لا حديث في الوسط الرياضي المصري إلا عن التجربة الجديدة التي تتم برعاية تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة السعودية ومستشار الديوان الملكي، وهي شراء نادي الأسيوطي، وتغيير اسمه إلى "بيراميدز"، وهي التجربة التي غيرت تفكير لاعبي الكرة في مصر، وجعلت حلمهم اللعب لهذا النادي.
هذه التجربة الجديدة يراها البعض بمثابة تهديد كبير لتجربة الاحتراف الخارجي للاعبين المصريين، والتي ظهرت بشكل فعال في السنوات الأخيرة؛ ليصبح لأول مرة هناك هذا العدد الكبير من المحترفين خارج البلاد.
"بيراميدز" تجربة غير مسبوقة
في يونيو/حزيران 2018، تلقى محمود الأسيوطي، رجل الأعمال المصري ومالك نادي الأسيوطي، اتصالات من راكان الحارثي رئيس شركة "صلة" السعودية، من أجل شراء اسم نادي الأسيوطي.
وبالفعل تمت الصفقة التي لم تشمل المنتجع الذي يملكه الأسيوطي على طريق القاهرة – أسيوط، بين محافظتي بني سويف والفيوم، مقابل 5 ملايين دولار، و500 ألف دولار، نظير استئجار فندق الإقامة والملاعب، في تجربة غير مسبوقة في مصر.
بعد ذلك قرر مالك النادي الجديد تغيير الاسم من الأسيوطي إلى "بيراميدز"، في ظل تكتم شديد على اسم من يمتلكه، بالرغم من أن تركي آل الشيخ كان دائماً ما يقوم بنشر الأخبار الخاصة بالنادي وتعاقداته على حساباته الرسمية.
لكن حتى الآن لم يتم الإعلان بصفة رسمية عن مالك النادي، حتى في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالقاهرة يوم 28 يونيو/حزيران لفريق العمل، الذي ضم حسام البدري رئيساً لفريق العمل بالنادي، وأحمد حسن مشرفاً على الكرة ومتحدثاً رسمياً، وهادي خشبة مديراً للكرة، رفض أحمد الوشاحي، المستشار القانوني للنادي، الكشف عن مالك نادي "بيراميدز".
كذلك رفض أحمد حسن التأكيد عما إذا كان آل الشيخ هو رئيس النادي أم لا، واكتفى بالقول: إن مالك النادي مستثمر سعودي سيعلن عنه في الوقت المناسب، وإن النادي سيكون له رعاية قوية ومختلفة عن رعاية الأهلي والزمالك.
"ابن النادي" أصبح الأغلى في مصر
الإغراءات المالية الكبيرة التي يقدمها "بيراميدز"، دفعت عمر جابر الظهير الأيمن لمنتخب مصر، الذي خاض تجربة غير ناجحة مع بازل السويسري ثم انتقل لصفوف لوس أنجلوس غالاكسي بالدوري الأميركي، يفضل العودة من جديد إلى مصر على مواصلة مشواره الاحترافي.
Gepostet von تركي آل الشيخ – Turki Al Alshikh am Dienstag, 10. Juli 2018
ولم تكن عودته عبر الزمالك "ناديه الأم" الذي يلعب له من عمر الخامسة، ويرتبط بقوة بجماهير النادي الأبيض التي تطلق عليه لقب "ابن النادي"، لكنها كانت إلى "بيراميدز" الذي جعله صاحب أغلى أجر للاعب في تاريخ مصر بقيمة 24 مليون جنيه سنوياً، بعدما أعلن آل الشيخ عن الصفقة، في ظل تبريرات مقربين من اللاعبين بأن عودتهم كانت لأسباب عائلية.
كذلك فضل علي جبر، مدافع الزمالك، الذي لم تكن تجربته موفقة مع ويست بروميتش ألبيون الإنكليزي، عدم الاستمرار في الملاعب الأوروبية بالرغم من الإعلان عن تلقيه لعروض احتراف أوروبية، وانتقل لصفوف "بيراميدز"، بعد خلافات كبيرة مع رئيس الزمالك مرتضى منصور.
وحاول جبر التنصل من رغبته في الانتقال لصفوف "بيراميدز" بإلقاء الكرة في ملعب رئيس الزمالك مرتضى منصور، الذي أعلن عن انتقاله مع زميله طارق حامد لصفوف "بيراميدز"، قبل ساعات من مواجهة مصر والسعودية، وأن الأمر لم يكن برغبته، لكن بعد الإعلان عن أن راتبه السنوي سيكون 15 مليون جنيه سنوياً بالمكافآت، أوضح أن المقابل المالي الذي سيحصل عليه جعله لا يتردد في قبول العرض، بالرغم من محاولته تبرئة نفسه برسالة عاطفية نشرها عبر حسابه على "إنستغرام".
ثالث العائدين من الاحتراف، كانت تجربته مختلفة، ولم تبدأ على أرض الواقع. هو عبدالله بكري، مدافع سموحة الذي انتقل لصفوف الباطن السعودي، لكنه عاد إلى صفوف "بيراميدز" سريعاً.
"بيراميدز" أولاً ثم تأتي الأحلام
"كانت رغبتي الأولى هي الاحتراف. لكن الموضوع تم غلقه، وأصبح الصراع بين الأهلي والزمالك، وكلاهما لم يكن جدياً، إنبي طلب الحصول على 30 مليون جنيه، تحرك نادي "بيراميدز" وأنهى الأمر، حلمي هو الاحتراف خارجياً وهو هدفي".. هكذا تحدث محمد مجدي "قفشة" لاعب إنبي، عن انتقاله لصفوفه "بيراميدز"، موضحاً دوافعه في الانتقال لصفوف النادي الجديد، بعد أن كان في السابق لا يتحدث إلا عن رغبته في الانتقال للاحتراف أوروبياً، وتلقيه لعروض بلجيكية وهولندية.
ناصر منسي، مهاجم المنتخب الأولمبي المصري، كان مطلوباً من نادي جينت البلجيكي الذي تواصل بالفعل مع ناديه الداخلية، لكن يبدو أن اللاعب وناديه لم يقاوما الإغراءات المادية لنادي "بيراميدز"، حتى إن رئيس النادي قال إنه اتفق مع "بيراميدز" على عدم الإعلان عن الصفقة خوفاً من الحسد.
ومن اللاعبين كذلك الذين تم ربطهم بالنادي، ويتوقف الأمر على الإجراءات الرسمية، أحمد الشناوي حارس الزمالك، الذي تسببت إصابته في الرباط الصليبي في عدم مشاركته بكأس العالم، دائماً ما تصل إليه عروض للاحتراف، وهو يصر على وضع شرط جزائي في عقده مع الزمالك تأهباً لوصول العرض المناسب، كشف مرتضى منصور، رئيس الزمالك، عن اتفاقه مع إدارة "بيراميدز" على بيع عقده لهم مقابل 3 ملايين دولار، بعدما نما لعلمه أن الحارس يتفاوض معهم على راتب سنوي قدره مليون ونصف المليون دولار.