كيف نجح “مرابطو موريتانيا” في التأهل إلى كأس إفريقيا؟ رئيسٌ طموح ومدربٌ مميّز وهدّاف مجنونٌ بـ “كابتن ماجد”

سطَّر منتخب موريتانيا ، الملقب بـ "المرابطون"، التاريخ بعد تأهله للمرة الأولى لنهائيات بطولة القارة السمراء 2019 بالكاميرون.

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/26 الساعة 07:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/26 الساعة 07:50 بتوقيت غرينتش
Hemeya Tanjy of Mauritania challenged by Abdoulaye Naby Camara of Guinea during the 2018 CHAN football game between Mauritania and Guinea at the Grand stade Marrakech in Marrakech, Morocco on 21 January 2017 ©Samuel Shivambu/BackpagePix

سطَّر منتخب موريتانيا، الملقب بـ "المرابطون"، إنجازاً تاريخياً بعد تأهله إلى نهائيات كأس إفريقيا 2019 بالكاميرون للمرة الأولى.

وبلغ "المرابطون" النهائيات في إثر فوزهم على بوتسوانا 2-1 ليضمنوا التأهل، بعدما حصدوا 12 نقطة من 5 مباريات.

حيث فازت موريتانيا في 4 مباريات، وتلقت هزيمة وحيدة، وتركت التنافس على المركز الثاني بين أنغولا (9 نقاط)، وبوركينافاسو (7 نقاط)، فيما تبدَّدت آمال بوتسوانا في التأهل بعد تجمد رصيدها عند نقطة وحيدة.

قائد الكرة الإفريقية

صاحِب الدور الأبرز في هذا الإنجاز هو رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم أحمد ولد يحيى، الحاصل على جائزة قائد الكرة الإفريقية للعام 2017 كأفضل رئيس اتحاد، تتويجاً لجهوده وإسهاماته في تطوير الكرة في بلاده.

تولَّى ولد يحيى رئاسة اتحاد الكرة في العام 2011، وكان عمره آنذاك 35 عاماً، وظلَّ لفترة ليست بالقصيرة غير قادر على تصحيح مسار كرة القدم في بلاده، فانسحبت موريتانيا من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012، ورفض الاتحاد الإفريقي مشاركتها في تصفيات 2013، وجاءت حينها في المركز 206 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في يناير/كانون الثاني.

لكن بوادر أمل بدأت في الظهور بتكوين منتخب خاض تصفيات كأس الأمم الإفريقية للمحليين 2014، فتفوّق على ليبيريا، ثم السنغال، وتأهل للمرة الأولى في تاريخ موريتانيا، كأول بطولة كبرى تشارك فيها البلاد، وإن خرج من الدور الأول في النهائيات لكنها كانت البداية.

في 24 يناير/كانون الثاني عام 2015، وقعت وزيرة الرياضة كمبا با عقداً مع الفرنسي كورنتين مارتينز ليكون المدرب الجديد للمنتخب، وكان ولد يحيى هو مَن اختاره لتنفيذ مشروعه، مع الإسباني باكو فورتيس في منصب المدير الفني للاتحاد الموريتاني، وكان دوره هو وضع خطة بعيدة المدى لاكتشاف المواهب الكروية داخل وخارج موريتانيا.

بدأت التجربة تؤتي ثمارَها شيئاً فشيئاً، فكان منتخب "المرابطون" على وشك بلوغ كأس الأمم الإفريقية 2017، بعدما تفوَّق على منتخبات كبيرة على غرار جنوب إفريقيا، لكنه خسر من الكاميرون. وقرَّر ولد يحيى التمسك بالمدرب مارتينز إلى أن حقق هدفه بالمشاركة في أمم إفريقيا 2019.

أوضح ولد يحيى خلال مقابلة أجرتها معه مجلة L'Actualité de la FIFA (أخبار "فيفا") ونشرتها في عدد أبريل/نيسان 2018، أن التطوير الفني يحتل مكانة متقدمة ضمن أولوياته، مبرزاً في هذا الصدد أن الاتحاد تعاوَنَ مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، لتحديد خطة استراتيجية فنية للفترة من 2015-2019، تتضمن إعداد المدربين ومراجعة المسابقات المحلية تمهيداً لتطبيق الاحتراف، واستحداث منافسات المراحل العمرية مع تنظيم بطولات وطنية لهذه الفئات.

مارتينز.. المدرب التاريخي

سيظل التاريخ يذكر للفرنسي كورنتين مارتينز ما قدَّمه للمنتخب الموريتاني، فإنجازه بتحقيق التأهل جعل منه مدرباً تاريخياً، بعدما حقق إنجازاً متفرّداً لم يسبقه إليه أحد.

ويمتلك مارتينز تاريخاً كبيراً كلاعب، إذ سبق له تمثيل منتخب فرنسا في "يورو 1996″، وخاض أكثر من 600 مباراة كلاعب بقميص أندية بريست وأوكسير وستراسبورغ وبوردو الفرنسية، بالإضافة لديبورتيفو لاكورونيا الإسباني.

كما مثَّل منتخب "الديوك" في 14 مباراة دولية، في الفترة من 1993 إلى 1997. وبعد اعتزاله قام بتدريب فرق للشباب والناشئين، والعمل مدرباً مؤقتاً لنادي بريست أكثر من مرة.

وتمكّن المدرب الذي لم يُتم بعد 50 عاماً، من جمع منتخب يضم مزيجاً من لاعبي الخبرة وبعض المواهب الصاعدة في أوروبا والدول العربية وعناصر محلية.

منافس كابتن ماجد.. الهداف التاريخي

التشكيلة التي يضمها المنتخب الموريتاني تضم محترفين في أوروبا، مثل عبد الله با (أوكسير الفرنسي)، وسالي سار (سرفيت جنيف السويسري)، وكاسا كامارا (سكودا اليوناني)، وأداما با (غازي عنتاب التركي)، وعلي عبيد (ألكوكرون الإسباني)، والحسين العيد ومختار سيدي الحسن (الفريق الثاني بليفانتي الإسباني)، وديمبا ساو (لوهافر الفرنسي)، وعمر نداي لاعب (نونتواز الفرنسي).

ومن المحليين هناك الحارس سليمان ديالو وموسى باكايوكو وتاجيو الله دينا.

وهناك كذلك محترفون في الدول العربية مثل بكاري نداي (الدفاع الحسني الجديدي المغربي)، وبطل التأهل إسماعيل دياكيتي (تطاوين التونسي)، وكذلك الهداف التاريخي للمنتخب الموريتاني برصيد 12 هدفاً مولاي أحمد خليل، الشهير بـ "بسام" (مستقبل قابس التونسي)، والذي يمتلك قصة درامية رواها لموقع "الفيفا".

يقول "بسام" عن سبب حصوله على هذا اللقب، "كنت أتابع هذه الرسوم المتحركة عندما كنت صغيراً، وعندما كنت ألعب مع الأصدقاء كانوا يلقبونني (بسام) لأنني كنت أحب هذه الشخصية الكرتونية، وكنت أقلده في كل شيء، بما في ذلك طريقة لفِّه لأكمام القميص الخاص به".

وأضاف، "لم أكن أعتقد يوماً ما بأنني سأصبح لاعباً محترفاً، لأنني كنت أتخذ كرة القدم هواية، ولم أطمح يوماً أن أصل إلى هذا المستوى أبداً". 

وتابع، "حقق كل من كابتن ماجد وبسام الحلم في اللعب بكأس العالم، وأتمنى أن أستطيع تحقيق هذا الحلم باللعب يوماً ما في النهائيات أيضاً".

تحميل المزيد