يعرف متتبعو الرياضة العالمية أنّ فريق ريال مدريد الإسباني لكرة القدم هو أحد الأندية الأكثر تتويجاً بالألقاب المحلية والأوروبية والدولية، ولكن ما لا يعلمه الكثير أنّ النادي الملكي فشل في مرحلة ما في حصد أي بطولة، رغم توفر تعداده على خيرة نجوم الكرة العالمية.
دخل نادي ريال مدريد تاريخ رياضة كرة القدم في موسم 2004-2005 بنجاحه في جمع 4 لاعبين من حاملي الكرة الذهبية في فريقٍ واحدٍ، وذلك خلال العهدة الأولى للرئيس الحالي لنادي العاصمة الإسبانية، فلورنتينو بيريز، والذي كان يراهن على ضم نجم واحد من الكرة العالمية عند بداية كل موسم.
وبدأ بيريز عهدته الرئاسية الأولى بريال مدريد في شهر يوليو/تموز من عام 2000، خلفاً للورانزو سانز، فلم يتأخر في انتهاج سياسة جلب النجوم، فضم البرتغالي لويس فيغو من الغريم التقليدي نادي برشلونة، ثم الفرنسي زين الدين زيدان من يوفنتوس الإيطالي في صيف 2001 ، فالبرازيلي رونالدو في 2002 من إنتر ميلان الإيطالي، والإنكليزي دافيد بيكهام في 2003 من مانشستر يونايتد، والإنكليزي الآخر مايكل أوين في 2004 من ليفربول، والبرازيلي فابينوهو في 2005 من سانتوس البرازيلي.
بداية العهدة الرئاسية الأولى لبيريز كانت ناجحة
وفي ظل الاستراتيجية المعتمدة من بيريز، نجح ريال مدريد في نيل لقب الدوري الإسباني في موسمي 2001-2002 و 2002 -2003، ولقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم في موسم 2001-2002، لكن السنوات التي أعقبت هذا الإنجاز المميز، كانت عجافاً بالنسبة لجماهير "الميرينغي" على غرار موسم 2004- 2005، وذلك رغم وجود 4 عناصر من حاملي الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا.
في ذلك الموسم، أي ( 2004-2005) كان ريال مدريد يضم في صفوفه 4 لاعبين سبق لهم التتويج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا التي كانت تقدمها مجلة "France football" الفرنسية، ويتعلق الأمر بكلٍ من لويس فيغو ( 2000) ومايكل أوين (2001) والبرازيلي رونالدو ( 1997 و2002) وزين الدين زيدان ( 1998 و2000 و2003)، مثلما لاحظه موقع "besoccer" الفرنسي.
و "الكرة الذهبية" هي جائزة أسستها مجلة "France footbal" عام 1956 وكانت تقدم في البداية لأفضل لاعب أوروبي، ثم من 1995 إلى 2006 لأفضل لاعب ينشط في أوروبا، مهما كانت جنسيته، ثم منذ سنة 2007 لأفضل لاعب في العالم.
وفي عام 2010، أصبحت تقدم الجائزة بالشراكة بين المجلة الفرنسية مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا". قبل أن يتم فك الارتباط في سبتمبر/أيلول 2016، وتعود المؤسسة الإعلامية الشهيرة لمنح الكرة الذهبية بمفردها، حيث نالها في سنة 2007 البرتغالي كريستيانو رونالدو، فيما يُنتظر الإعلان عن المُتوّج بها يوم 3 ديسمبر/كانون الأول 2018.
كرة ممتعة دون فائدة عجّلت برحيل الرئيس
وكان ريال مدريد في موسم 2004- 2005 يقدم كرة قدم ممتعة في ظل النزعة الهجومية لمعظم لاعبيه، إذ إضافة لهؤلاء النجوم الأربعة فإنّ التشكيلة الأساسية للفريق كانت تضم كلاً من الإسبانيين سالغادو وغوتي وراؤول غونزاليس والبرازيلي روبيرتو كارلوس.
ولكن استمرار غياب الألقاب في تلك الفترة زاد من درجة الانتقادات والضغط تجاه فلورنتينو بيريز، ما جعله ينهي عهدته الرئاسية الأولى قبل الأوان من خلال الاستقالة من منصبه يوم 27 فبراير/شباط 2006، أثناء انعقاد جمعية عمومية استثنائية طارئة لمجلس إدارة ريال مدريد، ليتسلمها منه رامون كالديرون، قبل أن يعود رجل الأعمال الناجح إلى قيادة النادي الملكي يوم 1 يونيو /حزيران 2009 ويستمر في رئاسة الفريق إلى اليوم.