دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن لاعب المنتخب الألماني ذي الأصول التركية مسعود أوزيل، الذي واجه حملةً من الانتقادات بسبب صورةٍ التُقطت له مع الزعيم التركي.
وكان أوزيل (29 عاماً) قد أعلن اعتزاله اللعب الدولي في يوليو/تموز الماضي، مُعزياً قراره لما تعرّض له من "عنصريةٍ وإساءةٍ" في ألمانيا بسبب تلك الصور.
أردوغان يشرح الموضوع بطريقة بسيطة
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية BBC، بسّط الرئيس التركي أردوغان شرح الموضوع قائلاً: "هل يجب أن ننزعج مع أي لاعبٍ ألمانيٍ يلعب في تركيا إذا التقط صورةً مع السيدة ميركل (المستشارة الألمانية)؟".
ويُفترض أن يُجري أردوغان زيارةً هذا الأسبوع لألمانيا، في محاولةٍ لإصلاح العلاقات الثنائية المتوترة بين البلدين.
كان الرئيس أردوغان قد شبَّه المسؤولين الألمان في مارس/آذار 2017 بالنازيين. وجاءت تلك الإساءة في أعقاب منع السلطات الألمانية لمسيراتٍ كان يأمل أن تُسهم في حشد الناخبين الأتراك في ألمانيا قُبيل استفتاءٍ رئيسي فاز فيه.
وانتقدت برلين أردوغان قبل ذلك بسبب حملةٍ شنها على خصومه السياسيين في أعقاب محاولةٍ فاشلةٍ لانقلابٍ عسكري في تركيا عام 2016.
يشعران بالفخر بالدولة التي جاءت منها عائلتهما!
في مقابلةٍ أجرتها معه صحيفة Funke Mediengruppe الألمانية، قال الرئيس التركي إنَّ أوزيل لم يفعل شيئاً "يستحق الندم".
وقال إنَّ لاعب خط وسط فريق الأرسنال الإنكليزي، ومعه إلكاي غوندوغان لاعب فريق مانشستر سيتي، الذي ظهر في الصورة أيضاً مع أردوغان في مايو/أيار "يشعران بأنَّهما في وطنهما في الدولة التي وُلدا فيها، وكذلك في الدولة التي جاءت منها عائلتاهما".
وقال معلقاً على قرار أوزيل بالاعتزال دولياً: "إنَّه لم يترك المنتخب الوطني دون سبب، أي شخصٍ يواجه ذلك القدر من الهجوم العنصري والإهانة كان سيتخذ نفس رد الفعل".
بم فسّر أوزيل قرار اعتزاله دولياً؟
قال أوزيل إنَّه تلقى رسائل بريد إلكترونيٍ عدائية، وحُمِّل مسؤولية الأداء المخيب للآمال للمنتخب الألماني في بطولة كأس العالم التي أُقيمت في روسيا هذا الصيف.
وقال: "يعتبرونني ألمانياً حين نفوز فقط، لكن حين نخسر يعتبرونني مهاجراً".
ووُلد أوزيل، الذي هو من الجيل الثالث في عائلةٍ تركيةٍ ألمانية، بمدينة غيلسنكيرشن الألمانية، وكان عضواً أساسياً في تشكيلة منتخب بلاده الفائز بكأس العالم عام 2014.
ولعب أوزيل 92 مباراةً دولية، واختارته الجماهير لاعب العام في المنتخب 5 مراتٍ منذ عام 2011.
لكنَّ أوزيل قال إنَّ المعاملة التي لقيها مؤخراً جعلته "لا يرغب في ارتداء قميص المنتخب الألماني مرةً أخرى".
وفي بيانٍ مطولٍ نشره على الشبكات الاجتماعية، قال إنَّه لم يشعر بأنَّه مقبولٌ في المجتمع الألماني رغم أنَّه يدفع الضرائب، ويتبرع للمشروعات الخيرية هناك، بالإضافة لكونه لاعباً فائزاً بكأس العالم.
يُذكر أنَّه خلال اللقاء الذي جمعهما بأردوغان في لندن، الذي حضره كذلك لاعب فريق إيفرتون والمنتخب التركي جنك توسون، منح كلٌ من أوزيل وغوندوغان الرئيس التركي قمصاناً رياضيةً حملت توقيعيهما.
بعد ذلك نشر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا الصور قُبيل انتخاباتٍ جرت في يونيو/تموز وفاز بها أردوغان.
دفع ذلك بعض السياسيين الألمان لقول إنَّ الأمر بدا وكأنَّ اللاعبين يدعمان حملة أردوغان الانتخابية، وهو ما نفاه كلاهما.
يُذكر أن تركيا تنتظر لحظة حاسمة، غداً الخميس27 سبتمبر/أيلول، أثناء إعلان اسم الفائز باستضافة بطولة كأس أوروبا لعام 2024.
وسيتوجَّب على تركيا كي تُمنَح هذا الشرف أن تتفوق على ألمانيا، التي تُعَد قامة كبيرة في عالم الساحرة المستديرة وخصماً سياسياً دائماً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.