منذ آلاف السنين، جلب البشر الرياضة معهم إلى مكان وصلوا إليه على ظهر الأرض، أو حتى في البحر مثل الغوص، أو الجو مثل الطيران الشراعي.
لكن البشر وصلوا أخيراً للفضاء، فهل يطورون منافسات رياضية أيضاً خارج كوكب الأرض وعلى ظهر القمر والكواكب الأخرى إذا وصلوا إليها، ليلاند مالفين لاعب كرة الريشة وكرة القدم، ورائد الفضاء السابق لدى ناسا، يقول نعم إن ذلك حدث وسيحدث أكثر.
شاهد رواد فضاء يلعبون بالكرة والبيسبول في محطة الفضاء الدولية
في الحلقة الثالثة من إذاعة I Need My Space ، يقول مالفين أنه يتصور بالتأكيد لعب الرياضة في الفضاء. مثل قيام أربعة من رواد الفضاء بممارسة لعبة الريشة على محطة الفضاء الدولية (ISS) في فبراير 2018 ، مضيفاً أن أحد أصدقائه قد وضع قواعد لرياضة فضائية تسمى "الكرة العائمة".
مباراة تنس الريشة في محطة الفضاء الدولية بين لاعبين من رواد الفضاء
مع غياب الجاذبية، سيكون اللعب شاقاً
لن يكون لعب الرياضة في الفضاء مهمة سهلة لأن مجرد التحرك في انعدام الجاذبية يحتاج لتدريب خاص.
"إن عقلك وجسمك يحاولان حقاً معرفة كيفية التحرك"، يقول مالفين.
ومن الصعب التنقل في محطة الفضاء الدولية دون الاصطدام بالمعدات المهمة فالمساحة ضيقة للغاية في المحطة الفضائية، فضلاً عن السيطرة على الجسم للقبض على الكرة أو ركل الكرة.
للأسف، فإن العائق الذي لا يمكن التغلب عليه هو انعدام الجاذبية، وهذا يعني أن بعض الألعاب الرياضية لن تخرج أبداً من هذا العالم. لكن بالنسبة إلى مالفين، هناك فرصة جيدة لرياضات معينة مثل كيرلنغ أي لعب الكرة المسطحة على الجليد.
واعترفت وكالة "ناسا" بأن الرحلات الفضائية الطويلة لها تأثيرات جسدية سلبية على رواد الفضاء، ولهذا كلفت في العام 2014 فريقاً يضم خبراء في الصحة ورواد فضاء متقاعدين لكتابة تقارير هدفها تقديم المشورة للوكالة حول أفضل السبل للتصدي للأضرار الصحية.
وشرح رائد الفضاء الأميركي سكوت كيلي في شهادته أمام الكونغرس الآثار التي لحقت به جراء رحلته الفضائية التي استمرت 340 يوماً.
كانت آثار تجربته مختلفة بشكل كبير عن الآثار المادية التي حدثت لرواد آخرين بعد رحلات بلغت مدة أقصاها 159 يوماً. تضخمت ساقا "كيلي" وأصابه طفح جلدي في جميع أجزاء جسده، وكان يتحسس من لمس الأشياء، كما أصابته أعراض مرضية تشبه الأنفلونزا.
لماذا لعب الرياضة في الفضاء سيكون مختلفاً؟
يتسبب انعدام الجاذبية الأرضية في جعل رواد الفضاء في حالة طفو حول محطة الفضاء الدولية، وبناء عليه يفقد رواد الفضاء كتلة عضلاتهم أثناء تواجدهم في الفضاء ومن الممكن أن يؤثر ذلك على وظائف حيوية وبالطبع يجعل اللعب صعباً للغاية
وتشمل البيانات المتاحة حالياً آثار الرحلات الفضائية التي تستمر لمدة أسبوعين فقط على رواد الفضاء، لذلك فنحن لا نعرف سوى القليل جداً عن آثار الرحلات الفضائية الطويلة الأمد.
وعلى الرغم من امتلاك "ناسا" فريقاً ضخماً يتخصص في إعادة تأهيل رواد الفضاء بعد عودتهم إلى الأرض، لكن د. كريس لينهاردت، أستاذ الطب في جامعة جورج واشنطن بأميركا وعضو هيئة التدريس بمعهد السياسات الفضائية بالجامعة، قال إن هذا الفريق لن يتواجد على المريخ ليساعد الرواد على الاستمرار لأكبر فترة ممكنة.
واقرأ أيضاً..
لن يسافر رواد الفضاء وحدهم بعد اليوم، سيرافقهم "سايمون" المستوحى من حرب النجوم
الكشف عن تفاصيل خطة بناء مدن ومستعمرات في الفضاء.. مسألة وقت فقط