترة الانتقالات تلك نفسها، ضم برشلونة مدافعاً ثانياً هو البلجيكي توماس فيرمايلين من أرسنال الإنكليزي مقابل 19 مليون يورو، في صفقة أثارت استغراب المتابعين، بسبب كثرة إصابات اللاعب.
المدافع الذي يُسمى "الزجاجي"، بسبب كثرة إصاباته، لم يقدّم كذلك الكثير مع برشلونة، ولا يكاد يتعافى من إصابة حتى يتعرض لأخرى، ليثبت ذلك خطأ إدارة برشلونة في التعاقد معه.
أومتيتي الصفقة الأنجح.. لكن الإصابات تلاحقه
في صيف عام 2016، بدا أن برشلونة قد وجد ضالته أخيراً، بعدما تعاقد مع الفرنسي صامويل أومتيتي من نادي ليون مقابل 25 مليون يورو، وقدّم الأخير مستويات مميزة مع الفريق، وبات أحد أفضل المدافعين في العالم.
لكنه منذ بداية الموسم الحالي، يعاني إصابة خطيرة في الركبة، حيث لا يزال يتلقى العلاج بدولة قطر. ووفقاً لتقارير إسبانية، يمكن أن يخضع أومتيتي لعملية جراحية، ستعني غيابه معظم فترات الموسم الحالي.
وفي العام نفسه، لجأ برشلونة إلى خيار مختلف، بضمه المدافع البرازيلي الشاب مارلون سانتوس من نادي فلومينيزي، على أمل اكتساب الخبرة والتطور داخل النادي الكتالوني، بيد أن اللاعب خيّب الآمال وخاض مباراة واحدة فقط مع الفريق، ثم رحل إلى ساسولو الإيطالي.
ييري مينا رحل عن برشلونة بعد نصف موسم
وخلال الصيف الماضي، ضم برشلونة المدافع الكولومبي الشاب ييري مينا، من نادي بالميراس البرازيلي، مقابل 11 مليون يورو، وسط آمال عريضة بأن يشكّل إضافة نوعية للفريق.
ولم يكد مينا يُكمل نصف موسم مع برشلونة، حتى رحل نحو إيفرتون الإنكليزي بعد تألقه في كأس العالم 2018 في روسيا مع منتخب بلاده، لكن مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي لم يكن مقتنعاً بقدرات اللاعب ليوافق على رحيله.
لينغليت الصفقة الأكثر تكلفة في دفاع برشلونة
المبلغ الأكبر الذي دفعه برشلونة لترميم دفاعه كان قبل بداية الموسم الحالي، إذ تعاقد مع الفرنسي كليمونت لينغليت، من إشبيلية، مقابل 37 مليون يورو، وظهر اللاعب بشكل جيد إلى جانب جيرارد بيكيه في دفاع الفريق، لكن ارتكب بعض الهفوات التي تؤكد افتقاره إلى الخبرة.
ومع إصابة أومتيتي وغياب فيرمايلين للسبب نفسه، تعاقد برشلونة قبل أيام مع المدافع الكولومبي جيسون موريلو، من فالنسيا، على سبيل الإعارة مقابل مليوني يورو، مع وجود بند خيار الشراء في نهاية الموسم، لصبح مجموع ما دفعه برشلونة بحثاً عن خلفية بويول 137 مليون يورو.
دفاع برشلونة يُفسد ما يصنعه ميسي وسواريز
ولعل ما يثبت الأزمة الدفاعية الواضحة التي يعيشها برشلونة، استقبال الفريق منذ بداية الدوري الإسبان، الموسم الحالي 19 هدفاً، ما يعني أن نصف فرق الدوري تلقت أهدافاً أقل أو بالعدد نفسه، الأهداف التي هزت شباك الفريق الكتالوني.
وفي الوقت الذي يملك فيه برشلونة خطاً هجومياً كاسحاً بقيادة الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز؛ فإن دفاعه يبقى معضلته الأكبر، إذ من النادر أن تمر مباراة دون اهتزاز شباكه بهدف واحد على الأقل.
وفي المقابل، سجل الفريق منذ بداية الدوري 46 هدفاً، بفارق 17 هدفاً عن أقرب منافسيه من ناحية القوة الهجومية، ما يؤكد مدى الفارق بين قوة برشلونة وهشاشة دفاعه.