حتى قبل تعيين آنطونيو كونتي مدرباً لريال مدريد الإسباني، دخل المدرب الإيطالي في مناوشاتٍ مع قائد الفريق سيرجيو راموس.
فحين سئل راموس عن تعليقه على استقدام مدربٍ جديدٍ صارم – في إشارةٍ واضحةٍ إلى كونتي -، أجاب "الاحترام يُكتسب ولا يُفرض. أنتم تعرفون من هم المدربين الذين حصدنا معهم الألقاب".
راموس لا يحبّذ كونتي مدرباً لريال مدريد!
وكان راموس يُذكِّر الجميع بأن بطولات دوري أبطال أوروبا التي حققها النادي مؤخراً كانت مع المدرب الإيطالي دمث الخُلُق كارلو أنشيلوتي أو مع المدرب الفرنسي الأكثر دماثةً زين الدين زيدان.
أما فترة إدارة البرتغالي جوزيه مورينيو، فقد انتهت بلا أي إنجازٍ أوروبيٍ، وبالكثير من العداوة.
وحين حل الإسباني رافاييل بينيتيز بديلاً للإيطالي أنشيلوتي، فإن فترة إدارته كانت قصيرةً للغاية، تماماً كفترة المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي.
يُذكَر أنَّ راموس دخل خلافاً شهيراً مع مورينيو. وستُسمع شكوكه حيال كونتي، لكنها لن تؤخذ في عين الاعتبار، لأنَّ رئيس النادي فلورينتو بيريز اتخذ قراراً بأن غرفة الملابس تحتاج إلى مدربٍ صارم، تماماً كما كانت في العام 2010 حين تعاقد مع مورينيو.
بيريز يتمنى عودة مورينيو إلى نادي العاصمة
ولو كان باستطاعة بيريز، لاستقدم مورينيو مرةً أخرى، لكن حقيقة توليه المسؤولية في مانشستر يونايتد الإنكليزي وأن توليه إدارة الفريق لن تكون محل ترحيبٍ عالمي، تعني أن كونتي قد يُستدعى لتأدية نفس الدور الذي يتضمن فرض نظامٍ تكتيكيٍ، واستعادة اللاعبين للياقاتهم، ومحو ذكرى هزيمة ريال مدريد 1-5 على ملعب غريمه برشلونة "كامب نو" في أسرع وقتٍ ممكن.
وفي حال أصبح كونتي مدرباً لريال مدريد، فسيكون الجميع في موقف صعب. وقد تكون كذلك نقطة النهاية في سعيهم لضم البلجيكي إيدن هازارد.
إذ لم يُخف نجم المنتخب البلجيكي رغبته في الانضمام إلى ريال مدريد في نهاية الموسم، لكنَّ التعاقد مع كونتي قد يجعله أكثر ميلاً إلى توقيع عقدٍ جديد مع تشيلسي.
يُذكَر أنَّ خلافاً نشب بين هازارد وكونتي في السنة الأخيرة لكونتي مع تشيلسي بسبب استياء هازارد من تكليفه بدور المهاجم الوهمي، ومن ثَمَّ التشكيك في التزامه حين كان يعاني في أداء هذا الدور.
كونتي.. تاريخٌ من الإنجازات "الصارمة"!
وحتى لو رحَّب راموس بالرجل الجديد، ولم ينضم هازارد إلى ريال مدريد، فسيأتي الصدام لا محالة من مكانٍ ما. فقد اعتاد كونتي إعادة إحياء الفرق التي تعاني أزمات منذ قيادته فريق سيينا الإيطالي إلى الصعود إلى دوري الدرجة الأولى، مروراً بإنهائه السنوات الـ 5 العجاف التي لم يحصل فيها فريق يوفنتوس الإيطالي على لقب الدوري، وصولاً إلى إعادة تشيلسي إلى تألقه في وقتٍ قياسي.
لكنَّه يتمكن من تحقيق ذلك بتفضيله اللاعبين ذوي اللياقة البدنية والانضباط التكتيكي، الذين لا يشككون في خيارات المدرب. وقال صحفيٌ إيطاليٌ متابعٌ لمسيرة كونتي للقسم الرياضي في صحيفة The Daily Mail البريطانية، "إنه يريد جنوداً من البحرية، وليس فريقاً من اللاعبين العاديين".
وستكون المتطلبات البدنية صعبةً على كلٍ من إيسكو، والفرنسي كريم بنزيمة، اللذان قد يجدان نفسيهما يفسحان المجال لبديلين أشد صلابةً، مع أنَّ فريق ريال مدريد يخوض عامه الرابع دون إنفاق مبالغ ضخمة في ضم لاعبين جدد، ولم يتح لنفسه تنوعاً تكتيكياً كبيراً.
ما هي خطة كونتي مع ريال مدريد؟
وفي حال أصبح كونتي مدرباً لريال مدريد، فقد يضطر أيضاً إلى الابتعاد عن خطته المفضلة. إذ يُذكَر أنَّه غيَّر خطة يوفنتوس ليلعب بـ 3 مدافعين في منتصف موسمه الأول مع الفريق، وغيَّر كذلك خطة تشيلسي بنفس الطريقة بعد خسارةٍ 0-3 أمام آرسنال. واستخدم خطة 3-5-2 مع المنتخب الإيطالي في بطولة الأمم الأوروبية في العام 2016.
لذا قد يلعب داني كارفاخال، وألفارو أورديوزولا جناحين متأخرين، ويستمتع مارسيلو بحريةٍ أكبر ليتقدم إلى الهجوم، لكنَّ فريق ريال مدريد يضم 3 مدافعين فقط، لذا سيتعيَّن على ناتشو وراموس ورافاييل فاران أن يشاركوا في كل مباراة. وسيكون من الصعب كذلك إرضاء لاعبي خط الوسط.
إذ سيتنافس توني كروس ولوكا مودريتش وداني سيبايوس وكاسيميرو على مكانين فقط في التشكيل.
وتماماً كما حدث في تشيلسي ويوفنتوس، ستكون هناك محاولةً مبكرة للعب بخطٍ دفاعي من 4 لاعبين على خطٍ واحد حال قدومه.
على كونتي صناعة النجوم أيضاً!
وفور تعيين كونتي مدرباً لريال مدريد، سيطالبه النادي كذلك بدمج لاعبين ناشئين. وسيكون سيبايوس أبرز المرتقبين. وكذلك يريد رئيس النادي أن يرى لاعب الوسط الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي، والمهاجم البرازيلي فينيسيوس في تشكيلة الفريق. يُذكر أنَّ كونتي ساعد اللاعب الفرنسي بول بوغبا في أن يلعب أساسياً، وثمة أمل في أن يفعل ذلك أيضاً مع نخبة لاعبي مدريد الناشئين.
وفينيسيوس برازيليٌ تماماً مثل كاسيميرو ومارسيلو. ويأملون في التفوق على دييغو كوستا، وويليان، وأوسكار نجوم تشيلسي الذين قدمهم كونتي. وتُظهِر أهداف مارسيلو الثلاث التي سجلها في آخر ثلاث مبارياتٍ له كيف أنه واصل التقدُّم في عهد لوبيتيغي، وأن كاسيميرو مقاتلٌ أيضاً. وسيقدر كونتي هذا الالتزام.
ومن المحتمل أن ينشغل كونتي بمعركةٍ كلامية مع راموس، أو يُحبَط من رعونة إيسكو في بعض الأحيان، أكثر من أن يرغب في الاستعانة بلاعبين يمكن الاعتماد على استمرارية أدائهم.
وفي موسمٍ ليس مطلوباً فيه أكثر من الفوز بالدوري، قد يكون القدر الذي يفرضه كونتي من الالتزام والنظام مقبولاً. وعلى المدى البعيد، قد يسبب أسلوبه الفظ صداماً، لكنَّ المدربين نادراً ما يقضون وقتاً طويلاً في ريال مدريد.