الماجيكو.. أمير القلوب.. صاحب رقم 22 الشهير، لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر الأشهر في العصر الحديث، وأخيراً "أسطورة الفيفا".. كلها ألقاب ما إن تذكر حتى يتذكر الجميع محمد أبوتريكة ، الذي يصادف يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني ذكرى عيد ميلاده الأربعين.
ما قدَّمه أبوتريكة لكرة القدم المصرية والعربية من إنجازات، فضلاً عن سيرته الأخلاقية ومواقفه الإنسانية الكثيرة، دفع الحساب الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، للمشاركة في الاحتفال بعيد ميلاد "الماجيكو" أبوتريكة ، بعد إتمامه عامه الأربعين، واصفاً إياه بـ "صانع السعادة وأسطورة الكرة المصرية والنادي الأهلي".
أبوتريكة .. أسطورة الفيفا اللقب الجديد
وغرّد الحساب الرسمي للفيفا في نسخته العربية على "تويتر"، متمنياً لـ "أمير القلوب" عيد ميلاد سعيداً.
أمير القلوب 🥰 يحتفل بعيد ميلاده اليوم!
تمنياتنا بعيد ميلاد سعيد لأسطورة FIFA والكرة المصرية والنادي #الأهلي الماجيكو صانع السعادة الموهوب محمد أبو تريكة الذي يتم 40 سنة🎈
🎂 كل عام وانت بخير كابتن تريكة.. لمساتك الساحرة ستظل علامة في تاريخ كرة القدم وشكراً على الذكريات. pic.twitter.com/iWrDtbnk26— FIFA.com – عربي (@fifacom_ar) November 7, 2018
من أسرة فقيرة الحال لكنها غنية بالأدب ومفعمة بالحب والإيمان
وُلد محمد أبوتريكة في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1978، في قرية ناهيا، إحدى قرى محافظة الجيزة. نشأ في أسرة متواضعة مع ثلاثة أولاد وبنت واحدة. عمل في صغره كعامل يومية في مصنع للطوب مع عمه، وساهم عمله الشاق في تقوية عضلاته وإعداده بدنياً.
استمرّ في تعليمه حتى تخرج في كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة القاهرة، وصف أبو تريكة طفولته بأنها كانت لها آثار كبيرة في ولعه وشغفه بلعب كرة القدم مع أصدقائه وجيرانه.
بدأ أبوتريكة رحلته في عالم كرة القدم منذ أن كان عمره سبع سنوات، حيث كان يلعب بشوارع "ناهيا"، ويشارك في الدورات الرمضانية. ثم عرف طريق الأندية والمراكز الشبابية لينتقل إلى مرحلة أخرى من حياته الكروية.
وعندما بلغ 12 عاماً، أرشده صديقه مجدي عابد (حارس مرمى نادي سموحة) إلى الاختبارات الرياضية التي كانت تُجرى آنذاك في نادي الترسانة، وبالفعل نجح أبوتريكة في كافة الاختبارات وانضمَّ إلى النادي، وبعد ثلاث سنوات في نادي الترسانة، انضم إلى النادي الأهلي أواخر عام 2003، لتبدأ مسيرة الشهرة والتألق مع النادي الأكثر جماهيرية في مصر والعالم العربي.
وكان له نصيب من الإنجازات الفردية، ما يعجز عنها الحصر
حصد أبوتريكة لقب أفضل لاعب في مصر أعوام (2004، 2005، 2006، 2007، 2008)، خلال الفترة التي تألق فيها مع النادي الأهلي. وكان أكثر لاعب يحصد جائزة الكاف لأفضل لاعب إفريقي داخل القارة 4 مرات (2006 – 2008 – 2012 – 2013).
لكن الأغلى كان اختياره أكثر لاعب شعبية في العالم بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS) مرتين على التوالي عامي 2007 و2008، كما نال العديد من الجوائز والألقاب على المستويين العربي والإفريقي كأحسن لاعب، وتم تكريمه في العديد من المشاركات والمسابقات الدولية، وهيمن النادي الأهلي على الكرة المصرية خلال فترة لعبه معه منذ عام 2004 وحتى عام 2010، فضلاً عن بطولتي إفريقيا للأمم عام 2006 و2008 مع المنتخب المصري.
ودفع ثمن مواقفه المشرفة لكنه لم يتراجع
في 27 يناير/كانون الثاني 2008، وخلال مباراة المنتخب المصري ونظيره السوداني، التي انتهت بفوز المنتخب المصري بثلاثة أهداف دون مقابل، كشف محمد أبوتريكة عن الشعار المكتوب على ملابسه تحت قميص اللعب، عند تسجيله الهدف الثاني، الذي تألف من عبارة "تعاطفاً مع غزة".
وأشهر الحكم البنيني "كوفي كودجا" الذي أدار اللقاء البطاقة الصفراء في وجه اللاعب بعد هذا التصرف. وكان أبوتريكة معرضاً للإيقاف من قبل الكاف، بسبب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، التي تدين استغلال مباريات الكرة في أغراض أو أهداف سياسية أو عنصرية.
لكن الكاف لم يتخذ أي إجراء ضد اللاعب، بعد مجموعة من الرسائل الإلكترونية التي وصلت إلى الكاف، من قبل الصحافيين ووسائل الإعلام، تعلن تعاطفها مع اللاعب.
تم بيع القميص لاحقاً في مزاد خيري لصالح صندوق توفير الدواء لأبناء غزة، وذكر أبوتريكة أن السبب الذي دعاه لهذا هو أن "الحصار الجائر الذي كان يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة أثار ألماً شديداً في نفسه، وجعله يبحث عن أي وسيلة يساعدهم بها".
اعتزال في قمة العطاء حُفر في الذاكرة
عقب أحداث ستاد بورسعيد الدموية، في فبراير/شباط 2012، أعلن أبوتريكة وقتها اعتزاله لكرة القدم، ولكنه بعد مرور أسابيع على الحادث، ونظراً لارتباط النادي بمبارياته الإفريقية قرر التراجع عن قرار اعتزاله والانتظام في التدريبات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2013، وعقب خسارة مصر فرصتها للتأهل إلى كأس العالم 2014 أمام غانا، أعلن عن نيته في الاعتزال. وبعد محاولات من قبل ناديه الأهلي لثنيه عن القرار، قرر اللاعب أن تكون بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم 2013 بالمغرب نهاية مشواره الاحترافي في كرة القدم. فاعتزل في 18 ديسمبر/كانون الأول 2013، لينال بعد ذلك جائزة أحسن لاعب في إفريقيا في العام التالي رغم اعتزاله.
لكن محبة الناس أثارت غضب السلطات المصرية عليه
في أعقاب الانقلاب العسكري في مصر عام 2013، وتعرض أبوتريكة لحملة إعلامية كبيرة من قبل إعلام النظام المصري، بسبب مواقفه السياسية الرافضة لسياسات القمع والاستبداد، وصدر قرار لجنة التحفظ وإدارة أموال جماعة الإخوان المسلمين يوم 31 مايو/أيار 2015، بالتحفظ على أموال أبوتريكة، برغم عدم صدور أي اتهام قضائي مباشر ضده، وعدم وجود ما يؤكد مزاعم المحكمة بانتمائه للجماعة.
وفي 21 يونيو/حزيران 2016، أصدرت محكمة القضاء الإداري حكماً بإلغاء قرار التحفظ وكل ما ترتب عليه من آثار.
وفي مطلع العام الحالي، أدرجت محكمة مصرية 1529 شخصاً على قوائم الإرهاب، بينهم لاعب كرة القدم السابق محمد أبوتريكة، للمرة الثالثة، في أول تطبيق لقانون جديد بشأن التحفظ على الأموال. وأفادت الجريدة الرسمية للبلاد أن "محكمة جنايات القاهرة، أدرجت 1529 شخصاً على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات".