غادر التمثال الشهير "ضربة رأس"، الذي يجسد "نطحة زيدان" الشهيرة، مدينة أفينيون الفرنسية، مساء الإثنين 26 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بعد سنتين ونصف السنة من نصبه بساحة متحف الفنون العصرية La Collection Lambert، بحسب ما أفادت به صحيفة Le Daufine الفرنسية.
تكهنات حول المكان الجديد
وأوضحت الصحيفة المحلية ذاتها، أن التمثال نُقل على متن شاحنة تحمل ترقيماً إيطالياً، متكهنة بأنّ الوجهة قد تكون المتحف الخاص بالفنان الجزائري عادل عبد الصمد، الذي نحت هذه التحفة، قبل 6 سنوات، لتخليد ذكرى حادثة "نطحة زيدان" النجم الفرنسي للاعب الإيطالي ماركو ماتيرازي، خلال نهائي مونديال ألمانيا لكرة القدم 2006، الذي جمع منتخبي بلديهما، وانتهى بفوز إيطاليا بركلات الترجيح.
وإذا كانت الصحيفة الفرنسية قد تكهنت بأنّ التمثال قد نُقل إلى المتحف الخاص بعادل عبد الصمد، فإنّ كل الاحتمالات تبقى واردة بشأن الوجهة التي نُقل إليها، خاصة أن عادل عبد الصمد يعيش ويعمل بالعاصمة باريس، في حين أن الرحلة تمت على متن مركبة شحن إيطالية.
التمثال البرونزي، البالغ طوله 5.4 متر، والذي يزن 3 أطنان، تم عرضه لأول مرة في متحف "بومبيدو" بالعاصمة الفرنسية باريس، مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012، حيث بقي إلى غاية السابع من يناير/كانون الثاني 2013، ثم حطّ الرحال، في أغسطس/آب 2013، بمنطقة توسكان الإيطالية، وبالضبط في مدينة بيراسانتا السياحية، قبل أن يُنقل إلى قطر، حيث نُصب بكورنيش الدوحة في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، بمبادرة من إدارة برامج الفن العام التابعة لهيئة متاحف قطر.
قصة القرن الـ21 بأسلوب القرن الـ19
وبقيت "نطحة زيدان" في العاصمة القطرية شهراً واحداً، وعلّق حينها جان بول إنغيلين، مدير إدارة برامج الفن العام بهيئة متاحف قطر، في تصريحات صحافية: "تحكي منحوتة عادل عبد الصمد قصة القرن الـ21، لكن بأسلوب القرن الـ19، فهي تجسد مآسي العصر اليوناني، الذي كان شاهداً على أبطال ملعونين، وتجلّت فيه الطبيعة البشرية بضعفها وهشاشتها".
وأضاف: "في عالمنا ننظر إلى لاعبي كرة القدم على أنهم أبطال خارقون لا يمكن المساس بهم، ولكن في نهاية المطاف، لا بد أن يرتكبوا الأخطاء والعيوب ذاتها التي نرتكبها نحن، خصوصاً إذا كان شرف العائلة معرَّضاً للخطر أو الإهانة".
عادل عبد الصمد فنان متعدد المواهب
وعادل عبد الصمد من مواليد عام 1971 بمدينة قسنطينة الجزائرية، ودرس في معهد الفنون الجميلة بمدينة باتنة، ثم في المعهد نفسه بالجزائر العاصمة، قبل أن يهاجر إلى فرنسا في سنة 1994، ويحصل بعدها بسنوات على الجنسية الفرنسية مع الاحتفاظ بجنسيته الأصلية.
ويجمع عادل بين مواهب عدة، فهو فنان تشكيلي ورسام ونحات وشاعر، إضافة إلى رسومات الفيديو والتصوير، وهو كثيراً ما أثار الجدل في معارضه بين الجمهور والنقاد، حيث ينظر إليها البعض على أنها استفزازية وتدعو إلى العنف.