أصبح جولين لوبيتيغي، الضحية الأخيرة لرئيس نادي ريال مدريد الإسباني فلورنتينو بيريز، من بين 12 مدرباً استغنى بيريز عن خدماتهم، أو استقالوا بأنفسهم خلال حقبة الرجل طيلة 15 عاماً، وفي حقبتين امتدت الأولى من العام 2000 إلى 2006، والثانية من العام 2009 حتى الآن.
Comunicado Oficial. #RealMadridhttps://t.co/zLNpJepnph
— Real Madrid C.F. (@realmadrid) October 29, 2018
المُلاحَظ أن غالبية المدربين الذين رحلوا عن ريال مدريد في عهدي بيريز، لم يحققوا نجاحات كبيرة بعد رحيلهم عن "النادي الملكي"، باستثناء فيسنتي ديل بوسكي، الذي تولى فيما بعد، تدريب المنتخب الإسباني، وقاده للتتويج بلقب كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، ودرّب لموسم واحد فريق بشكتاش التركي.
ولا تبدو تلك المعطيات مبشِّرة للوبتيغي، الذي ضحّى بمنصبه في منتخب إسبانيا قبل كأس العالم 2018 في روسيا بيومين فقط، من أجل قيادة ريال مدريد، لكنه خسر منصبه في "النادي الملكي" بعد أقل من 5 أشهر.
بيريز يقيل ديل بوسكي رغم نجاحاته مع ريال مدريد
أول المدربين الذين اصطدموا مع بيريز، كان نجم ريال مدريد السابق كلاعب، فيسنتي ديل بوسكي، الذي تولى قيادة الفريق اعتباراً من شهر نوفمبر/تشرين الثاني 1999، أي قبل وصول بيريز إلى رئاسة نادي ريال مدريد، ورغم نجاحاته الكبيرة، فإن بيريز أطاح به في 2003.
تمكن ديل بوسكي من قيادة ريال مدريد للتتويج بلقب الدوري الإسباني في موسمي 2001 و 2003، وبدوري أبطال أوروبا موسمي 2000 و 2002، وبعد ذلك أقاله بيريز بذريعة فشله في قيادة الفريق الذي كان مدججاً بالنجوم وقتها، خلال الفترة التي أُطلق عليها حقبة الـ "غلاكتيكوس".
بعد إقالة ديل بوسكي، وقع اختيار بيريز على البرتغالي كارلوس كيروش، في لحظة أن تصبح في ذلك الوقت مساعداً، قد يكون في ذلك الوقت مساعداً للاسكتلندي أليكس فيرغسون في مانشستر يونايتد الإنكليزي، قبل ذلك خاض تجارب متفرقة غير ناجحة.
تجارب غير ناجحة لمدربين مغمورين
لم يمكث كيروش في ريال مدريد سوى موسم واحد، أخفق خلاله في الفوز بأي بطولة، إذ حل رابعاً في الدوري الإسباني، وخرج من الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، ليعود مجدداً إلى مقعد المدرب المساعد لفيرغسون في مانشستر يونايتد، وحالياً يقود منتخب إيران منذ 2011.
مسلسل التخبط في قرارات فلورنتينو بيريز استمر بعد ذلك بتعاقده بعد 3 أيام فقط من إقالة كيروش مع المدرب الإسباني خوسيه انتونيو كاماتشو، ومن ثم إقالته بعد مرور عدة أشهر فقط وذلك بسبب الهزيمة أمام باير ليفركوزن الألماني في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
بعد رحيله عن ريال مدريد، قاد كاماتشو بنفيكا البرتغالي ثم أوساسونا الإسباني ومنتخب الصين، وأخيراً تولى قيادة منتخب الغابون دون تحقيق أي نجاح يُذكر على الصعيد المهني.
استعان بيريز بعد كاماتشو بمساعده ماريانو غارسيا ريمون، الذي لم يستمر 3 أشهر ليرحل بعد ذلك ويقود نادي قادش، ولم يتولّ قبل ذلك الحين تدريب أي فريق آخر.
البرازيلي لوكسمبورغو يقود الدفة وبيريز يطرده سريعاً
لجأ رئيس نادي ريال مدريد بعد ذلك إلى خيار مختلف تماماً بالتعاقد مع المدرب البرازيلي فاندرلي لوكسموبورغو، الذي وصل إلى "النادي الملكي" أواخر 2004، واستمر عاماً واحداً فقط، لم يحقق فيه تطلعات بيريز الذي لجأ مجدداً إلى خيار إقالة المدرب البرازيلي، عقب خسارة الفريق أمام غريمه برشلونة 0-3 على ملعب "سانتياغو بيرنابيو".
في رحلة ما بعد ريال مدريد، قاد لوغسومبورغو 11 ناديا مختلفاً، 10 منها داخل البرازيل، وفريق واحد من الصين هو تيانجين كوانغيان، ولم يكمل أكثر من موسم واحد مع جميع الأندية التي قادها عقب ريال مدريد.
استمرت أزمة المدربين في نادي العاصمة الإسبانية بعد لوكسمبورغو، وجيء بعده بالإسباني خوان رامون لوبيز كارو، الذي كان مدرباً لفريق ريال مدريد كاستيا، واستمر في منصب مدرب الفريق الأول 6 أشهر فقط، وهو المدرب الأخير في حقبة بيريز الأولى مع ريال مدريد.
وبعد تلك الفترة درب كارو عدة أندية مغمورة، وقاد المنتخب السعودي لفترة من الوقت.
حقبة جديدة لبيريز وتجربة فاشلة أخرى
في العام 2009، أُعيد انتخاب فلورنتينو بيريز رئيساً لريال مدريد مرة ثانية، وعقب وصوله تعاقد مع المدرب التشيلي المخضرم ماوريسيو بيليغريني وسط آمال كبيرة وقتها بحصد الأخضر واليابس محلي وأوربية، خصوصاً بعد التعاقد مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد الإنكليزي.
غير أن النجاح لم يكن حليفا لبيليغريني، وظل في منصبه عاماً واحداً، سجل خلالها ريال مدريد واحدة من أسوأ النتائج في تاريخه، حينما سقط أمام ألكوركون المغمور 0-4 في كأس ملك إسبانيا ، وخرج من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا على يد ليون الفرنسي.
أُقيل بيليغريني بعد تلك النتائج السيئة، وذهب لقيادة ملقة، ثم مانشستر سيتي الإنكليزي، وهيبي فورتشين الصيني، قبل أن يعود إلى الدوري الإنكليزي مجدداً من بوابة ويست هام يونايتد.
مورينيو يبدأ رحلته مع ريال مدريد.. لكن!
يفوز في 2010 حينما تعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي جاء إلى ريال مدريد متسلحاً بإنجازات كبيرة حققها مع بورتو البرتغالي تشيلسي الإنكليزي وإنتر ميلان الإيطالي.
فترة مورينيو مع ريال مدريد استمرت 3 سنوات، توج خلالها الفريق بلقب الدوري الإسباني مرة واحدة ومثلها في كأس الملك، لكنه فشل في جلب دوري أبطال أوروبا، وعرفت فترة وجوده الكثير من المشاكل والخلافات، سواء داخل نادي ريال مدريد، أو مع الصحافة الإسبانية.
عاد مورينيو بعد ذلك إلى تشيلسي من جديد موسمين، أعقبهما انتقاله لقيادة مانشستر يونايتد، ولم يحقق إنجازات لافتة مع "الشياطين الحمر"، وسط حديث دائم عن إمكانية رحيله عن الفريق.
دوري الأبطال لم يشفع لأنشيلوتي.. ويخرج!
في 2013 وبعد رحيل مورينيو، جلب بيريز مدرباً آخر هو عضو في فريق كرة القدم العالمي، لكن فريق كرة القدم يوجد أي لقب ليُطيح به بيريز.
لم يجد أنشيلوتي صعوبة بعد رحيله عن ريال مدريد في الانضمام إلى أندية كبيرة، فقاد بايرن ميونيخ الألماني وحقق معه نجاحات معقولة، قبل أن يستعين به نابولي مطلع الموسم الحالي.
لجأ بيريز بعد إقالة أنشيلوتي إلى المدرب الإسباني رافائيل بينتيز، على أمل إعادة الفريق إلى منصات التتويج، لكن البداية لم تكن مبشّرة، ولم يجد المدرب الجديد القبول من اللاعبين، وزادت الخسارة القاسية أمام برشلونة في الـ "كلاسيكو" برباعية من حدة الأزمة، ليقرر بيريز إقالته بعد ذلك، حيث ذهب المدرب الإسباني إلى نيوكاسل الإنكليزي.
زيدان يصنع المجد ثم يقرر بنفسه الرحيل
في أعقاب رحيل بينتيز، قرر بيريز الاستعانة بزين الدين زيدان الذي كان مدرباً للفريق الثاني، وعمل في السابق مع مورينيو وبينتيز، فحدث ما لم يكن متوقّعاً في الموسم الأول لزيدان، إذ حصد الفريق معه 9 ألقاب في موسمين ونصف موسم.
أبرز ما فاز به ريال مدريد مع زيدان كان لقب دوري أبطال أوروبا 3 مرات، في إنجاز تاريخي مذهل. لكن النجم الدولي السابق قرر هو بنفسه الرحيل بعد ذلك عن ريال مدريد، وفاجأ الجميع بعد أيام قليلة من نهائي دوري الأبطال في العام الحالي (2018) بتقديم استقالته.
عانى بيريز بعد ذلك في رحلة البحث عن خليفة زيدان ، إلى أن جاء قرار التعاقد مع مدرب المنتخب الإسباني جولين لوبيتيغي الذي كان على رأس عمله في المنتخب، وفوجئ الجميع بإعلان التعاقد قبل يومين فقط من انطلاق كأس العالم 2018 في روسيا.
هنا قرر الاتحاد الإسباني وضع حد للتعاقد مع لوبيتيغي وأقاله من منصبه بسبب اتفاقه مع ريال مدريد دون العودة إلى الاتحاد وفي ظروف غير طبيعية، إلا أن مقام لوبيتيغي مع ريال مدريد لم يدم طويلاً، وأقيل من منصبه مؤخراً بسبب سوء النتائج من بداية الموسم الحالي، في حين قرر بيريز تعيين سانتياغو سولاري خليفة له بشكل مؤقت.