لم يكد يمر أسبوع واحد على رحيل المدرب جولين لوبيتيغي عن ريال مدريد الإسباني، حتى بدأت بعض الجوانب في الفريق "الملكي" بالتحسّن، بعد أيام قليلة من تولي سانتياغو سولاري المهمة بدلاً منه.
كان الانتصاران على بلد الوليد (2-0) في الدوري الإسباني، ومن قبله على مليلة (4-0) في كأس الملك، أول الاختبارات الناجحة لسولاري، الأمر الذي أعاد الحياة لجماهير "سانتياغو برنابيو" من جديد، بعد سلسلة من العثرات والنتائج الهزيلة مع لوبيتيغي.
صحيفة Marca، المقربة من ريال مدريد، رصدت مدى التطور والتحسّن في أداء الفريق، مع المدرب الجديد، مقارنة بما كان عليه مع سابقه، لافتة إلى وجود أشياء أخرى بحاجة لإصلاح في الفترة المقبلة.
سولاري راهن منذ البداية على البرازيلي فينيسيوس جونيور
وجاء في مقدمة الأمور التي أدّت إلى تحسُّن أوضاع "الفريق الملكي"، استخدام اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور بشكل ملحوظ، إذ ظهر في 120 دقيقة، حتى إنه سجل هدفاً أمام بلد الوليد، جعل الفريق يرتاح كثيراً من الضغوط التي كانت عليه، للمطالبة بالتسجيل والعودة للانتصارات، في حين كان قد لعب 12 دقيقة فقط مع لوبيتيغي.
Santiago Solari has pleaded for patience following fan poll about Vinicius Junior – https://t.co/LZp92l3mRR pic.twitter.com/PIOKsRq4oC
— Squawka News (@SquawkaNews) November 4, 2018
أما الأمر الثاني طبقاً للصحيفة، فهو حرص سولاري على اتخاذ قرارات منطقية فيما يتعلق بالخيارات الفنية داخل "المستطيل الأخضر"، بدليل أنه أشرك سيرجيو ريغويلون بدلاً من مارسيلو للإصابة، والشيء نفسه حدث مع ألفارو أودريوزولا، الذي ظهر في غياب داني كارفاخال.
شِباك ريال مدريد لم تهتز في أول مباراتين لسولاري
كما حافظ الفريق على نظافة شباكه في المباراتين اللتين لعب فيهما أمام بلد الوليد ومليلة، وإن كان الأول قادراً على الوصول لشباك "الـملكي" في بعض لحظات المباراة؛ نظراً إلى تهديده مرمى تيبو كورتوا بالعديد من الكرات، إلا أن ما يُحسب لسولاري أن الفريق منع المنافس من هز شباكه.
🎙💬 Santiago Solari takes charge of @realmadrid in a LaLiga match for the first time tomorrow! Hear his thoughts on his first days as head coach and tomorrow's match against @realvalladolid. #HalaMadrid | #RMTV pic.twitter.com/l7h92XKolB
— Real Madrid C.F. 🇬🇧🇺🇸 (@realmadriden) November 2, 2018
كذلك، يُحسب للمدرب قراراته الشجاعة للغاية في المباريات التي لعب فيها ريال مدريد بقيادته، إذ اتضح أنه لا يعتمد على لاعب بعينه، وتجلى ذلك بوجود فينيسيوس وإتاحة الفرصة له لإظهار قدراته، رغم وجود لاعبين أكبر منه عمراً على دكة البدلاء.
عودة أنطونيو بينتوس لمعالجة مشاكل ريال مدريد البدنية
في المقابل، فإن أبرز ما يمكن الإشادة به أيضاً عودة مدرب اللياقة البدنية أنطونيو بينتوس إلى الواجهة من جديد مع سولاري، بعدما حصل على الأهمية والمكانة التي يستحقها، في ظل تهميشه من قِبل لوبيتيغي، وقد انعكس هذا الأمر بالإيجاب على أداء اللاعبين.
وعاد الفرح والحظ لريال مدريد دفعة واحدة، ليكون هذان الأمران هما السادس والسابع اللذان تحسَّن فيهما الفريق، لا سيما بعدما بدت جماهير الفريق سعيدة للغاية خلال الفوزين الأخيرين، كما أن الحظ والتوفيق رجعا للفريق مجدداً، بعدما عاندا لوبيتيغي خلال وجوده في القيادة الفنية.
جزئية اللعب الجماعي بحاجة إلى حلول من المدرب الجديد
تقول الصحيفة إن ريال مدريد يحتاج لبعض العمل في مسألة اللعب الجماعي، الغائب عنه منذ بداية الموسم، واتضح ذلك نسبياً أمام بلد الوليد، ولعل غياب صاحب الرقم "9" يصعّب من نجاح الفريق في اللعب الجماعي، إلا أن ذلك سيكون مطلوباً من سولاري لإصلاحه.
وعلى غرار ذلك، فإن المدرب بحاجة لإعادة لوكا مودريتش إلى شكله السابق داخل الملعب، خاصة أن أحد أسباب تراجع الفريق هذا الموسم، انخفاض مستوى اللاعب بشكل غريب للغاية منذ عودته من التألق في كأس العالم مع منتخب بلاده كرواتيا، شأنه شأن توني كروس، الذي لا يزال يبحث عن ذاته هو الآخر.
غاريث بيل فشل في مهمة تعويض كريستيانو رونالدو
وأدى رحيل كريستيانو رونالدو دوراً سلبياً في تراجع نتائج "الميرينغي"، وكان من المتوقع أن يتولى غاريث بيل مسؤولية إيجاد الحلول التهديفية، إلا أنه لم ينجح في ذلك حتى الآن، بدليل أن سولاري أخرجه أمام بلد الوليد عندما كانت النتيجة تشير إلى التعادل السلبي، وأدخل لوكاس فاسكيز بدلاً منه، لذلك يحتاج الفريق إلى لاعب قادر على حمل الفريق على ظهره خلال المباريات الصعبة، التي تحتاج لبعض المهارات الفردية للوصول لشباك المنافسين.
ومن الأشياء التي بحاجة لتعديل أيضاً داخل قلعة "سانتياغو برنابيو"، إيجاد مكان ثابت لماركو أسينسيو داخل الملعب، بعدما اختفى عن الواجهة بصورة غريبةٍ هذا الموسم مع لوبيتيغي، خاصة أنه لم يسجل سوى هدفين، وتم استبداله بفينيسيوس أمام بلد الوليد، لهذا سيكون على اللاعب العمل بشكل جاد في الأسابيع المقبلة، وإلا فسيجد نفسه مجبَراً على الجلوس في مقاعد البدلاء.
أما الأمر الأخير، فهو إعادة الثقة لبعض البدلاء، أمثال ألفارو أودريوزولا وسيرجيو ريغويلون، اللذين لعبا بدلاً من كارفاخال ومارسيلو توالياً، وقد بدأ سولاري في إصلاح هذا الأمر تدريجياً، واتضح ذلك في المباراتين الأخيرتين.